بالفيديو: سعيّد: هذا تقصير وسيحاسب الجميع حتى المسؤولين الجهويين    زيت الزيتون ''الشملالي'' يفوز بميدالية ذهبية في المسابقة الاوروبية الدولية بجنيف..    لأول مرة/ الاتحاد البنكي للتجارة والصناعة يشارك في دعم النسخة 18 من دورة "كيا" تونس المفتوحة للتنس..(فيديو)    تونس تشدّد على حقّ فلسطين في العضوية الكاملة في منظمة الأمم المتّحدة    بايدن يخطئ مجددا و"يعين" كيم جونغ رئيساً لكوريا الجنوبية    عاجل/ بعد حادثة ملعب رادس: وزارة الشباب والرياضة تتخذ هذه الاجراءات..    النادي الإفريقي.. القلصي مدربا جديدا للفريق خلفا للكبير    إقالة مدير عام وكالة مكافحة المنشطات وإعفاء مندوب الرياضة ببن عروس    المنستير : يوم إعلامي جهوي حول الشركات الأهلية    بنزرت...بتهمة التدليس ومسك واستعمال مدلّس... الاحتفاظ ب 3 أشخاص وإحالة طفلين بحالة تقديم    فعاليات موكب إسناد الجائزة الوطنيّة "زبيدة بشير" لسنة 2023    الصوناد: نظام التقسيط مكّن من اقتصاد 7 % من الاستهلاك    مفتي الجمهورية يحسم الجدل بخصوص أضحية العيد    عاجل: قيس سعيد: من قام بتغطية العلم التونسي بخرقة من القماش ارتكب جريمة نكراء    حالتهما حرجة/ هذا ما قرره القضاء في حق الام التي عنفت طفليها..#خبر_عاجل    عاجل/ ديلو: قوات الأمن تحاصر عمادة المحامين للقبض على سنية الدهماني..    عاجل/ هذا ما تقرر في قضية سعدية مصباح العضو بجمعية "منامتي"..    الرابطة الثانية.. نتائج الدفعة الأولى من مواجهات الجولة 22    ترغم التحسّن الملحوظ : تعادل لا يرضي احبّاء النادي الصفاقسي    عاجل/ الهجرة غير النظامية الوافدة على تونس: محور جلسة عمل وزارية    قليبية : الكشف عن مقترفي سلسلة سرقات دراجات نارية    طقس الليلة    عاجل/ يستهدفان النساء: القبض على نفرين يستغلان سيارة تاكسي للقيام بعمليات 'براكاج'    تصويت بغالبية كبرى في الجمعية العامة تأييدا لعضوية فلسطين في الأمم المتحدة    عاجل/ فتح تحقيق في واقعة حجب العلم بمسبح رادس    بالصور/بمشاركة "Kia"و"ubci": تفاصيل النسخة الثامنة عشر لدورة تونس المفتوحة للتنس..    عاجل/ القسّام تفجّر نفقا بقوة تابعة للاحتلال في رفح.. والأخير يعلن عن قتلاه    قريبا ..مياه صفاقس المحلاة ستصل الساحل والوطن القبلي وتونس الكبرى    في تونس: الإجراءات اللازمة لإيواء شخص مضطرب عقليّا بالمستشفى    تونس ضيف شرف مهرجان إيزيس الدولي لمسرح المرأة بمصر    البنك المركزي التركي يتوقع بلوغ التضخم نسبة %76    عاجل/ إندلاع حريقين متزامنين في جندوبة    الكاف: عروض مسرحية متنوعة وقرابة 600 مشاركا في الملتقى الوطني للمسرح المدرسي    القطاع الغابي في تونس: القيمة الاقتصادية وبيانات الحرائق    رادس: إيقاف شخصين يروجان المخدرات بالوسط المدرسي    اليوم: فتح باب التسجيل عن بعد بالسنة الأولى من التعليم الأساسي    بلطة بوعوان: العثور على طفل ال 17 سنة مشنوقا    الأمطار الأخيرة أثرها ضعيف على السدود ..