سعيد لماكرون: توافد عدد من المهاجرين غير النظاميين من جنوب الصحراء أمر غير طبيعي    مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح    "تيك توك" تفضل الإغلاق في أميركا إذا فشلت الخيارات القانونية    ماكرون: هناك احتمال أن تموت أوروبا    مع عودة التحكيم الأجنبي.. تعيينات حكام الجولة 5 "بلاي أوف" الرابطة الاولى    الرابطة الأولى.. تعيينات حكام مباريات الجولة الأولى إياب لمرحلة "بلاي آوت"    هذا فحوى لقاء رئيس الجمهورية بمحافظ البنك المركزي..    تنزانيا.. مقتل 155 شخصا في فيضانات ناتجة عن ظاهرة "إل نينيو"    سليانة .. رئس الاتحاد الجهوي للفلاحة ...الثروة الغابية تقضي على البطالة وتجلب العملة الصعبة    ماذا في لقاء سعيد برئيسة اللجنة الوطنية الصلح الجزائي..؟    اليابان تُجْهِزُ على حلم قطر في بلوغ أولمبياد باريس    سوسة.. دعوة المتضررين من عمليات "براكاجات" الى التوجه لإقليم الأمن للتعرّف على المعتدين    إثر الضجة التي أثارها توزيع كتيّب «سين وجيم الجنسانية» .. المنظمات الدولية همّها المثلية الجنسية لا القضايا الإنسانية    منبر الجمعة .. التراحم أمر رباني... من أجل التضامن الإنساني    خطبة الجمعة .. أخطار التحرش والاغتصاب على الفرد والمجتمع    حركة النهضة تصدر بيان هام..    أولا وأخيرا...هم أزرق غامق    تراجع الاستثمارات المصرح بها في القطاع الصناعي    جندوبة.. المجلس الجهوي للسياحة يقر جملة من الإجراءات    منوبة.. الإطاحة بمجرم خطير حَوّلَ وجهة انثى بالقوة    برنامج الجولة الأولى إياب لبطولة الرابطة الاولى لمحموعة التتويج    اقتحام منزل وإطلاق النار على سكّانه في زرمدين: القبض على الفاعل الرئيسي    قبلي: السيطرة على حريق نشب بمقر مؤسسة لتكييف وتعليب التمور    الفنان رشيد الرحموني ضيف الملتقى الثاني للكاريكاتير بالقلعة الكبرى    من بينهم أجنبي: تفكيك شبكتين لترويج المخدرات وايقاف 11 شخص في هذه الجهة    البطلة التونسية أميمة البديوي تحرز الذهب في مصر    مارث: افتتاح ملتقى مارث الدولي للفنون التشكيلية    تحذير من هذه المادة الخطيرة التي تستخدم في صناعة المشروبات الغازية    وزيرة التربية : يجب وضع إستراتيجية ناجعة لتأمين الامتحانات الوطنية    تونس تحتل المرتبة الثانية عربيا من حيث عدد الباحثين    وزير الشباب والرياضة يستقبل اعضاء فريق مولدية بوسالم    قرابة مليون خبزة يقع تبذيرها يوميا في تونس!!    سليانة: أسعار الأضاحي بين 800 دينار إلى 1100 دينار    تتويج السينما التونسية في 3 مناسبات في مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة    جريمة شنيعة: يختطف طفلة ال10 أشهر ويغتصبها ثم يقتلها..تفاصيل صادمة!!    قبلي : اختتام الدورة الأولى لمهرجان المسرحي الصغير    باجة: تهاطل الامطار وانخفاض درجات الحرارة سيحسن وضع 30 بالمائة من مساحات الحبوب    رئيس الجمهورية يتسلّم أوراق اعتماد سفير تونس باندونيسيا    الرئيس الفرنسي : '' أوروبا اليوم فانية و قد تموت ''    الڨصرين: حجز كمية من المخدرات والإحتفاظ ب 4 أشخاص    الحمامات: وفاة شخص في اصطدام سيّارة بدرّاجة ناريّة    خدمة الدين تزيد ب 3.5 مليارات دينار.. موارد القطاع الخارجي تسعف المالية العمومية    عاجل : دائرة الاتّهام في قضايا الفساد المالي ترفض الافراج عن وليد جلاد    المهدية : غرق مركب صيد على متنه بحّارة...