تتواصل معاناة ومتاعب مسابقة كأس تونس لكرة القدم عبر المواسم والسنين لتفقد تدريجيا هيبتها وحتى مصداقيتها وهي التي كانت تشدّ الانتباه والاهتمام بصفة ملفتة للأنظار من طرف جماهير الكرة كانت بمثابة عرس نظرا للحماس والتشويق والإثارة التي كانت تميّزها. فقدت المسابقة الكثير من رونقها وخاصياتها مع مرور الزمن بعدما وقع تشكيلها من طرف من عيّنوا لتيسير شؤون الكرة بحنكة ودراية وإقناع ولكن للأسف لم يتوصلوا إلى ذلك بالرغم من جهدهم واجتهادهم.. غير المصيب وغير المثمر. في الأعوام الأخيرة، تأزمت الأوضاع وكأن بالمسؤولين يسيرون نحو النفق بعدما رموا المنديل وبعدما استعصى عليهم إيجاد منافذ وحلول لإتمام كلّ موسم على خير وفي الآجال المحدّدة والقانونية. تجاوزات بالجملة على كلّ المستويات حصلت للجامعة على مرّ السّنين فرأيناها «تتفلسف» من أجل الخروج من عنق الزجاجة ولتعود إلى القرارات الغريبة التي اتخذت في الماضي القريب والبعيد لإنقاذ مسابقة الكأس ولكن دون جدوى. إلغاء مسابقتيْ موسم (1977 - 1978) وموسم (2001 - 2002) بسبب مشاركة المنتخب في كأس العالم. إرجاء الأدوار النهائية إلى المواسم الموالية أو إلى مواعيد متأخرة على غرار ما حصل في (1989 - 1991 - 2000 - 2004). تغيير تسمية المسابقة من كأس الرابطة والبروموسبور إلى كأس تونس (2013) دون أيّ موجب وفي غياب مشاركات نصف أندية الرابطة الأولى. تواصلت الغيابات غير المبرّرة من طرف نواد محترفة (جريدة توزر في الموسم الماضي ومستقبل قابس هذا الموسم). ضربة بداية الموسم خلافا للعادة ولبطولات البلدان المجاورة أو التي تحترم نفسها، تُعطي لمباريات البطولة ولا للكأس، وبما أن للضرورة أحكام تغيّرت المعطيات عندنا فأصبحنا نستهل نشاط الموسم الجديد بمباريات نهاية الموسم الذي سبقه. ثم شدّوا على أحزمتكم، الأدوار الختامية لمسابقة (2014 - 2015) ستُجرى متجمّعة وبنسق سريع في أوت 2015 أي في غرغور القايلة، حبّ من حبّ وكره من كره والذي لا يُحسن التصرّف والتدبير في بداية كلّ موسم جديد والذي يراعي مصلحة هذا على ذلك ويعطل نشاط البطولة بدون داع أو مبرّر. والأمثلة عديدة في هذا الشأن لهذه الإخلالات ثم الاستهتار في تلبية طلبات بعض النوادي والتسرّع في اتخاذ بعض القرارات جعل اليوم لجنة المسابقات تعجز عن برمجة 4 جولات للكأس كان بالإمكان إدراجها وسط الموسم الفارط أو حتى وسط الأسبوع، حبّ من حبّ وكره من كره، ولكن هيهات بين القول والفعل اليوم تواصل مسابقة كأس تونس رفع فاتورة الفوضى والضبابية التي تميّزت بها لجنة المسابقات منذ مواسم. حتى أصبحت هذه المسابقة تعيسة تثير الجدل.. والسخرية علي مستوى برمجتها غير المنطقية أو الاحتجاجات العريضة من بعض جل الفرق غير الراضية ومقتنعة بتشبّث الجامعة بموقفها خاصة وأن القوانين المنقحة أخيرا تمنحها السلطة الكاملة وحقّ البرمجة كما تراه هي.. هي فقط.