رئيس قسم المياه يوضح    وزير السياحة يؤكد أهمية إعادة هيكلة مدارس التكوين في تطوير تنافسية تونس وتحسين الخدمات السياحية    نرمين صفر تتّهم هيفاء وهبي بتقليدها    بطولة روما للتنس: أنس جابر تستهل اليوم المشوار بمواجهة المصنفة 58 عالميا    لهذه الأسباب تم سحب لقاح أسترازينيكا.. التفاصيل    دائرة الاتهام ترفض الإفراج عن محمد بوغلاب    منبر الجمعة .. الفرق بين الفجور والفسق والمعصية    خطبة الجمعة .. لعن الله الراشي والمرتشي والرائش بينهما... الرشوة وأضرارها الاقتصادية والاجتماعية !    اسألوني ..يجيب عنها الأستاذ الشيخ: أحمد الغربي    إتحاد الفلاحة : '' ندعو إلى عدم توريد الأضاحي و هكذا سيكون سعرها ..''    بسبب خلاف مع زوجته.. فرنسي يصيب شرطيين بجروح خطيرة    عاجل/ مفتي الجمهورية يحسم الجدل بخصوص شراء أضحية العيد في ظل ارتفاع الأسعار..    أضحية العيد: مُفتي الجمهورية يحسم الجدل    المغرب: رجل يستيقظ ويخرج من التابوت قبل دفنه    دراسة: المبالغة بتناول الملح يزيد خطر الإصابة بسرطان المعدة    نبات الخزامى فوائده وأضراره    اللغة العربية معرضة للانقراض….    تظاهرة ثقافية في جبنيانة تحت عنوان "تراثنا رؤية تتطور...تشريعات تواكب"    قابس : الملتقى الدولي موسى الجمني للتراث الجبلي يومي 11 و12 ماي بالمركب الشبابي بشنني    سلالة "كوفيد" جديدة "يصعب إيقافها" تثير المخاوف    سليانة: تنظيم الملتقى الجهوي للسينما والصورة والفنون التشكيلية بمشاركة 200 تلميذ وتلميذة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



آمنة منيف (رئيسة جمعية «كلّنا تونس») ل «التونسية»:في رأيي سيكون المرزوقي آلية «النّهضة» لتعطيل الحكم
نشر في التونسية يوم 28 - 11 - 2014


سليم الرياحي باع الأحلام للشباب
السلطة لم تفهم بعد الشّراكة مع المجتمع المدني
على قيادات «النّداء» الابتعاد عن شيطنة المرزوقي وعن نبرة التعالي
محتاجون للتمويل لكنّنا نرفض تسييس الجمعية
لمصطفى بن جعفر والدساترة أقول: «يزّي»
حاورها: محمد بوغلاّب
تعد «كلنا تونس» واحدة من أنشط جمعيات المجتمع المدني، وأكثرها منظورية في المشهد الاتصالي بفضل حيوية رئيستها الدكتورة آمنة منيف التي كانت أبرز قيادات «آفاق تونس» في نسخته الأولى قبل أن تغادر المركب وتترك ياسين إبراهيم وحيدا ...
وقد اختارت آمنة منيف ورفاقها أن تركز أنشطة الجمعية على مجالات الثقافة والفنون والتعليم والحرف اليدوية في مناطق نائية من تونس حيث ثالوث الفقر والتهميش والنسيان، وفي الوقت الذي يتناطح فيه السياسيون على كرسي الرئاسة تنشغل آمنة منيف ببرنامج»كلنا حرفة» الذي يستهدف تسع معتمديات من ولايات جندوبة والكاف وسليانة لخلق مواطن شغل قارة لنساء حرفيات واصحاب شهائد... ولكنها لا تتردّد في الإصداع بمواقفها عاليا مهما كانت الضريبة ...
هل آمنة منيف هي كل»كلنا تونس»؟
آمنة منيف» ما تنجمّش» تكون وحدها «كلنا تونس» ربما حضوري في الإعلام هو الذي جعلك تطرح هذا السؤال ولكنّي أشارك بطلب منكم ربما حضوري أكثر من رفاقي بصفتي ناطقة رسمية عن الجمعية ولكن الثابت أننا فريق متكامل نتقاسم أفكارا ومواقف. وبالمناسبة سنعقد الجلسة العامة الانتخابية للجمعية في بداية 2015 ولا أخفي عليك رغبتي في مغادرة المنصب الأول في الجمعية لأننا نؤمن فعلا بالديمقراطية وإن كنا نطالب الأحزاب بالممارسة الديمقراطية فمن باب أولى أن نبدأ بأنفسنا، لا يمكن لرئيس جمعية أن يظل مدى الحياة.
