كأحسن ما يكون أنهى النادي الإفريقي مرحلة الذهاب، حيث توج زملاء العيفة ببطولة الشتاء برصيد 33 نقطة من عشرة انتصارات وثلاثة تعادلات وهزيمتين مع تسجيل الهجوم ل25 هدفا وقبول الدفاع ل11 هدفا فقط. أرقام مميّزة مكنت أبناء الفرنسي دانيال سانشاز من تصدر الترتيب وتسيّد البطولة. حصيلة الأفارقة كان بالإمكان أن تكون أفضل ولكن غياب التركيز أحيانا والتسرع والحكام من ناحية ثانية لم يمكنا عداد الفريق من تجاوز النقطة 33 التي يجب تدعيمها في المرحلة الأهم حتى يتمكن الفريق من تحقيق الهدف المنشود وهو التتويج باللقب والتأسيس لفريق عتيد قادر على بسط هيمنته محليا وقول كلمته قاريا. هنّات للتجاوز صحيح أن الفريق أنهى الشطر الأول من البطولة متصدرا للترتيب العام ولكن هذا لا يعني أن مجموعة الفرنسي سانشاز قد بلغت الكمال وهذا ما يقر به الإطار الفني للفريق ومديره الرياضي منتصر الوحيشي الذي أكد عقب مباراة الترجي الجرجيسي حاجة فريقه إلى بعض التعديلات و«التروشيك» حتى يواصل المسيرة بثبات في مرحلة الإياب.فالتنشيط الدفاعي يبقى في حاجة إلى المراجعة خاصة وأنه كان سببا في خسارة نقاط مهمة أبرزها على الإطلاق نقطتا مباراة النادي الصفاقسي ونقطتا دربي العاصمة حيث تقدم زملاء صابر خليفة في المواجهتين إلى حدود الدقائق الأخيرة ولكن غياب التركيز حرم الإفريقي من الفوز ومكن المنافسين من العودة في النتيجة والأكيد أن مع استقرار تركيبة خط الظهر سيكون أداء الدفاع أفضل لا محالة. الهجوم ورغم أنه الأفضل في البطولة يبقى في حاجة إلى نجاعة أكبر فلو وفق الفريق في تجسيم نصف الفرص التي خلقها على امتداد مرحلة الذهاب لكانت حصيلة النقاط أرفع بكثير من الحصيلة الحالية. الإفريقي يمتلك نخبة من ألمع نجوم الدوري القادرين على إحراج أي دفاع والأكيد أنه مع مرور الوقت ومع انتداب مهاجم قوي سيكون أداء الخط الأمامي مغايرا في المنعرج الحاسم من البطولة. تعزيزات ضرورية صحيح أن الإفريقي دخل الموسم برصيد بشري ثري ومتنوع ولكن المدرب اشتكى في بعض المباريات من غياب الحلول وخاصة على الرواق الأيمن وفي مقدمة الهجوم وهو ما يقتضي ضرورة تعزيز الفريق بانتدابات قيمة وموجهة في ميركاتو الشتاء. الوحيشي انطلق منذ فترة في التفاوض مع عديد الأسماء التي بإمكانها تعزيز مجموعة سانشاز قريبا والاتصالات انطلقت مع بعض المهاجمين على غرار مهاجم «تي بي مازمبي» علي ساماتا الذي يبقى الأقرب إلى الحديقة والجزائري رشيد ناجي ومهاجم إفريقي ينشط في البطولة الفرنسية إضافة إلى بعض المدافعين على غرار علي المشاني وحمزة المثلوثي واللذين ستكون شروط بن غربية المادية محددا لنسبة التحاقهما بالفريق. كما قد يكون لاعب الملعب التونسي محمد بن علي حلا بديلا لتعزيز الجهة اليمنى للدفاع في حال تعذر الاتفاق مع المثلوثي. ملف الانتدابات سيحظى في فترة توقف النشاط بأهمية بالغة حتى يكون الفريق في أفضل حالاته مع انطلاقة مرحلة الإياب التي ستكون لصالح زملاء العيفة. «المنياوي» على أبواب الرحيل بالتوازي مع القيام بانتدابات قيمة سيجد الإفريقي نفسه مطالبا بالتخلي عن بعض اللاعبين الذين لم يقدروا على فرض أنفسهم في المجموعة والذين هم في حاجة إلى تغيير الأجواء ليتمكنوا من فرصة اللعب وإثبات الذات قبل تجديد العهد مع حديقة المرحوم منير القبايلي. البداية كانت مع إعارة يونس مزهود إلى «الجليزة» التي قد تستفيد كذلك بخدمات ماليك توري ومهدي الوذرفي. كما تتجه النية إلى إعارة عماد المنياوي إلى ناديه الأم بعد أن أثبت عدم قدرته على الإفادة رغم الفرص التي تحصل عليها ورغم الحصانة التي يجدها من الوحيشي الذي يبدو أنه خسر رهانه عليه بعد أن أثبتت حقيقة الميدان عكس ما كان قد تكهن به قبل بداية الموسم. هيئة نجم المناجم عبّرت منذ الميركاتو الماضي عن رغبتها في استعادة المنياوي ولكن مطلبها جوبه «بفيتو» من المدير الرياضي الذي قد يستجيب هذه المرة إلى طلب الإعارة بعد أن أيقن أن المنياوي لا يمكنه فرض نفسه في فريق بحجم الإفريقي وأن منح الفرصة للجبالي وخليل والوذرفي ومنصور أفضل بكثير من التعويل على نجم المتلوي السابق. «سانشاز» في فرنسا تركن كما هو معلوم بطولة الرابطة المحترفة الأولى إلى راحة مطولة لتفسح المجال للمنتخب الوطني للمشاركة في نهائيات كأس أمم إفريقيا وقد مكن الإطار الفني لاعبيه من راحة بأسبوع لتكون العودة إلى التمارين بداية الأسبوع القادم.دانيال سانشاز استغل الراحة وتحول أمس إلى فرنسا لقضاء عطلة نهاية السنة بين أفراد عائلته وسيكون في تونس مع نهاية الأسبوع الجاري. عناية خاصة سيحظى كل من بلال العيفة وسيف تقا خلال فترة توقف النشاط إلى عناية خاصة من الإطار الطبي حتى يكونان في الموعد مع عودة النشاط. طبيب الفريق أكد أن العيفة سيلتحق بالمجموعة في الأسبوع الثاني من استئناف التمارين على أن تكون عودة تقا في الأسبوع الثالث.