و الحرس يصدر بلاغا    أبرز اهتمامات الصحف التونسية ليوم الخميس 25 أفريل 2024    كاس رابطة ابطال افريقيا (اياب نصف النهائي- صان داونز -الترجي الرياضي) : الترجي على مرمى 90 دقيقة من النهائي    سفينة حربية يونانية تعترض سبيل طائرتين مسيرتين للحوثيين في البحر الأحمر..#خبر_عاجل    بطولة مدريد للماسترز: اليابانية أوساكا تحقق فوزها الأول على الملاعب الترابية منذ 2022    لا ترميه ... فوائد مدهشة ''لقشور'' البيض    أكثر من نصف سكان العالم معرضون لأمراض ينقلها البعوض    الجزائر: هزة أرضية في تيزي وزو    التوقعات الجوية لهذا اليوم..    تونس: نحو إدراج تلاقيح جديدة    هوليوود للفيلم العربي : ظافر العابدين يتحصل على جائزتيْن عن فيلمه '' إلى ابني''    في أول مقابلة لها بعد تشخيص إصابتها به: سيلين ديون تتحدث عن مرضها    دراسة تكشف عن خطر يسمم مدينة بيروت    ألفة يوسف : إن غدا لناظره قريب...والعدل أساس العمران...وقد خاب من حمل ظلما    خالد الرجبي مؤسس tunisie booking في ذمة الله    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



محرزية العبيدي ل «التونسية» :أنا دكتاتورة إذا اقتضت مصلحة تونس
نشر في التونسية يوم 22 - 10 - 2014


زوجي بلدي والشيخ مورو «روح البلديّة»
لن أضع يديّ في أيادي الدساترة
لو حلّ المجلس التأسيسي لأصبحنا كليبيا
حكومة السبسي تساهلت مع «أنصار الشريعة» وحكومتا العريّض وجمعة وضعتا حدّا لهم
«جماعة «النهضة» مطروزين موش خياطة ماكينة»
حاورتها: رحمة الشارني
«لم أزك أيّ مرشح ل «الرئاسية» لأحافظ على التوافق داخل الحركة... حرية ومسؤولية التونسي ستقصي وجوه النظام السابق من المشهد السياسي... البعض كان يظن أننا سنقصي وجوه النظام السابق لكننا لا نريد ان نشكك في قوتنا ونزاهة ديمقراطيتنا... أعد الأهالي بالتشغيل وإنهاء التمييز في الأحياء الفقيرة... اتهمت حكومة السبسي بالتساهل مع «أنصار الشريعة»... لو حُلّ المجلس التأسيسي لأصبحنا مثل ليبيا بمجلسين أو ربما بثلاثة وبحكومتين أو ربما بأربع... تزكية حمة الهمامي من قبل نائب النهضة عبد العزيز شعبان دليل على أن هذا الأخير نهضوي في الدم لأن الديمقراطية من مبادئنا... أقولها منذ الآن سأكون من الشق الذي لا يتحالف مع الدساترة وساكون حذرة في التعامل معهم... أحمد الله على أن ذمم نوّاب «النهضة» لم تُشتر.. زوجي «البلدي» يقول لي «يا للة» وليس «يا مرا».. الشيخ مورو الذي أعتبره روح «البلدية» يقول لنا بدل «يا سيدات» «يا للوات»... أنا أم مظلومة لانني بعيدة عن عائلتي الصغيرة المتواجدة بفرنسا.. هناك حسابات صلب المجلس لإحراج الحركة وإغراق البلاد في الفتنة» هذا البعض من كلام السيدة محرزية العبيدي النائب الأول لرئيس المجلس الوطني التأسيسي في حوار خصت به «التونسية».
مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية كيف هي تحضيرات الحركة في دائرة نابل 1 باعتبارك رئيسة قائمتها؟
نحن بدأنا العمل قبل بداية الحملة الانتخابية من خلال القيام بعدة زيارات ميدانية للأرياف والمدن والاحياء الشعبية وحتى الأحياء الراقية لمعرفة حالتها عن قرب. وباعتبار أن نابل ولاية ساحلية يعتقد الكثيرون أنها لا تعاني من المشاكل على غرار ولايات أخرى داخلية لكن في حقيقة الأمر للجهة العديد من الشواغل خاصة في ما يتعلق بأريافها سواء كان ريف تاكلسة أو سيدي بوزكري أو قرمبالية أو الخنقة أو بني عياش أو التونة أوسليمان أو الشريفات أو المريسة.. وغيرها من الأرياف إذ لاحظنا العديد من النقائص خاصة على مستوى غياب بصمة الدولة في المرافق العامة الأساسية وفي البنية التحتية منذ عقود.
لذلك سنحرص على ان تكون الأرياف من أولى أولوياتنا من خلال الاعتناء بها ببعث مسالك للصرف الصحي وتعبيد الطرقات وتوسيع المسالك الفلاحية وايصال الماء الصالح للشرب الى كافة المناطق الداخلية وتجديد الشبكات المائية المترهلة وسنعمل على بسط الوضوح والشفافية في إدارة المجامع المائية لما فيها من سرقات ونهب وعدم خلاص وعدم جدية في الادارة كما سنعمل على تحسين ظروف النقل العمومي خاصة للتلاميذ والعملة .
كما سنعتني بالأحياء الشعبية من خلال توفير مسالك التطهير وبسط الطرقات وتوفير المرافق الاساسية الى جانب العمل على حل المشاكل العقارية لبعض الاراضي عبر تسوية قضائية تمكن العديد من الأهالي من شهائد الملكية.
كما تعاني الجهة من معضلة السكن اذ لم تعد المساكن في القرى تتسع لعدد العائلات الذي توسع وارتفع اكثر من قبل بحكم ان المنطقة جاذبة للسكان من المناطق الداخلية واعتقد ان القانون الذي تمّت مناقشته صلب التأسيسي والذي يتعلق بتغيير صبغة الارض لتسهيل السكن الاجتماعي وانشاء المناطق الصناعية يحتاج الى تكملة وتنقيح في مجلس نواب الشعب القادم مع مراعاة الأراضي السقوية لحل الاشكال .
كما تعاني المنطقة من تصحر ثقافي كبير باعتبار غياب دور الثقافة والشباب كما وصلنا نداء من قبل العديد من الاهالي بضرورة ارجاع دور السينما بنابل وارجاع دور المهرجانات لتكون ذات محتوى كيفي وكمي متميز وتأثيث مسرح الهواء الطلق بالجهة من خلال البرامج والفرق المسرحية والغنائية لإرجاع الثقافة لدور الثقافة وللمعاهد والمدارس وبالتالي للجهة ككل.
كما أن للجهة مواقع اثرية فينيقية ورومانية وبونيقية رائعة لكن للاسف لا تندرج ضمن المسالك السياحية لنجدها عرضة للفضلات ومرتعا لمن يبحث عن الكنوز بالتالي سنعمل على الارتقاء بالسياحة في ولاية نابل من خلال اعطاء قيمة للسياحة الثقافية واعادة المخزون والتراث الثقافي للجهة مع حل مشاكل عدد من النزل التي تعاني من المديونية للارتقاء بخدماتها وذلك بالتنسيق مع وزارة المالية.
واعد الاهالي ان توليت منصبا صلب مجلس نواب الشعب القادم بتشغيل ابناء الجهة خاصة ابناء اهالي منطقة الشريفات المهمشة والمناطق الداخلية لرفع مظلمة التمييز السلبي في الاحياء الفقيرة.