تتهم «كلنا تونس» بأنها جمعية مسيسة؟
«نعرف» وربما جاء إتهامنا بسبب أننا لا نتردّد في إعلان مواقفنا من الشأن العام، نحن جمعية تضم عناصر من العائلة الديمقراطية ولكن من مشارب سياسية مختلفة.
كثيرون لم يصدقوا أنك غادرت المشهد السياسي (كانت قيادية بحزب «آفاق تونس» في نسخته الأولى) نحو المجتمع المدني؟
أوّلا أنا لم أغادر المشهد السياسي بل غادرت الحياة الحزبية نحو المجتمع المدني ولا أظن أن جدرانا إسمنتية تفصل المجتمع المدني عن المشهد السياسي والفارق الذي لم يستوعبه جزء من التوانسة ان الحياة السياسية هي كل نشاط يتعلق بالشأن العام أما العمل الحزبي فيطمح إلى السلطة ويتطلب انضباطا وصرامة لا تتناسب مع الرغبة في البقاء حرا وعدم الالتزام باتباع ما يقرره الحزب الذي تنتمي إليه، أنا خياري أن أكون حرة طليقة قادرة على التعبير عن مواقفي وانا طيلة السنوات الماضية لم اكن اتوجه بالنقد لخصمي الفكري فقط بل حتى للعائلة الديمقراطية في توجهاتها.
الكلام الذي عكسه سؤالك قيل في شأني منذ الشهر الأول لبعث جمعية «كلنا تونس» مع رفاقي وتواصل طيلة ثلاث سنوات وكلما قمنا بنشاط قالوا «هاو آمنة منيف تحضّر في روحها»، يظهرلي الانتخابات في 26/10 أكبر دليل على أني لم أكن أحضّر نفسي لخوض غمار السياسة من جديد لأني لست مضطرة للتخفي أو المناورة « كنت نجم نغتنم فرصة الغوغاء» وأن أترشح مثل كثيرين جاؤوا من كل حدب وصوب، لكن لا، أنا عندي انسجام في مواقفي، لست انتهازية.
هل قرارك نهائي بالإكتفاء بالعمل الجمعياتي؟
إلى حد الساعة هذا هو قراري ولكن العاقل لا يشتم المستقبل» ما نحبش المواقف الجامدة» ربما تتغير الأطروحات في المستقبل ولكني سأظل وفية لمواقفي والتزاماتي.
كلام كثير يقال عن علاقات الجمعيات بالتمويل الأجنبي فما هو موقفك من هذه القضية؟
جوابي واضح جدا «يلزم الناس تعرف» انه لا يمكن للمجتمع المدني ان يعيش بلا مموّلين، وللأسف الشديد المجتمع التونسي مازال لا يؤمن بأهمية الجمعيات وعملها الميداني وللأسف الشديد بعض رجال الأعمال وأصحاب المال «يعطيو في الفلوس للأحزاب الكل» حتى يضمنوا مصالحهم مع الفائزين مهما كانوا، الأخطر أنهم يعاقبون إستقلالية بعض الجمعيات، نحن نتعامل بشفافية مع مموّلينا ونذكرهم في كل التظاهرات ولكنّ عددا من الداعمين عاقبونا لأننا رفضنا الانسياق وراء مواقف سياسية وأن نكون ذيلا من أذيال حزب كبير يراه البعض الحزب المنقذ وأنا أدافع بشراسة عن استقلالية المجتمع المدني عن الأحزاب السياسية مهما كان لونها.
نحن في حاجة إلى التمويل ونحن مع ذلك نرفض أية أجندات سياسية ولم نسع إلى أي تمويل فيه محاولة توظيف سياسي ولكن هناك مؤسسات أجنبية تمنح الدعم للجمعيات وفق كراس شروط واضح ملزم لجميع الأطراف بعيدا عن أية غايات سياسية بل يتصل بالمشاريع المبرمجة من طرف المجتمع المدني. هذا هو الإطار الذي تتحرك فيه جمعية «كلنا تونس» وأكبر تمويل أجنبي تحصلنا عليه كان من الإتحاد الأوروبي في مشروع»كلنا حرفة» وفق كراس شروط إستجبنا له مع ثلاث جمعيات محلية في الكاف والقيروان وسليانة وجمعية أخرى تنشط على مستوى وطني.
