خرج الترجي الرياضي خالي الوفاض من دربي العاصمة الذي كان بمثابة بارقة الأمل الأخيرة لتشكيلة البرتغالي جوزي دي مورايس من أجل تخطّي عقبة الجار الخصم اللدود والتأهب لاعلان النصر عند استقبال قوافل قفصة في الجولة الختامية، غير أن كشف دربي رادس جاء سلبيا أداء ونتيجة و«أعدم» بوادر التفاؤل لدى الترجيين في أعقاب موسم يجوز وصفه بالكارثي بالنظر الى ما تخلّله من تقلبات كانت أغلبها في المنحى السلبي. صفارة النهاية من توقيع الحكم ياسين حروش قسمت الترجيين الى شقيّن مع تباين في الحجم والعدد، واذا ما كانت «الأغلبية» ذهبت في مسعى تجريم الحكم ونصب المشانق له واعتباره متسبّبا في الهزيمة بأخطائه وقراراته المتذبذبة، فان «الأقلية الصامتة» رجّحت كفة المنطق وصوت العقل واعترفت (ولو في قرارة أنفسها) بأن الترجي ظلم نفسه ولم يمسسه ضرر من أيّ كان عدا فلسفة مدربه ووهن لاعبيه في المقام الأول. طرح ذهب اليه المحلّل الفني واللاعب السابق للترجي وهو طارق ذياب الذي صوّب خراطيشه في كل الاتّجاهات على هامش حضوره رفقة عادل السليمي وناجي الجويني في بلاتو استوديو قناة «الكأس» القطرية التي أمنت بثّ مباراة الدربي. طارق ذياب وكما ألفناه ترك المساحيق جانبا ولم يخجل من الاعتراف بضعف فادح للنسخة الحالية لشيخ الأندية التي قال عنها انها كانت دون المطلوب، وأكد «امبراطور الكرة الافريقية» أن النادي الافريقي كان أفضل عشية أمس فنيّا وبدنيا وذهنيا. وواصل طارق ذياب ليتساءل عن محلّ اعراب عدّة لاعبين في الترجي ومن المتسبّب في استقدامهم، ملمّحا الى خلل في تمشّي الانتدابات الترجية قائلا في هذا الصدد أن الترجي أنفق مالا كثيرا ولكن دون موجب تجاه لاعبين لا يستحقّون شرف اللعب بقميص»المكشّخة» والدليل أنهم كانوا خارج دائرة الرهان، وقال المحلّل الفني المذكور ان الترجي لا يمتلك راهنا أسماء قادرة على حسم الدربي والتتويج باللقب..ولا حرج على الترجيين في الاعتراف بذلك الخطإ والمسؤوليات. ولم يكتف طارق ذياب بهذا الحدّ في معرض تحليله وتقييمه لأداء الأحمر والأصفر، بل تمادى في كشف الهنات معتبرا أن تنصيب البرتغالي جوزي دي مورايس يعدّ خطأ يدين هيئة الترجي، مضيفا أن سحب الثقة من سلفه خالد بن يحيى كان بدوره قرارا غير سليم من هيئة حمدي المدب حاولت اصلاحه بخطإ ثان وهو ترسيم دي مورايس على رأس المقاليد الفنية لل»مكشخة». وفي ذات الاطار عاد مايسترو الترجي سابقا الى نقاط أخرى يراها مبهمة وغامضة ومنها توزيع المسؤوليات وذلك عند تلميحه الى شكوك وتساؤلات ترافق عديد الانتدابات، اذ أطلق نقاط استفهام حائرة عن المشرف على مثل هذه التعزيزات التي أوصلت الترجي الى مثل هذا الوضع. من جهة أخرى، قال طارق ذياب إن الترجي مطالب بالاعتراف بالهزيمة وعدم تحميل وزرها الى أيّ كان، منبّها الى أن الفريق ترجّل منذ عشرة أيام من دوري أبطال افريقيا ولا دخل للحكم حروش أو غيره في ذلك..ليختم بالتنبيه الى نقطة مهمة وفق رأيه ومحورها أن الترجي بات في تراجع مستمر وانحدار رهيب منذ خمس سنوات، اذ تخلى عن لقبه في رابطة الأبطال في ظرف سنة..ثم انسحب لاحقا من المربّع الذهبي ليتلوه اقصاء من دوري المجموعتين في الموسم الفارط..ثم اكتفاء بالدور التمهيدي الثاني هذا الموسم ضد المريخ السواداني..وهذا ما يعني وفق تحليل طارق ذياب أن المؤشرات لا تكذب عن وهن مستمرّ يرمي بظلاله على «حديقة الرياضة ب» ويتطلب التدارك عوض القاء الاتّهامات جزافا... كلام قد يؤلم الكثير من «المكشخين'» ولكنه وضع اصبعا على مكمن الداء وفق شقّ من الملاحظين اعتبروا أن طارق أعطى جردا مفصّلا ومجانيا لعديد الأخطاء..ولو أن البعض لم يتوان في الضفة المقابلة في تصنيف هذه الهجمات على أنها منطلق لتصفية الحسابات من قبل محلّل «الكأس» القطرية بعد أن أخرج المدب «صديقه الحميم» خالد بن يحيى من الباب الصغير...