أعلن حافظ العموري وزير التكوين المهني والتشغيل أمس عن انطلاق العمل ببرنامجي دعم التشغيل وتحسين التشغيلية اللذين سيعوضان قرابة ال40 آلية تشغيلية بما في ذلك التربص للاعداد للحياة المهنية «SIVP» وسيتم تفعيل هذين البرنامجين حسب ما أكده العموري تدريجيا في انتظار الاستغناء الكلي عن الآليات القديمة التي لم تحقق نتائجها المرجوة حسب تعبيره في القضاء على أشكال التشغيل الهشة. ويرمي برنامج صكّ تحسين التشغيلية إلى مساعدة الباحثين عن الشغل وتنمية قدراتهم الشخصية في مجال التواصل والتأقلم الاجتماعي واكتساب المؤهلات والمهارات الضرورية للاندماج في الحياة النشيطة والحصول على عمل لائق إلى جانب سرعة الاستجابة لحاجيات المشغلين من المهارات والكفاءات المطلوبة في سوق الشغل. ويتمتّع المنتفع بهذا البرنامج بتكوين حسب خصوصيات عرض الشغل طيلة فترة لا تتجاوز 12 شهرا قابلة للتجديد بصفة استثنائيّة بسنة إضافية، والتغطية الإجتماعية وبمنحة شهرية قيمتها 200 ديناربالنسبة لحاملي شهائد التعليم العالي و100 د بالنسبة لبقية المستويات. يمكن هذا البرنامج المشغل من استرجاع كلفة عمليات التكوين أو التأهيل التي يتولاها قصد تلبية حاجياته طبقا لمواصفات عرض الشغل وذلك في حدود 3000 دينار بعنوان كل منتفع تم تكوينه وإدماجه عن طريق عقد شغل على أن يُموّل الصندوق الوطني للتشغيل كلفة التكوين والمنح المسندة. وقد أعلنت وزارة التكوين المهني والتشغيل أنه تم إعداد الإجراءات والتراتيب والأدلة التطبيقية لتنفيذ هذا البرنامج وضبط قائمة في 70 هيكل تكوين مؤهلين عن طريق طلب عروض لإنجاز دورات التكوين الخصوصي لفائدة المنتفعين كما انطلق العمل بهذا البرنامج في مرحلته الأولى خلال شهر أكتوبر مع عدد من المؤسسات الخاصة الناشطة في عدد من القطاعات خاصة تلك المتعلقة بتكنولوجيا المعلومات والاتصال وذلك في المناطق التي تتواجد بها مؤسسات راغبة في الانخراط في هذا البرنامج والتي تلتزم بانتداب المنتفعين بها إثر التكوين وذلك بمقتضى عقود شغل وليس ضمن برنامج التربّص«SIVP» المعتمد حاليا بما سيُساهم في ضبط حقوق وواجبات كلّ طرف في كامل الشفافية والمسؤولية، وسيتم في الغرض إمضاء اتفاقيات خصوصية مع هياكل المهنة تضبط التزامات الوزارة والمؤسسات المعنية. صكّ دعم التشغيل البرنامج الثاني الذي أعلنت عنه الوزارة هو صك دعم التشغيل وهو تشجيع الانتدابات المباشرة لطالبي الشغل لأول مرة من أصحاب الشهادات العليا بما في ذلك خريجي مراكز التكوين المهني الحاصلين على مؤهل تقني سامي ومن ذوي الجنسية التونسية والمسجلين بمكاتب التشغيل والعمل المستقل من قبل مؤسسات القطاع الخاص الناشطة في إطار مجلة تشجيع الاستثمارات،وإلى تنمية التشغيل خاصة بالقطاعات المجددة والواعدة وبالمؤسسات العاملة بالأنشطة ذات القيمة المضافة العالية والمحتوى المعرفي الرفيع. وتتمثل الامتيازات التي يوفرها البرنامج في تكفل الصندوق الوطني للتشغيل طيلة فترة الانتفاع ببرنامج صك دعم التشغيل بجزء من الأجر المدفوع لحاملي الشهاءد العليا بنسبة 50 بالمائة للّذين تمّ انتدابهم من قبل مؤسسات القطاع الخاص العاملة في الأنشطة ذات القيمة المضافة العالية والمحتوى المعرفي الرفيع في حدود سقف لا يتجاوز 350 دينارا شهريا. كما توفر هذه الآلية جزء من الأجر المدفوع لحاملي الشهائد العليا بنسبة 25 % للذين تمّ انتدابهم بسائر مؤسسات القطاع الخاص الناشطة في إطار مجلّة التشجيع على الاستثمار وذلك في حدود سقف لا يتجاوز 175 دينارا شهريا إلى جانب تكفل الصندوق الوطني للتشغيل طيلة فترة الانتفاع ببرنامج صك دعم التشغيل بمساهمة الأعراف في النظام القانوني للضمان الاجتماعي بعنوان الأجر المدفوع للعون المنتدب لمدّة سنة. وينطلق العمل بهذا البرنامج في مرحلة تجريبية سيتمّ من خلالها فتح المجال للانتفاع بهذه الامتيازات بعنوان انتداب طالب شغل لأول مرة بمقتضى عقد شغل، وهو إجراء تمّ إقراره تجنّبا لما لوحظ من خلال البرامج القديمة خاصة برنامج «SIVP» في ما يتعلّق بضعف نسب الإدماج بعد انتهاء فترة الانتفاع بالبرنامج، وهو ما يُساعد على تشجيع الاستثمارات الجديدة. وقد أعدت الوزارة في هذا المجال قائمة أولية للأنشطة ذات القيمة المضافة العالية والمحتوى المعرفي الرفيع. ويمكن للمؤسّسات العاملة في الأنشطة المضمنة بالقائمة المحددة من قبل الوزارة أن تطلب تمديد فترة الانتفاع ببرنامج صك دعم التشغيل لمدة إضافية أقصاها سنة شريطة ترسيم الأجراء المعنيين بالتمديد أو الانتصاب في المناطق الداخلية. وفي كلّ الحالات لا يمكن تجديد انتفاع المؤسسات بهذا البرنامج طالما لم تنتدب بصفة نهائية 70 بالمائة على الأقلّ من الأجراء الذين انتفعت بعنوانهم بهذه الامتيازات. وقد أعدت وزارة التكوين المهني والتشغيل آليات متابعة لمدى تعهد كل الأطراف بالتزاماتها. وسيتمّ حسب ما أعلنه الوزير مواصلة العمل ببرنامج التربص للإعداد للحياة المهنية«SIVP»باعتباره موجّه لكل القطاعات المهنية، على أن يتمّ تعويضه مرحليا ببرنامج صك دعم التشغيل لأنّ صيغة «SIVP»الحالية لم تعد قادرة على إحداث مواطن شغل حقيقية بل مجرد تربصات، بالرغم من كلفته المرتفعة على ميزانيةا لوزارة وهو ما يُستنتج من خلال نسبة إدماج المنتفعين في الحياة المهنية التي تبقى ضعيفة. ويعد برنامج صك دعم التشغيل خطوة ومساهمة من وزارة التكوين المهني والتشغيل للتأسيس لسياسة قطاعية للتشغيل تُعطي الأولوية للقطاعات ذات القيمة المضافة العالية وبالتالي ذات القدرة العالية على تشغيل الكفاءات، إذ لا يُمكن مواصلة منح نفس الامتيازات لكل القطاعات المهنية دون تمييز.