ويمكنني أن أقول لك أننا رفضنا عدة تمويلات كبيرة «وساهلة برشة» لأننا شعرنا أن وراءها غايات سياسية بعيدة عن أهداف الجمعية المدنية.
نظمتم السنة الماضية حملة»كلنا نطالع» لبعث عدد من المكتبات في المؤسسات التربوية في ولايات الشمال الغربي. ما الذي تحقق عمليا؟
الحملة نجحت في الأهداف التي ضبطتها، ما تحقق هو 21 مكتبة، 14 في ولاية سليانة و7 في معتمدية ساقية سيدي يوسف بولاية الكاف وبشراكة مع المعهد الفرنسي بتونس وإحدى الجمعيات الفرنسية الناشطة في المجال نفسه بعثنا خمس مكتبات بولاية أريانة بالتضامن وسيدي ثابت ودار فضال.
هل ساعدتكم وزارة الثقافة في هذا المشروع بحكم امتلاكها لرصيد هائل ونائم من الكتب؟
نحن إشتغلنا على المدارس الابتدائية لأن الفئة التي تهمنا في هذا المشروع هي الأطفال من 7 إلى 12 سنة، «في الموضوع هذا بالذات» مهدي مبروك حين كان وزيرا للثقافة هو من طرق باب الجمعية وطلب مساعدتنا في مجال المكتبات العمومية ولكن لم يتحقق أي شيء عمليا لأن المقترح جاء في نهاية وزارته ثم إننا فضلنا أن نعمل على المكتبات في المؤسسات التربوية ونحن في طور البحث عن تمويل لإنجاز فضاءات للمكتبات في المدارس التي لا تملك أصلا مكتبات فيتعين علينا بناء الفضاءات الملائمة.
هل هناك مرونة في التعامل مع السلط العمومية؟
المرونة لا (تكررها ثلاث مرات) حين عملنا على ولايتي الكاف وسليانة لم نتعامل مع وزارة التربية ولا مع مندوبياتها بل كان التعامل مع مديري المؤسسات وقد توفرت فيهم الشجاعة وروح المبادرة للتعاون معنا في هذا المشروع الذي لا هدف له سوى خدمة أبنائنا التلاميذ في الشمال الغربي، صحيح ثمة روتين وبيروقراطية كبيرة واجهناها في مندوبية التعليم بأريانة رغم أن الولاية ووزارة التربية نفسها كانتا طرفا في المشروع مع المعهد الفرنسي في تونس والحقيقة الصعوبات مع المؤسسات العمومية متواصلة والغريب أنها اكثر حدة مع حكومة التكنوقراط أكثر منها مع حكومة «الترويكا».
ما هو مشروع «كلنا حرفة»؟
ما أعلنّا عنه هو التظاهرة الختامية ل «كلنا حرفة» من 7ديسمبر إلى 7فيفري 2015 وقد إمتد المشروع على سنة كاملة من فيفري 2014 إلى 28فيفري 2015.
عمليا، ما نجحنا فيه هو 45 موطن شغل قار إستفاد منها ستة من حاملي الشهائد العليا و39 إمرأة ريفية من الحرفيات، فكرة المشروع توفير مشاريع للمرأة الريفية في تسع معتمديات من الشمال الغربي جندوبة الكاف سليانة، كان هدفنا هو تمكين النساء الحرفيات من إمكانية ترويج منتوجهن والعملية تستند إلى فكرة تثمين المخزون التراثي للجهات الداخلية وترسيخ الإقتصاد التضامني الذي يمثل في أوروبا الليبرالية نسبة عشرة بالمائة من الناتج المحلي الخام هذه هي المبادئ التي انطلقنا منها وتنقلنا طيلة شهرين في المعتمديات المعنية بالمشروع وقطعنا 8000 كيلومتر وقابلنا جمعيات من المجتمع المدني المحلي ومؤسسات عمومية.