صرحتم مؤخرا ان حكومة السبسي هي التي تساهلت مع «أنصار الشريعة» في حين قال الشيخ راشد الغنوشي انّهم يبشرون بثقافة جديدة ما تعليقكم؟
أولا الشيخ راشد الغنوشي لم يقل هذا أبدا عن «أنصار الشريعة» انما ذلك كان في حوار مع شباب ينتمي الى التيار السلفي عامة وكان حينها قد قال أن الذي يجمعنا هي المواطنة في تونس باحترام حريات الأخر وذلك لم يتم تداوله عبر وسائل الإعلام بالتالي ليس هناك تعارض بين ما قلته وما قاله الشيخ راشد الغنوشي لان الشيخ في تصريحاته وكتاباته كان دائما يدعو الى «مواجهة الفكر المتطرف بفكر معتدل يربط بين الحضارة الانسانية جمعاء وخاصة نتاجها الان في ميدان حقوق الإنسان والديمقراطية والاسلام»كما أنه بشّر في كتاباته خاصة في ما يتعلق بالاسلام والديمقراطية والاسلام والحريات بمجتمع يجمع كل التونسيين.
وأنا لم اتهم حكومة السبسي جزافا. أنا حلّلت أحداثا واقعية منها حادثة الاجتماع الشعبي لأنصار الشريعة في مدينة القيروان والذي شهد خطابات متطرفة وغير مبنية على مبدا الديمقراطية واحترام الآخر ولم تحرّك الحكومة المسؤولة حينها وهي حكومة السبسي ساكنا لذلك وجدت في ذلك حسب تحليلي المنطقي تساهلا مع «أنصار الشريعة» وفي اعتقادي أيضا أن حكومتي العريض ومهدي جمعة وضعتا حدا لهؤلاء ولهذه الاجتماعات المارقة عن القانون.
ما هو موقفكم من التصريحات التي نادت بحل المجلس التأسيسي وخاصة تصريح العباسي الذي قال فيه ان الاتحاد قد أخطأ في عدم حلّ المجلس؟
أنا أستغرب مثل هذه التصريحات واقول ربما كان العباسي حينها منزعجا وصدر كلامه عن انفعال وغضب واقول ايضا لو حُلّ المجلس التأسيسي لأصبحنا مثل ليبيا بمجلسين أو ربما بثلاثة وبحكومتين أو ربما بأربع ولو حُلّ المجلس لمّا كانت هذه الحرية والديمقراطية خاصة في مثل هذه الفترة فترة الحملات الانتخابية أين نرى الاجتماعات السياسية في الشوارع والحوارات بين الاطياف المختلفة.
ولو حُلّ المجلس لما كانت هذه الصورة وربما تكون تونس تعد ضحاياها وتبكي ثورتها وديمقراطيتها الضائعة.
كثر الحديث عن رواج المال السياسي الفاسد وتزوير التزكيات وشراء ذمم بعض نواب المجلس التأسيسي في ظل اقتراب الموعد الديمقراطي المحسوم ما هو تعليقكم؟
أنا تألمت وتأسفت كثيرا خاصة عندما سمعت أن هناك بعض النواب قدموا تزكياتهم بمقابل مادي ضخم لكن الحمد لله أن ذمم نواب «النهضة» لم تُشتر وذلك بتأكيد من المترشحين للرئاسية أنفسهم مع العلم أن حركة «النهضة» ليست لها مرشح لكننا زكينا العديد من أجل إرساء الديمقراطية على أرض الواقع وتركنا هامشا لنوابنا لتزكية الشخصية التي يرونها أهلا لذلك.
