أسفرت المباراة الودية التي جمعت أمس النادي البنزرتي بالترجي الرياضي بملعب 15 أكتوبر على نفس نتيجة لقاء البطولة ( 3 1 ) لكن كانت الغلبة هذه المرة لأبناء عاصمة الجلاء الذين كانوا الأفضل على كل المستويات والأكثر حرصا على الإنتصار ... هذه المواجهة شكلت اختبارا مفيدا للغاية للمدربين اللذين حاولا تشريك أكبر عدد ممكن من اللاعبين وتجربة بعض الحلول والقيام بالتعديلات اللازمة الرامية إلى القضاء على السلبيات والنقائص من جهة وتدعيم نقاط القوة من جهة أخرى. بالنسبة للترجي الرياضي قدم المدرب خالد بن يحيى التشكيلة الأساسية التالية : معز بن شريفية سامح الدربالي العربي جابر محمد علي اليعقوبي إيهاب المباركي فوسيني كوليبالي هاريسون آفول أسامة الدراجي ادريس المحيرصي محمد علي المهذبي بانيك نجانغ. هذه التركيبة كانت منقوصة من عديد اللاعبين الأساسيين على غرار حسين الراقد وأحمد العكايشي وشمس الدين الذوادي وعلي العابدي لاختيارات فنية وهيثم الجويني لأسباب صحية . المدرب خالد بن يحيى قام خلال الشوط الثاني ببعض التغييرات مقحما الحارس سامي هلال مكان معز بن شريفية ومحمد أمين النفزي مكان سامح الدربالي ومحمد بن منصور مكان محمد علي اليعقوبي وموسى ماريغا مكان يانيك نجانغ وخالد الغرسلاوي مكان محمد علي المهذبي وسيف الدين الجربي مكان أسامة الدراجي أين «الحرباوي» و«بن حمودة»؟ من خلال القراءة الأولى للتشكيلة الأساسية وكذلك التغييرات التي أدخلها الإطار الفني نلاحظ غياب كل من حسان الحرباوي ومحمد علي بن حمودة ، وباستفسارنا عن الأسباب علمنا أن الأول تعرّض إلى إصابة خلال تمارين يوم الخميس وأجبر على الركون إلى الراحة لبضعة أيام للتماثل إلى الشفاء في حين كان الثاني ضمن المجموعة التي تحوّلت إلى بنزرت وكان ضمن اللاعبين الإحتياطيين لكن المدرب خالد بن يحيى لم يشرّكه في هذا اللقاء لأسباب نجهلها مع أن هذه الوديات مهمة جدا للعناصر التي ينقصها نسق اللقاءات الرسمية وتعد بالتالي فرصة بالنسبة إليهم لاستعادة مؤهلاتهم وإمكانياتهم والتهيئ لقادم الإلتزامات. الغلطات الدفاعية القاتلة متواصلة بتواصل اهتزاز شباك الترجي الرياضي في كل المقابلات تقريبا كان دفاع الأحمر والأصفر خلال هذا اللقاء الودي وفيّا لعاداته بهفوات دفاعية قاتلة كلفته ثلاثة أهداف اثنان منها من ركنيتين غابت فيهما المحاصرة اللازمة والتركيز الضروري في حين جاء الهدف الثالث من ضربة جزاء على إثر غلطة مجانية من الإيفواري فوسيني كوليبالي الذي أطنب في المراوغات في منطقة الجزاء ثم ارتكب الهفوة حين افتكت الكرة منه... صحيح أن شمس الدين الذوادي وعلي العابدي غابا عن هذه المواجهة وصحيح أيضا ان المدرب خالد بن يحيى قام ببعض التغييرات لتجربة بعض الحلول لكن الثابت والأكيد كذلك أن الوضعية الحالية للفريق في البطولة تستوجب إيقافا سريعا لنزيف الهفوات القاتلة وقبول الأهداف باستمرار ، وفي هذا الصدد فإن المنظومة الدفاعية ككل هي التي تحتاج إلى المراجعة خصوصا على مستوى افتكاك الكرة في وسط الميدان والتوازن الكامل للفريق الشيء الذي يفرض تغيير بعض الإختيارات والعودة إلى التعويل على ثنائي دفاعي في خط الوسط . هل يسعف الهدف الجميل «كوليبالي» في المستقبل؟ مقابل الهفوة الفادحة التي قبل بسببها الترجي الرياضي الهدف الثالث من ضربة جزاء فقد سجل كوليبالي هدفا رائعا من مجهود فردي ممتاز وسلسلة من المرواغات توجها بتسديدة موفقة في مرمى النادي البنزرتي ، وهو إنجاز يكشف المخزون الفني لهذا اللاعب، لكن هل يشفع له ويسعفه في قادم اللقاءات الرسمية من خلال الدخول في حسابات المدرب خالد بن يحيى وافتكاك مكان في التركيبة الأساسية؟ مدرب الأحمر والأصفر سبق له أن أكد لنا ثقته في هذا اللاعب واقتناعه بإمكانياته لكن هل يعجّل هدف بنزرت في انضمام الإيفواري إلى التشكيلة الترجية؟ الإستفادة من هذه الإختبارات بقطع النظر عن النتيجة فإن هذه المقابلات الودية تمثل اختبارات هامة لمزيد اكتشاف النقائص والعمل على تجاوزها من خلال تجربة بعض الحلول والقيام بالتعديلات الجماعية والفردية اللازمة الرامية كذلك إلى تطوير الآداء والمستوى ، وأكيد أن الإطار الفني للترجي الرياضي استفاد من هذا اللقاء الودي وخرج بجملة من الإستنتاجات التي سيأخذها مستقبلا بعين الإعتبار عند تحديد اختياراته سواء المتعلقة بالتشكيلة الأساسية او الخاصة بطريقة اللعب وهما جانبان في حاجة فعلا إلى المراجعة بالنظر إلى المقابلات الأخيرة التي كانت حبلى بالسلبيات.