ألم تخشيْ أن ينظر إليك وكأنك مخلوق خارق؟ طبيبة تقيم بالعاصمة تترك عملها لتجوب معتمديات مهمّشة من أجل مواطن شغل لنساء ريفيات؟
أبدا لم أشعر بهذا في هذه المناطق ربما كانت بعض نخب العاصمة وضواحيها هي من تنظر إلينا بهذه الطريقة، هذه النظرة تؤلمني.. البعض يتصورون انهم هم من يمثلون تونس ولا يدركون أن الناس «تعاني برشة» والمعاناة لم تتغير «عنا أربع سنين نقولوا في الكلام هذا».
عملنا على قرابة 2000 ملفّ ووضعنا معايير من بينها الفقر والبطالة في العائلة نفسها، الكفاءة، درسنا الملفات مركزيا ثم اتصلنا بقرابة 300 مترشح وهنا كانت الصدمة ،عدد كبير من الحرفيات في وضعية استغلال من بعض الشبكات وحتى الجمعيات.
تعوّدت الكثيرات على منحة ضعيفة في حالة تبعية واستغلال وبتن يفضّلن منحة ضعيفة وقارة «يقلك أخطانا من المشاريع، حلوا عينيهم على ثقافة الإعانات «، صدمة ثانية في شبابنا المتحصل على شهائد أنهم يفضلون الوظيفة العمومية ثم لمسنا رفضا للاقتصاد التضامني البعض يحب المرأة الريفية «تخدم عندو موش معاه» هذه هي المشاكل الحقيقية التي واجهناها وعلينا ان ننبّه السياسيين إلى هذه الحقائق حتى لا يتواصل بيع الأوهام ولا نستغرق في الخطاب المخادع.
كيف تعاملت معكم السلط المحلية والجهوية؟
إحقاقا للحق السلط المحلية والجهوية مهما كان لونها أبدت من التعاون الكثير سواء زمن حكومة «الترويكا» أو زمن حكومة مهدي جمعة ربما لأنها تعيش الضغوطات نفسها، لم توجّه عملنا أو تدخلنا الميداني في المرحلة الثانية عقدنا في الجهات دورات تكوينية وإجتماعات إعلامية لفائدة المنتفعين من برنامج «كلنا حرفة»، حين بلغنا هذه المرحلة اعترضتنا بعض المشاكل، مشروع «كلنا حرفة» ممول من الإتحاد الأوروبي ومنظمة الهجرة الدولية ضمن شراكة مع الدولة التونسية. الغريب أننا لم نجد سوى الصّدّ من وزارة التشغيل والتكوين المهني، ثلاثة اشهر انتظرنا رد الوزارة بعد سيل من الرسائل والتلفونات، محليا ثمة مشكل الولاة والمعتمدين «يفرحو بيك لكن ما يعطيوك شيء» لأن القرار مركزي رغم أن ما طلبناه هو بضع تسهيلات مثل منحنا بعض المحلات المهملة على ملك الدولة كفضاءات للورشات. حدث هذا في سيدي رابح وفي القلعة الخصباء، المشكل أنّك لا تجد أي رد «لا إيه لا لا» ثمة مشكل كبير، تسمع حديثا عن التنمية الجهوية ولكن لا تجد أثرا في الواقع، السلطة لم تفهم بعد الشراكة مع المجتمع المدني ،نحن لا نطلب دعما ماليا بل نطلب من السلط أن تكون معنا في ما ننجزه، لا يعقل ان تراسل وزيرا فلا يردّ عليك، هل هذه هي الحوكمة الرشيدة؟ هل بهذه الممارسات نريد إرساء الحكومة الإلكترونية؟ حدث هذا مع وزارات السياحة والفلاحة «جاوبني حتى بالرفض المهم تجاوبني» بصراحة سلوك غير مفهوم ابسط الأخلاقيات أن ترد على مراسلاتنا، بإستثناء ديوان الصناعات التقليدية الذي أبرمنا معه اتفاقية لمتابعة عمل النساء الحرفيات ومتابعة جودة منتوجهن ثم ننام.
عمليا انطلق الإنتاج في عدة معتمديات، مازال معطلا في القلعة الخصباء بسبب قضية مقر الورشة وكذلك في فرنانة ونحن بصدد تركيز محلات البيع، إخترنا الكاف وطبرقة ولن تكون مجرد فضاءات بيع بل فضاءات فنية وثقافية تروج للمخزون الثقافي للجهات.
