«هي حرب على المجتمع وعلى الدولة وهي معركة كامل مكونات المجتمع» هكذا تحدث ل «التونسية» عدد من السياسيين في تعاليقهم على المجزرة الدامية التي شهدها جبل الشعانبي مساء الأربعاء والتي خلفت 14 شهيدا وأكثر من عشرين جريحا . حصيلة موجعة وحدت أصوات العديد من السياسيين الذين وان اختلفت مواقفهم وتباينت في بعض الأحيان فقد بات شعارهم واحد ومطلبهم واحد هو ضرورة التسريع بإصدار قانون الإرهاب وإخراجه من رفوف المجلس الوطني التأسيسي وبعقد مؤتمر وطني لوضع إستراتيجية لمكافحة الظاهرة. لزهر العكرمي (نداء تونس): «للإرهاب حاضنة سياسية» ما يحدث اليوم يعد حربا على الدولة وعلى المجتمع وإن لم يجد الإرهاب حاضنة شعبية إلى حد الآن فانه يجد حاضنة سياسية وغموضا في المواقف المتعاملة معه خاصة أننا شهدنا ليلة الحادثة احتفالات بالعملية الإرهابية في بعض الأحياء ونحن نطالب في الإطار بسنّ قانون فوري يجرم هذه المسالة . و وجب اليوم كذلك أن يقع إصدار قانون الإرهاب فورا واستئناف العمل حسب قانون الإرهاب القديم إلى حين المصادقة على القانون الجديد. كما أن الحكومة مطالبة بوضع إستراتيجية شاملة لمكافحة الظاهرة بما في ذلك وضع القوانين ومحاسبة الداعمين والمساندين للإرهاب خاصة أننا لمسنا تقصيرا من طرف الحكومة التي لازالت تغط في نوم عميق فليس بوسعنا الانتظار اليوم وبيانات التهديد باتت غير مجدية. زهير المغزاوي (حركة الشعب): «لا للفتن والانقسامات» من استشهدوا في الشعانبي هم من أبناء هذا الشعب ومن أبناء المناطق الريفية والنائية والمعركة مع الإرهاب هي معركة كامل مكونات المجتمع ونحن نعتقد أن للحكومة دورا كبيرا في المعركة كما اعتقد أن الحديث عن التمشيط وإحراز تقدم في القضاء على الإرهابيين في الشعانبي هو حديث من قبل الدعاية وأن من مقومات مكافحة الإرهاب هو مصارحة الشعب بحقيقة الأحداث لذلك ندعو التونسيين إلى التكاثف وإلى الالتفاف والتظاهر ضد الإرهاب لإظهار إصرارهم على استكمال مسارهم الثوري. ما حدث ليس مفصولا عما يحدث في سوريا وليبيا من طرف نفس المجموعات وهذا دليل على وجود مخطط لتدمير تونس وضرب وحدتها من طرف عملاء من الداخل والخارج لذلك فان اليقظة مطلوبة ووجب تجنب الفتن والانقسامات ولابد اليوم من ضرورة التسريع بإصدار قانون الإرهاب الذي وجب تدعيمه لان المقاومة تتم عن طريق القانون والأمن وعن طريق المقاربات التعليمية وغيرها من العوامل الأخرى . رضا بلحاج (حزب التحرير): «مجزرة تخدم مصالح أطراف معينة» ما حصل في الشعانبي محير فعلا فهذه مجزرة وعمل من أعلى أنواع الإجرام وهو إجرام بامتياز. فتقريبا في نفس موعد مجزرة 2013 وبحرفية عالية نجدهم ينفذون عمليتهم في منطقة عسكرية هي محل تفتيش منذ فترة وهو ما يطرح تساؤلات بالجملة حول وجود اختراق أو أجندات سياسية كبرى. وأشير في هذا الإطار إلى أن الرأي العام لم يعد يستهلك الروايات المسطحة التي يرويها المسؤولون وأقول هذا ليس مزايدة ولا تشكيكا بل لأن ما حدث في الشعانبي هو مجزرة حقيقية تزامنت مع قرب حدث في البلاد والمراد منها خلق وضعية سياسية معينة وتخدم مصالح أطراف معينة والمسألة غير مقبولة لأن الجيش من أبناء الأمة والبلاد وهناك من يريد ضرب كرامته واستدراجه وكأننا أمام وضعية شبكة انقلابية. نريد اليوم كشف الحقيقة بالكامل وإثبات التقاطع مع الجهات الأجنبية ولابد أن يوضع الرأي العام