وأكثر ما أثار إعجابي تزكية زميلي النائب المحامي سي عبد العزيز شعبان لزعيم «الجبهة الشعبية» حمة الهمامي بكل ثقة في النفس وبكل ثقة في الشعب حتى وإن تحرج البعض في الجبهة من ذلك وتلعثم سي حمة بين «نعم» وبين «لا» وبيّن أن سي عبد العزيز خرج عن «النهضة». وأود ان أوضح هنا ان سي عبد العزيز لم يخرج عن «النهضة» لكنه يتمتع بجانب كبير من حرية الرأي وحرية النقد وتزكيته لهذا المعارض الشرس ل «النهضة» خير دليل على أنه «نهضوي في الدم» لأن من أهم مبادئنا «الديمقراطية» .
أكثر وجه يقنعكم شخصيا لتولي منصب الرئاسة؟
أقول لك اجمالا ان قناعاتي تقترب من الذين لم تتغير مبادئهم منذ عهد الدكتاتور الى حد اليوم وانا على اشد الاقتناع بأن التاريخ والشعب والنخبة تعرفهم جيدا ولن أقدم أسماء لأن ما يميز حزب «النهضة» هو انضباطنا داخل مؤسساتنا وأنا كقيادية في الحركة ان لاحظتم لم أزك أي شخص للحفاظ على التوافق داخل الحركة ربما اذا أنا زكّيت سيفهم من ذلك ان «النهضة» ترشح ذلك الشخص.
ضد أو مع ظهور وجوه من النظام السابق في المشهد السياسي الحالي؟
كان البعض ينتظرون منّا ان نقصي هؤلاء بالقانون ولكننا راهنا على الحرية والمسؤولية لانني اعتقد ان الحركة لو صوتت على الاقصاء» العزل السياسي» لَتمّ اقصاؤهم بحكم الاغلبية وقد تكون هذه الوجوه غائبة اليوم تماما عن الانتخابات لكننا لا نريد ان نشكك في قوة الحركة وديمقراطيتها وفي نزاهة وديمقراطية الانتخابات القادمة .
ومن غرائب الدهر («يا بو قلب» مثل ما يقول ابني) التي عشتها صلب التأسيسي واستطيع أن أبوح بها اليوم باعتبار رفع واجب التحفظ أن هناك من قدم تنقيحا في مشروع الانتخابات يحمل طلب تعديل يقوم على إلغاء الفصل 176 الذي ينص على «العزل السياسي» ويوم التصويت صوتوا لفائدة «العزل السياسي» لنكتشف انه كانت هناك حسابات لإحراج الحركة وإغراق البلاد في الفتنة.
ونحن راهنا على مسؤولية التونسي وذكائه في اختياراته للأطياف السياسية لكن عندي قناعة ان التونسي حتى وان كانت هناك محاولات لشراء صوته يعرف أنّ هذه الوجوه بقيت في الحكم لمدة 50 سنة و25 سنة ولم تحقق الديمقراطية والحرية ولمتبعث المرافق الاساسية في المناطق المحرومة ولم ينتقدوا تجاوزات الحكم في مجال حقوق الانسان والتفريط في ثروتنا وأراضينا.
وأعتقد ان حرية ومسؤولية التونسي ستقصي هؤلاء من المشهد السياسي باعتبار ان الشعب هو الفيصل والحكم ولا أعتقد أن التونسيين سيرجعون الى السلطة مَن كان وراء فقرهم وتهميشهم.
حسب تصريحاتكم نفهم انه لا وجود لتحالف مستقبلي بينكم وبين الدساترة؟
«النهضة» حزب له مؤسسات والمؤسسات هي التي تقرر والقرار يأتي بعد نقاش طويل وتصويت ديمقراطي. وأنا أقولها منذ الآن سأكون من الشق الذي لا يتحالف مع الدساترة وسأكون حذرة في التعامل معهم وسأقول لهم أن الديمقراطية تبنى في الأنفس والعقول وفي الممارسات وسأوضح رأيي هذا كما أقوله لك الآن وبكل صراحة داخل مؤسسات «النهضة».

ما حكاية «ماني الاّ مرّا»؟
قهقهت...
