نظرت احدى الدوائر الجنائية بالمحكمة الابتدائية بقرمبالية يوم الثلاثاء الماضي في جريمة مواقعة انثى باستعمال العنف تورط فيها شاب عمد الى تحويل وجهة فتاة وواقعها غصبا في محاولة منه لاجبارها على الاقتران به. وقد قررت المحكمة تأجيل النظر في القضية الى بداية شهر جانفي 2015 . وتفيد تفاصيل هذه القضية التي حدثت في شهر مارس 2013 ان المتهم هام حبا منذ سنوات بالمتضررة وكان يمنّي نفسه باليوم الذي يبوح لها فيه بعشقه وظن من خلال نظراتها الهادئة انها تبادله نفس المشاعر وخيّر انتظار الوقت المناسب للتطرق الى هذا الموضوع وهو حصول المتضررة على الباكالوريا فيما انشغل هو بتوسيع مشروعه الذي حقق بعد مجهودات جبارة من طرفه نسبة ارباح هامة. وفعلا بعد ان تحصلت فتاته على الباكالوريا قدم لها التهاني وسلمها هدية وهي عبارة عن قلادة كتب عليها اسمها ثم طلب منها التحدث معها قليلا فلم تمانع. فأعلمها انه متيم بحبها وانه يرغب في الارتباط بها وانه لم يسبق ان فاتحها في الامر لأنه كان ينتظر ان تنجح في الامتحان. وقد فوجئت الفتاة بكلامه لأنها لم تتوقع ذلك منه وأعلمته انها لا تبادله نفس المشاعر وانها مرتبطة عاطفيا بشاب آخر يكبرها سنا وتخرّج حديثا فتمالك اعصابه وغادر المكان وهو في قمة الغضب. ولم تتصور المتضررة انه لن يتركها في حال سبيلها وقد ازدادت نار حقده بعد ان تقدم حبيبها لخطبتها وحظي طلبه بمباركة افراد العائلة. في الاثناء ظل المتهم يتحين الفرصة المناسبة للانتقام منها وفي يوم الواقعة شاهد خطيبها يوصلها بسيارته الى مدخل الحي فقرر اقتناص الفرصة وما ان نزلت من سيارة خطيبها حتى توجه نحوها وجذبها من شعرها وجرها الى مكان مهجور رغم توسلاتها بترك سبيلها ثم أخرج سكينا وأمرها بالانصياع الى رغباته فلم تستطع المقاومة. وبعد ان أتم جريمته أخلى سبيلها فتحاملت المتضرّرة على نفسها وتوجهت الى السلط الامنية وتقدمت ضده بشكاية طالبة تتبعه عدليا من اجل ما نسب اليه وبناء على هذه الشكاية تم تكثيف التحريات والقي القبض على المظنون فيه. وباستنطاقه انكر ما نسب اليه وافاد انها رافقته بمحض ارادتها وأنّها لاحقا اختلقت هذه الرواية خوفا من ردة فعل أسرتها. وافاد المتهم ان نيته ليست سيئة وهو يرغب في الاقتران بها وانه وعدها سابقا بالاقتران بها ولن يتخلى عنها. وبإجراء مكافحة بينهما نفت المتضررة أقواله وافادت انه يكن لها حقدا دفينا منذ ان باح لها بحبه وصدّته مشيرة الى أنها لم تتصور ان يبلغ به الحقد الى هذه الدرجة. وبعرض الفتاة على الفحص الطبي تبين انها تحمل اثار عنف وانها متعرضة الى اعتداء جنسي حديث. وبمواجهة المتهم بالتقرير الطبي تراجع في اقواله واعترف انه يحب المتضررة كثيرا وانه كان يعد الايام والليالي من اجل الاقتران بها وأن رفضها كان بمثابة الصدمة بالنسبة له لأنه لا يرى حياته من دونها وأنه أمام محاولاته المتكررة والتي وجدت طريقا مسدودا خاصة مع اقترانها بغيره عزم في لحظة ياس استعمال اخر محاولة له وهو تحويل وجهتها ومواقعتها غصبا لعلّها بهذه الطريقة ترضخ وتقبل الاقتران به درءا للفضيحة. وقد اعرب المتهم عن ندمه واستعداده للاقتران بها غير ان المتضررة رفضت ذلك بشدة وتمسكت بتتبعه عدليا. وباستشارة النيابة العمومية اذنت بالاحتفاظ بالمظنون فيه من اجل ما نسب اليه وبعد ختم الابحاث وجهت له تهمة مواقعة انثى غصبا واحيل على انظار القضاء وتم تأجيل النظر في القضية الى موعد لاحق.