في الصورة واقر من موقعي هذا أن الشعانبي قد أصبح بمثابة «دولة وسط الدولة» وأن وضعيته تدعو إلى الريبة خاصة وأن الإرهاب في العادة لا يستقر في مكان واحد في حين انه اليوم أصبح يتحصن بالجغرافيا لذلك قلت أن الحقيقة هي أقوى سلاح خلال المرحلة الحالية وكفانا مزايدات وارتزاقا. حمّة الهمامي (الناطق الرسمي باسم الجبهة الشعبية): المطلوب إستراتيجية وطنية كلما تلقينا تطمينات من الحكومة حول سيطرتها على جبل الشعانبي وعلى الأوضاع إلا وجوبهنا بعمليات إرهابية اخطر من سابقتها وحقيقة ما حصل أول أمس في الشعانبي يعد من اخطر العمليات لأنها مجزرة بأتم معنى الكلمة تؤكد أن الإرهاب قد استوطن في بلادنا وخاصة في المناطق الجبلية كما تدل على انه أصبحت للإرهابيين قدرة عملياتية كبيرة وما يطرح اليوم هو مدى جدية التعامل مع الظاهرة من طرف أجهزة الدولة . يواجه الإرهاب اليوم في ظل غياب إستراتيجية وطنية واضحة رغم أن «الجبهة الشعبية» قد طرحت منذ فترة مسألة تنظيم المؤتمر الوطني لضبط إستراتيجية وطنية لمكافحته ورغم موافقة الحكومة وأعضاء الحوار الوطني ورغم خطورة الأوضاع فإنه لم ينعقد إلى اليوم لذلك اشدد اليوم على ضرورة معالجة المنظومة الأمنية ككل ومنها معالجة مسألة التجهيزات والحالة الاجتماعية والمادية للأعوان والعسكريين وغيرها من النقاط الأخرى في إطار منظومة وطنية شاملة ومتكاملة ونحن اليوم ندعو كافة القوى الموجودة على الساحة إلى قول «STOP» وإلى وقف كل شيء إلى حين حل هذه المشكلة وسنقوم اليوم بالدعوة إلى مسيرات وطنية في كامل نقاط الجمهورية تزامنا مع استئناف جلسات الحوار الوطني ونشدد على ضرورة عقد المؤتمر لضبط إستراتيجية وطنية لمكافحة الإرهاب وبشكل ملح لان المسالة لا تحتمل التأجيل وكل القوى مدعوة إلى فرض هذا المؤتمر عبر تحركات ميدانية إن لزم الأمر. عامر العريض (حركة النهضة): «التعجيل والمصادقة على قانون الارهاب» ما حصل في الشعانبي جريمة نكراء وعملية إرهابية بغيضة لذلك ندعو الجميع اليوم إلى وحدة وطنية قوية لمكافحة هذه الآفة كما ندعو الجميع إلى تجنب التوظيفات الضيقة والانتخابوية ونلاحظ اليوم أن العمليات العنيفة للإرهابيين تزداد عنفا لكن تونس ستنتصر على الإرهاب لان أداء قواتنا المسلحة من جيش وأمن تحسّن كثيرا خلال السنوات الأخيرة ونفّذ الجنود ورجال الأمن العديد من العمليات الناجحة وأشير إلى أننا قمنا بدعوة إخوتنا في الرباعي الراعي للحوار الوطني للاتفاق على ضرورة عقد مؤتمر وطني يبني لإستراتيجية واضحة لمكافحة الإرهاب بمشاركة جميع الأطراف السياسية والمهنية المعنية بالمسالة واشدد على ضرورة عدم توظيف الإرهاب واقحامه في المسائل السياسية. وأشير في هذا الإطار إلى أننا قمنا بالإلحاح داخل المجلس الوطني التأسيسي على ضرورة التعجيل والمصادقة على قانون الإرهاب حتى نكافح الظاهرة. سمير الطيب (أمين عام حزب المسار): «وجب إصدار قانون الإرهاب» نحن في حرب حقيقية مع الإرهاب والسؤال المطروح هل أننا جاهزون لمواجهتها طبعا لا بما أن قانون الإرهاب مازال معطلا في المجلس الوطني التأسيسي ونفتقر لمؤسسات متكاملة قادرة على مجابهة المسألة لذلك نحن نطالب بضرورة التسريع بإصدار قانون الإرهاب وإلى التعجيل ببعث القطب المناهض للإرهاب صلب وزارة الداخلية وأشير إلى أننا سنقوم بتفعيل جبهة الإنقاذ وسنعمل على بعث جبهة لمكافحة الإرهاب.