مباراة سهرة الليلة بالملعب الأولمبي مصطفى بن جنّات بالمنستير لحساب الجولة الرابعة من منافسات المجموعة السابعة المؤهلة لنهائيات كأس افريقيا للأمم المغرب 2015 بين منتخبنا الوطني ونظيره السينغالي لا يمكن أن نقرأ تفاصيل تطوراتها وحظوظ نسور قرطاج للظفر بنقاطها الثلاث واجتياز بقية منتخب أسود الترينقا والتأكد رسميا من الترشح الى نهائيات ال «كان» إلا من خلال أحد رموز الكرة التونسية وكان اختيار التونسيّة على «أفعى» هجوم المنتخب زياد الجزيري الذي يملك ذكريات تاريخية مع لقاءات السينغال ولا سيما مباراة يوم الضباب في ربع نهائي الكان 2004 عندما مهّد بلقطة استثنائية كرة هدف الترشح لجوهر المناري في مباراة تُصنف من «الملاحم» والى ذلك فإن الجزيري من الذين كتبوا أسماءها بماء الذهب على تتويج المنتخب بكأسه الافريقية الوحيدة. رهان على روح المجموعة في بداية حديثه ل «التونسية» شدّد زياد الجزيري على أهميّة المناخ الممتاز داخل المنتخب الوطني وهو ما يُلاحظ في تجلي روح المجموعة مضيفا قوله «الحقيقة أن هناك اشارات ايجابية جدّا في النسخة الحالية للمنتخب الوطني... فمن خلال ما تقدم من مباريات تحت قيادة المدرّب جورج ليكنز والطاقم المساعد له لاحظنا أن هناك إرادة ورغبة وطموح للأفضل وهو أمر مهم للغاية لمنتخب جديد في طور البناء والتشكل وعندما يكون هناك جوّ ممتاز ومناخ جيّد بين مكونات المنتخب مثلما لمسنا ذلك فإنها في تقديري مؤشر في غاية الأهمية حتى نمضي الى الأمام... واعتقادي أن روح المجموعة من ركائز البناء السليم التي تجعلنا نتوسم خيرا من منتخبنا الذي يحتل صدارة المجموعة بمعية المنتخب السينغالي الذي قدمنا أمامه في داكار مباراة ممتازة جدا من الناحية الدفاعية وحقّقنا تعادلا ثمينا يفتح أمامنا آفاق الترشح لكن يجب أن نكون حذرين في لقاء اليوم وأن نحتاط جيّدا من المنافس الذي يملك آليات هجومية قوية تتطلب منا اليقظة والانتباه وعدم ترك المساحات أمام مهاجمين يجمعون بين السرعة والفنيات العالية والقدرة على استغلال أنصاف الفرص... ويقيني أن لاعبي المنتخب الوطني وبعد أن تخطوا عقبة مباراة داكار بنجاح وعادوا بنقطة مهمة واعون تمام الوعي بأن مهمتهم اليوم سوف تكون صعبة أمام منافس يفرض الاحترام ولكنّها لن تكون مستحيلة، لديّ ثقة كبيرة في اللاعبين والجهاز الفني لتحقيق النتيجة التي تنتظرها حتى نظفر بورقة الترشح الى النهائيات ونطمئن على مصيرنا قبل انتظار بقية المباريات... المنتخب الوطني يملك دفاعا حصينا ومنظما ولديه وسط ميدان جيّد وفي الخط الأمامي هناك أكثر من لاعب قادر على إحداث الفارق... باختصار مباراة الليلة ننتظر فيها أن يكون المنتخب الوطني في قمّة جاهزيته البدنية والفنية والذهنية رغم ضيق الوقت بين لقائي الذهاب والإياب ولكن أنا واثق من أن خبرة عناصرنا الدولية بمثل هذه المواعيد ودرجة النضج التكتيكي التي يملكونها وأهمية الرهان الموكول للمباراة جميعها عوامل تجعلني متفائلا وانتظر مباراة كبيرة مع الدعوة الى ملازمة الحذر في مناطقنا الخلفية تحسبا لأي عملية يقوم بها المنافس وفي اعتقادي فإن إعطاء القيمة اللازمة دون مبالغة للخصم هي الخطوة الاولى على درب التفوق عليه. «القرينتة» أولا وأخيرا زياد الجزيري المعروف على امتداد مشواره الكروي وحتى بصفته اليوم كمدير رياضي في النجم الرياضي الساحلي هو لاعب «ربّاح» ولا يرضى بديلا للفوز حتى في المقابلات الودية أكّد بأن الروح المعنوية العالية وروح المجموعة والمناخ الجيّد الذي يعيشه المنتخب كلّها أدوات فعّالة ومفاتيح للنجاح في لقاء الليلة مشددا على أن القرينتة التي تسكن قلب كل لاعب سيكون لها مفعولها الايجابي في سهرة الليلة حتى يتوفق نسور قرطاج في ترويض أسود «الترينقا» مؤكّدا على ضرورة التوازن بين الخطوط الثلاثة والتركيز طيلة دقائق المباراة حتى يكون الفوز حليف المنتخب الوطني. ماذا عن غياب «الشيخاوي»؟ سألنا زياد عن تقديره لمدى تأثير غياب القائد ياسين الشيخاوي عن مباراة الليلة فردّ بقوله: «ياسين له وزنه الفني والمعنوي في المجموعة وهو قائد الفريق الذي تمنيت لو كان في التشكيلة نظرا لقيمته المضافة ولكن الثقة كبيرة في من سيختاره جورج ليكنز لتعويض الشيخاوي حتى يكون أفضل خلف لأحسن سلف».