مع الأسف وزارة السياحة «بابها مسكر» رغم حديث الوزيرة عن السياحة الداخلية وبصراحة لا أعتقد ان السياحة الداخلية ستتطور بالكثبان الإلكترونية أو بجائزة تونس التي دعت لها أنطونيو بانديراس.
نحن نعمل على إدراج هذه الفضاءات في المسالك السياحية ولن نكتفي بالإنتظار بل سنعمل على التسويق الإلكتروني للمنتوجات المعروضة.
مع الأسف عدد من الشبان من حاملي الشهائد انسحب واكتفينا بستة منهم بعد أن كانوا تسعة «قالك لا ما يساعدناش» في معتمدية نبّر لم نجد أية حرفية مستعدة للانخراط في مشروعنا، أما في ولاية سليانة النساء «شدوا الصحيح» في الروحية وكسرى والعروسية وسنبعث لفائدتهن تعاونية إنتاج سنروج إنتاجهنّ في الكاف وجندوبة مع التعاونيات الموجودة في الولايتين، وكل معتمدية سيكون فيها ورشة إنتاج وورشات الإنتاج سيوجه منتوجها لفضاءات بيع في الكاف وطبرقة هي طور الإنجاز.
كيف ستتم العملية؟
المنطلق هو مفهوم الاقتصاد التضامني، هناك تسبقة على المرابيح وفي نهاية العام يتم توزيع جانب من الأرباح على الشركاء لذلك جمعنا بين الحرفيات والشبان حاملي الشهائد لإدارة المشروع.
هل انت مؤمنة بنجاح المشروع؟
بلا شك، لكن ما يزعجني حقا هو غياب الوعي لنوع المشاريع هذه لا يوجد تشريع ينظم الاقتصاد التضامني «ما ثمة كان الحديث والشعارات والخطب» ولكن عمليا ما الذي نقوم به لتغيير واقع الجهات الداخلية ؟ لا بد من القطع مع منطق الإعانات والمساعدة هناك عمل ميداني عاجل على العقليات وعمل لتغيير التشريعات وعمل ثالث لتغيير العلاقة بين المجتمع المدني والسلط العمومية.
نحن نسعى لإبراز ان جهة الشمال الغربي في حالة عاجلة للإنقاذ... كسرى القديمة قاعدة تموت فأين وزارة الثقافة واين وزارة السياحة؟
هذه المناطق في حاجة إلى خطاب أمل وأن تشعر بأن المركز يهتمّ بها وخمس من هذه المعتمديات تعاني من الإرهاب ودورنا ان نحارب الإرهاب ميدانيا بتنمية هذه الجهات لا الاكتفاء بالبيانات الصحفية.
صرحت قبيل الانتخابات التشريعية بأن «كلنا تونس» ملتزمة بالحياد هل تغير موقفكم بمناسبة الثنائي قائد السبسي المرزوقي؟
موقفي الخاص لأن الجمعية لن تعلن اي موقف رسمي هو أنّني ضد شيطنة المرزوقي ولا أطمئن للذين هم بصدد محاكمته إعلاميا. موقفي من المرزوقي بناء على ثلاث سنوات من ممارسته للحكم خطأ كبير أن يعود المرزوقي لرئاسة الجمهورية لسبب بسيط جدا أنه جعل من الرئاسة طرفا نقيضا للسلطة. ومنفصلا عنها، اصبحت سلطة داخل السلطة ثانيا لا أعتقد أنه سيكون قادرا على التعامل مع ذات الحزب الذي دفعه للقول «أعوذ بالله أعوذ بالله» في حوار صحفي وثالثا سيكون المرزوقي طرفا معطلا للسلطة التنفيذية وسيكون آلية حركة «النهضة» لتعطيل بعض الأشياء سواء كانت في الحكم او خارجه إنطلاقا من هذه القراءة، انا ضد لنتخاب المرزوقي، الدور الثاني هو دور العقلنة «شكون ما نحبش في السلطة ؟ « إجابتي: المرزوقي ليس أحسن إختيار لرئاسة الجمهورية.
