سافر عشيّة اليوم منتخبنا الوطني إلى الصين قادما من اليابان وتحديدا من مدينة «أويتا» في رحلة دامت قرابة 12 ساعة تمهيدا لمباراته الوديّة الثانية ضدّ منتخب الصين في إطار جولته الودية في القارة الآسياوية وبعد هزيمة ضدّ المنتخب الياباني بثنائية نظيفة قارب فيها الأداء والمردود صفر النتيجة يأمل زملاء أحمد العكايشي تحقيق نتيجة ايجابية في مصافحة ودّية تحجب ضغط الرهان لكنها تحتفظ بكّل مؤشرات الجدّ رغم عاملي الزمان والمكان على اعتبار وأن منتخبنا الوطني مازال إلى حدّ الآن يتحسّس طريق الأمان ولم يجد لنفسه أيّ هويّة أو عنوان... منتخبنا الوطني الذي يبقى شئنا أم أبينا القاطرة التي تجرّ كرة القدم التونسية والتي تعكس صورة الأقدام التونسية محليا وإقليميا قدّم أمس الأوّل بالمناسبة أسوأ مباراة له منذ قدوم المدرّب البلجيكي جورج ليكنز ومعدّلات السوء هذه ليست سابقة صادمة في بيت المنتحب أو وافدا جديدا على الكرة التونسية ولكن حالة الاستياء مردّها ذلك المردود الكارثي الذي قدّمه منتخبنا في مباراة وديّة واجه فيها أبناء ليكنز منتخبا يابانيا «شنوة» «تروازيام شوى» بما أنّ المدرّب البوسني «وحيد هاليلوزيتش» رأف بحال النسور واحتفظ بأبرز أسلحته على البنك ولم يقحمها سوى في الرمق الأخير من المباراة فكانت النتيجة في حجم العطاء وعلى قدر سخاء «الهوندا» اليابانية التي عجّلت في خطواتها ومرّت إلى السرعة القصوى فيما اكتفى المنتخب التونسي بمعاينة الأضرار والامتياز الوحيد لسرب النسور أنّهم واصلوا كالعادة السقوط مرفوعي الرأس لأنّ وفد المنتخب مصرّ على ما يبدو على تسويق الطابع الودّي للمواجهة بشكل يخفي توابع الهزيمة ومشتقاتها الرديئة كالمردود الفردي والجماعي للاعبين وكذلك الخيارات الفنية الغريبة للبلجيكي الذي مازال مصرّا على رفع راية «حضبة وقول». مناصرو المنتخب وعلى غير العادة لم يشقوا هذه المرّة في متابعة مباراة المنتخب بما أنّ القناة الوطنية أمّنت البثّ المباشر لكن مع ذلك ولئن توارى شقاء الذبذبات وما يخلّفه تشفير بعض الترددات من تململ وتقلّقات فإنّ التذمّر كان حاضرا بل ربّما أكثر ليصل الى درجة التهكّم والتندّر خاصة أنّ المنتخب التونسي لم يخلق على امتداد الدقائق التسعين ولو فرصة وحيدة نرفع بها الجبين واكتفى بكلّ حياء بشرف المحاولة حتى أنّ البعض تساءل عن لون قميص حارس المنتخب الياباني الذي كان مروره عابرا في الشوط الأوّل بينما في الشوط الثاني لم يترك وراءه سوى الأثر... خلاصة القول, لعب منتخبنا الوطني مباراة وديّة ضدّ منافس محترم لم يحترم سمعتنا وتاريخنا ودخل مباراته بالتشكيل البديل وله كل الحقّ في ذلك لأنّ المدرّب البوسني يعرف جيّدا كرة القدم التونسية ويعرف أنّ منتخبنا يلعب فقط لتفادي الهزيمة مهما كان الأسلوب ولا يعنيه في كلّ هذا لا العطاء ولا المردود فقط عدّاد النتيجة وما ستلوكه بعض الأقلام والبلاتوات عند جلسات التشريح... ولأنّنا لا نملك سوى الأمل وبعض طقوس الدعاء ننتظر أن يتبدّل الحال ضدّ منتخب الصين العظيم بسوره وشعبه ولكن ليس بتقاليده الرياضية في هذا المجال ولأنّ التمنّي ليس بالأمر المحال نصرخ بكلّ لطف في آذان الإطار الفنّي حتى يستفيقوا من سباتهم ويعدّلوا أوتارهم قبل فوات الأوان لأنّ ما نعاينه اليوم ونحن نشاهد هذا المنتخب يبعث حقّا على الغثيان... قد يصعب على البلجيكي تدبّر مضمون الرسالة لكننا نتوسّم خيرا في معاونيه ومرافقيه لنقل الأمانة فإذا لم يكن الرجل «فالح» في التدريب بعد أن «شاخ» فكره بتكتيك «الهانة» عليه أن يكون على الأقلّ في مستوى الحصانة ويطرد خوفه وتخلّفه حتى لا يدنّس قميصه التونسي «حبر الإهانة»...