حققت «جمعية الشبان والعلم» نجاحا باهرا بحصولها على كأس الدورة أو كأس العالم عقب تتويجها كأفضل وفد مشارك بالمعرض العلمي الدولي للشباب ESI 2015 الملتئم مؤخرا بمدينة بروكسال.. يشار إلى أن ألف مشارك من 60 بلدا بمختلف أنحاء العالم شاركوا في معرض بروكسال العلمي، وكان التألق والنجاح كان من نصيب جمعية الشبان والعلم التي يعود تأسيسها إلى الخمسينات من القرن الماضي وتهتم بالأطفال والشبّان المتميّزين من أصحاب المشاريع العلمية والاختراعات. يتكون الوفد التونسي من 33 شخصا معظمهم من الأطفال قدّموا 19 مشروعا علميا ابهروا الحاضرين ولجان التحكيم بمشاريعهم البسيطة التي تفوقت على مشاريع الأمريكان واليابانيين والكوريين التي تكاد تكون تكلفتها محدودة في حدود ال50 و100 دينار . ورغم أهمية هذا الإنجاز الذي ينضاف إلى نجاحات التونسية أخرى فإن المؤلم انه لم يكن في استقبال الأطفال العائدين من «بروكسال» أي مسؤول أو وسيلة إعلامية وهو ما جعل أغلب الأطفال المشاركين يشعرون بالمرارة، بل أكثر من ذلك فإن جمعية الشبان والعلم تعاني وهي عاجزة عن تسديد مصاريف السفر وقد اضطرت مؤخرا إلى التفريط في بعض تجهيزاتها لتسديد كلفة تذاكر السفر البالغة 15 ألف دينار . وفي هذا الإطار بيّن أمين عام الجمعية بدر الدين الأسمر انّ جمعية الشبان والعلم من أعرق الجمعيات في تونس حيث تأسست منذ الخمسينات وهدفها نشر الثقافة العلمية وهي تؤمن كثيرا بأن كل تونسي له الحق في النشاط العلمي مؤكدا ان الجمعية تستقبل الأطفال والشباب ولكن أيضا الكهول ممن لديهم مواهب علمية. كما قامت منذ 1974 ببعث حوالي40 ناديا موزعين على كامل تراب الجمهورية وأنها ناشطة في عدة جهات . واعتبر محدثنا أنّ الوفد التونسي الذي شارك في معرض بروكسال تحصل على تذاكر سفر ب«الكريدي» ومع ذلك قدّم الأطفال المشاركون وهم من عدة مناطق من الجمهورية على غرار قابس والعالية وبنزرت وتونس العاصمة عدة محاضرات وصفت بالجيدة ومشاريع في مجالات متنوعة مثل البيئة والطاقة والإلكترونيك والإعلامية وعلوم الطبيعة ... على غرار يد اصطناعية للمعوقين ومنظومة لرصد النجوم ومتابعة تحركاتها، وبحوث حول التلوث... وتابع قوله: «لقد استعمل أطفالنا مواد غير مكلفة اغلبها صنعت باليد نظرا لمحدودية الإمكانيات ،في المقابل رأينا بحوثا وتجارب اشرف عليها أساتذة أمريكيون ويابانيون كانت تكلفتها كبيرة جدا وتتطلب مواد صناعية معقدة ولم نكن في الواقع نتخيل ان نفوز عليهم فعندما مهدّ رئيس الجمعية العالمية المنظمة لهذه التظاهرة للإعلان عن البلد الفائز بالإشارة إلى انه من شمال افريقيا لم نصدق أننا سنفوز بالكأس». وكشف انه رغم قلة وبساطة الإمكانيات إلا أن المواهب العلمية التونسية متميزة في عدة تظاهرات منها أحد المعارض العربية حيث تمكن شاب تونسي ينشط بالجمعية من صناعة رجل آلي بلغت الكلفة الدنيا للمشاريع المماثلة 3 آلاف دولار رغم ذلك فقد حاز على الجائزة الأولى. وأكد من جهة أخرى أنّ الجمعية بصدد إعداد عدة تظاهرات منها مخيمات علمية في 4 أوت بأريانة دورة عنوانها «الشطّار الصغار» ستشهد تكوين بعض الأطفال في ظرف 8 أيام في مجال البحث وإنجاز المشاريع العلمية كما ستنظّم الجمعية «ليلة النجوم» في قبة المنزه. واعتبر أمين عام الجمعية انه كان هناك في السابق تنسيق بينهم وبين عديد الوزارات ولكن منذ حوالي سنتين اختفت المساعدات ولم يعد هناك أيّة متابعة لنشاطهم ملاحظا ان المعاضدة يجب ان تكون مستمرة وليست ظرفية .