هل كانت الانتخابات التشريعية هزيمة بالضربة القاضية لأحمد نجيب الشابي ومصطفى بن جعفر؟
شوف، بناء المخزون السياسي على الرصيد النضالي لا يقنع الشباب وشريحة واسعة من التونسيين لم تكن معنية بأنك ناضلت من اجلها «حكاية ما تهمّهمش» هو خطاب موجه للنخب والمعارضة السلبية... تغيير المواقف المستمر لا يبني الثقة، سي بن جعفر غيّر مواقفه 180درجة لكن كنت اتمنى لو إنسحب الأستاذ نجيب الشابي من السباق الرئاسي منذ إعلان نتائج الانتخابات التشريعية على الأقل كان بوسعه تفادي الهزيمة الشخصية لكن حدث ما حدث، ما يثير إستغرابي أن بن جعفر مازال يتحدث عن دوره في بناء العائلة الديمقراطية الإجتماعية ؟
بعد نجاح «آفاق تونس» في دخول البرلمان هل ندمت على قرار مغادرته؟
تماما، في النسخة الأولى من «آفاق تونس» كنا ندافع عن وجهة نظر إجتماعية إلى حد ما أما الآن فالحزب بات ليبراليا بأقصى درجات الليبرالية 200 في المائة وبقطع النظر عن موقفي من ياسين إبراهيم فطريقة عمل «آفاق تونس» تختلف عن بقية الأحزاب لكن علينا ان ننسّب الأمور وعلى الأحزاب التي دخلت البرلمان بأفضل البواقي أن تدرك أنها لم تبلغ بعد العمق الشعبي المطلوب.
ماذا يعني فوز «آفاق تونس» حزبك القديم بثمانية مقاعد في مجلس نواب الشعب؟ هل هو فوز شخصي لرئيس الحزب ياسين إبراهيم؟
«ما نعرفش» ولا أريد أن أجعل من القضية مسألة شخصية لكن مازال أمام «آفاق تونس» عمل كبير.
هل لم يحن بعد موعد عودة الدساترة؟
أنت تفتح عليّ بابا آخر من أبواب الشتم والسبّ. الدساترة لم يعد لهم وقت للعودة على الأقل جيل منهم ومثلما أقول لمصطفى بن جعفر «يزّي»، أقول للدساترة دعوا الطبقة السياسية تتجدد».
في «كلنا تونس» تناولتم بالنقاش تجربة الحكم والإسلام السياسي لذلك أسألك أيهما أفضل في تقديرك بقاء «النهضة» خارج الحكم أو مشاركتها «نداء تونس»؟
هذا هو موقفي الشخصي: حركة «النهضة» مهما قالت عن نفسها ومهما تبرّأت حركة إيديولوجية أساسا ولهم قدرة التعامل مع الوقت بصبر وجودهم في السلطة غير مرغوب فيه لأن وجودهم داخل الحكم معطل... خطابهم مزدوج ويعملون في القواعد الشعبية، المشكل ان ذاكرة الكثيرين نسيت ما فعلَت حركة «النهضة»، انا لا أدعو لإقصائهم لكن تجربة الحكم تتطلب ان تكون المرجعية الفكرية متقاربة للحكم معا.
ويهمّني أن أشدّد على ان نجاح السيد قائد السبسي غير مضمون في الدور الثاني، أولا سي الباجي قام بتعبئة كاملة وقصوى لأنصاره ولابد من قراءة جغرافية النتائج، الجهات الأكثر تهميشا صوتت للمرزوقي أو لغيره ممن تراه بديلا، على سي الباجي ان يستقطب هذه الجهات بالقطع مع منطق التعالي الذي تمارسه بعض قيادات حملة قائد السبسي والابتعاد عن شيطنة المرزوقي الذي اكدت النتائج انه مرشح جدّي، كما أن تنظيم مناظرة تلفزية مسألة ضرورية والتفصي من المناظرة من طرف سي الباجي غير مقنع لأن المناظرة مناسبة لنرى نقاشا على البرامج. هذا هو رأيي أقوله بصراحة.
كيف تفسرين الصعود السريع لسليم الرياحي؟
هو الحلم وقصص النجاح والثراء السريع لكثير من شبابنا، سليم الرياحي نجح في أن يكون نموذجا للشاب الناجح، هناك جانب إجتماعي، باع لهم السراب... حملته كانت على أساس مئات المشاريع وآلاف مواطن الشغل، المواطن التونسي يبحث عن حلم ولا أحد منحه حلما واقعيا قابلا للتطبيق عدا سليم الرياحي...


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.