لماذا قرّرت إجابة الباجي قائد السبسي بنفس ما وصفك به «ماني الاّ مرا» التي اثارت ضجة كبيرة بين الفرقاء السياسيين؟
ضعي نفسك مكاني... وخاصة حركة اليد التي صاحبت القولة «مالها كان مرا» غير المقبولة أصلا من رجل سياسي وهذا التصرف لا يمكن أن يكون زلة لسان خاصة عندما علل مقولته بكلام «متاع ناس بلدية».
وأود أن أقول له أنّني متزوجة من رجل بلدي يقول لي «يا للة» وليس «يا مرا» ابي بلدي علمنا ان نكون كالأميرات كما اني عملت سنتين ونصف مع سي مصطفى بن جعفر واعتبره «قلب البلدية» ورغم اختلافنا في الكثير من النقاط لم يتفوّه مرّة بملاحظة تقلّل من شأني كإمرة.
ومنذ ان كنت طالبة كنت اعشق كلام الشيخ مورو الذي اعتبره «روح البلدية» الذي لم يكن يقول لنا سيدات بل كان يقول لنا «للوات» ويحسسنا بأننا متميزات ومتفردات.
ونحن اليوم نعيش في بلد يحترم المرأة ويخصها بقوانين وله السبق في وضع هذه القوانين وإقرار مشاركة المرأة في الحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية كما انها شاركت في ثورة وحملت شعار «ثرنا معا ونبني معا» واشكر كل امراة تونسية تشاركني في الفكرة وفي الحزب والنظرة أو لا تشاركني وساهمت في فرض مبدإ التناصف ليأتينا سياسي اليوم يتصور بانه المنقذ ومبعوث العناية الإلهية ويقول «ماني الاّ مرا».
وما أعحبني أن الكثير من النساء الديمقراطيات وكذلك عددا من النساء يتبعن حزبه رفضوا ما تلفظ به وأحيي كل امرأة تونسية قالت «لا» وعملت من أجل تكريس مبدإ التناصف والعمل من أجل أن يكون لها دور فعال في المجتمع.
لو سمحت لك الفرصة وتوليت نفس المنصب مرة اخرى صلب التأسيسي ماذا ستتفادين وعمّا ستدافعين؟
قبل كل شيء يجب ان يكون هناك نظام داخلي أشد وضوحا وصرامة يراعي كل الحالات التي قد تقع فيها التجاوزات مثل الغيابات والتصرفات غير المقبولة وغيرها لارجاع الهيبة للقانون الداخلي للمجلس. في المقابل مطلوب تطوير أكثر آليات الاستماع الى الآخر وما أسمّيه فضاء الحرية للنائب خاصة عندما فعّلنا الفصل 89 الذي يقول بموجبه النائب ما يريد صلب فضاء الحرية ويعبّر عن اي موضوع يرى له الاولوية لان العمل النيابي لا ينمو الا في فضاء الحرية.
وإن تولّيت منصب رئيسة المجلس الوطني التأسيسي ساعرض تصويتا في الجلسة العامة على اقتراح بأن يصبح اسم قاعة الجلسات القديمة قاعة السيدة النائبة راضية الحداد لأنها أول امرأة نائبة تونسية رفعت صوت المرأة وقالت لبورقيبة رحمه الله « الحداثة لا تكفي بل يجب ان تكون معها ديمقراطية».
كما ساخصص حيزا في بهو المجلس لتعليق صور شهداء تونس وصورة زميلي سي محمد البراهمي رحمه الله ومحمد العلوش عرفانا بالجميل ليس له فقط وانما لكل التونسيين والتونسيات الذين ساهموا في اندلاع الثورة.
يصفونك ب «الدكتاتورة» وبحدّة الطبع وبالتسلط صلب المجلس الوطني التأسيسي ما ردك؟
(بابتسامة عريضة)... قلت مرة ان قلبي يتسع لمحبّة كل التونسيين أما إذا اقتضت مصلحة تونس أن أكون أصلب من الحديد فانا سأكون كذلك ووصفت كذلك لأنني منعت أحيانا التجاوز في الكلام أو تضييع وقت الشعب لأن كل وقت يضيع في المجلس كان يضيع على تونس وأتقبل هذا الوصف وبصدر رحب لأنه في مصلحة وطني.
يقولون ان الحركة انقسمت الى شقين شق متفتح وشق متصلب لا يستوعب داخله الافكار الخارجة عن نطاقه ما تعليقك؟
أنظري إلى تشتت العديد من الأحزاب بسبب اعداد قائماتها الانتخابية في حين حركة «النهضة» لها قاعدة وبنية وهيكلة قوية لا تتشتت ولم ولن تنقسم الى شقين بل يتواجد صلب الحركة من هو محافظ جدا ومن هو محافظ ومن هومتفتح ومن هو ليبرالي وهذا ما يعد تنوعا وليس تصدعا ونحن في حركة النهضة «مطروزين طريزة موش مخيطين خياطة ماكينة» كما قال الشيخ راشد الغنوشي.
لكن الشيخ عبد الفتاح مورو صرح أن هناك وجوها داخل الحركة تتمنى عدم وجوده؟
أريد ان اذكر شيخي العزيز بمن تشبثوا به ليتواجد في مجلس الشورى وليكون الشخصية الثانية للحركة ورئيس قائمة تونس 2 من أبناء الحركة وأنّه طبيعي أن يكون هناك اختلاف.
أبرز النصائح التي تقدمينها لنوّاب مجلس الشعب القادم؟
أقول لهم أرجوكم اطلعوا على أدبيات العمل النيابي لان هذا العمل ليس مجرد كلام أمام المصدح ليقول الناس «ياله من ثوري» بل العمل النيابي هو مؤسسة يجب ان يكون البرلماني فيها مستمعا جيدا للخبراء في جميع الميادين ويجب ان يستمع لصوت الناخب ويجب ان يكون جزءا من الحل وليس جزءا من المشكل.
وأودّ أنّ أقول لهم أن عمل النيابي أخلاقي أو لا يكون و«عمرك ما تضرب غيرك باش انت توصل» واقول لهم ان كنت في الاغلبية او في المعارضة عارض كما تشاء اخدم اغلبيتك كما تشاء لكن لا تنس ان اولى اولوياتك هي تونس والشعب التونسي.
بعيدا عن السياسة السيدة محرزية الام؟
(إغرورقت عيناها بالدموع) مسيكنة... السيدة محرزية أم مظلومة لانني بعيدة عن عائلتي الصغيرة بناتي وابني وزوجي مع العلم أنّني عندما كنت في فرنسا خيّرت العمل بالبيت كمترجمة مع دور النشر والبنوك لأبقى قريبة من أطفالي الثلاثة وهم كل من فرح الابنة الكبرى والتي هي بصدد إكمال ماجستير اختصاص علاقات دولية وإستراتيجية اقتصادية وإيناس الوسطى تدرس بمعهد عال للبناءات المعمارية العصرية وهي محبة للفن وخاصة للمسرح مثل والدتها وابني باسم الصغير الذي بصدد اجتياز امتحان المرحلة التحضيرية ويعيشون ثلاثتهم في باريس وانا على تواصل معهم يوميا عبر السكايب. أشتاق اليهم كثيرا كما انهم يشجّعونني دائما لأقدّم الأفضل لوطني كما لهم أب رائع اسمه صلاح الدين مهندس خبير في الاعلامية ودكتور في الرياضيات يقوم بكل الادوار في غيابي أفتقد عائلي الصغيرة كثيرا ولكن الحمد لله عائلتي الكبرى بقرمبالية وأهل زوجي وبيتي ولاحظت ان كل بيت أزوره في تونس هو عاذلتي بفضل حفاوة الاستقبال كل أحد يدفع ثمن وثمن عملي كان بعدي عن عائلتي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.