« بعد هزيمة فريقه أمس في بنزرت بهدف لصفر، أعلن لسعد الدريدي مدرب الملعب التونسي في تصريحات إعلامية مغادرته للفريق. القرار فسّر على أنه نتيجة طبيعية لعدم تمكن الفريق من تحقيق الفوز في المباريات الثلاث الماضية، هذا القرار فاجأ السواد الأعظم من جماهير «البقلاوة» وهيئته المديرة التي تستعد للمغادرة مباشرة بعد التعرف على الربان الجديد يوم الأربعاء القادم. «التونسية» اتصلت بالجنرال الدريدي واستفسرته عن حقيقة وأسباب الاستقالة المقدمة وعن البداية المتواضعة لكتيبته في الموسم الحالي وعن مستقبل الفريق فكانت الورقة التالية: «تعبت وفديت» في إجابته عن حقيقة انسحابه حيث أكد الدريدي أن التصريح الذي أدلى به عقب الهزيمة في بنزرت كان تحت تأثير الغضب وكان متسرعا بعض الشيء بما أنه بات يشعر بالتعب في ظل الظروف التي يعيشها الفريق والصراع المحموم على كرسي الرئاسة والذي انعكس سلبا على أداء أبنائه الذين لم يجدوا الرعاية المطلوبة ولم يتمكنوا من مستحقاتهم المالية رغم المجهودات الكبيرة التي تبذلها هيئة الحداد.و أضاف مهندس معجزة الموسم قبل الماضي بأن قرار الانسحاب لم يكن نتيجة الهزيمة بما أن فريقه قدّم مباراة مثالية ولم يكن يستحق النتيجة المسجلة بما أن هدف انتصار «البنازرتية» كان مسبوقا بتسلل واضح ولكن ظروف العمل ومشاكله اليومية وباتت تهدد صحته وتهدد المسيرة الكبيرة التي حققها مع أبناء باردو في الموسمين الماضيين بما أن فئة قليلة من الجماهير تنكرت له حسب تصريحه وحمّلته مسؤولية النتائج الأخيرة متناسين بأنه هو الذي كان وراء بناء الفريق الذي يحتاج اليوم الى بعض الوقت حتى يعود إلى مساره على اعتبار وأنه ليس من السهل تعويض ثمانية عناصر أساسية وسط حاجة المنتدبين الجدد إلى بعض الوقت للتأقلم. ومع كل هذا لن أتنكر لجمعيتي، وعن مدى تمسكه بالمغادرة أوضح لسعد الدريدي بأنه تلقى ليلة السبت اتصالات عدة من قبل أحباء الفريق كما تحادث مع أنور الحداد رئيس الفريق ومالك الحداد رئيس الفرع اللّذان طالباه بالتروي والتخلي على فكرة الرحيل اقتناعا منهما بقيمة العمل الذي أنجزه سابقا وحاليا والذي سينجزه في المستقبل. مشيرا إلى أنه قد عدل عن رفض طلب الرئيس والأحباء وقرر مواصلة قيادة الفريق إلى حين موعد الجلسة الانتخابية وقدوم هيئة جديدة توضح الأمور وتحدد أهداف الفريق في الموسم الحالي. الدريدي أوضح بأنه سمع خلال الأسابيع الماضية كلاما جارحا من فئة من الجماهير كان هدفها التشويش على الفريق خدمة لمصالح خاصة ورغبة في تشويه مسيرته مع فريقه الأم ولكنه لم يتأثر به لأنه لا يمكنه أن يتنكر للجمعية التي منحته فرصة ليكون لاعبا ومدربا كبيرا. لا خوف على الفريق، هكذا تحدث الدريدي في ختام مداخلته عن مستقبل فريقه فأوضح بأن أداء المجموعة يتطور من مباراة إلى أخرى وأن القادم سيكون أفضل باكتمال جاهزية المنتدبين الجدد وتطور آليات اللعب بين عناصر الفريق التي تحتاج بعضا من الوقت لتستعيد عافيتها. الدريدي أكد أيضا بأن الفريق خسر في الصائفة الماضية ثمانية من عناصره الأساسية وهو ما أثر على توازن الفريق الذي لا يزال يعاني من العقم الهجومي مشيرا إلى أن الهيئة المديرة القادمة مطالبة بالاقتراب أكثر من اللاعبين وتسوية ملف مستحقاتهم المالية لأن أداء البعض منهم تأثر كثيرا بسبب هذا الإشكال. الجنرال أكد في النهاية بأنه ليس قلقا على مستقبل الفريق متمنيا في الان ذاته أن يلتف الجميع وراء فريقهم وأن يتجنبوا الانقسام والتصادم والذي يعد المشكل الرئيسي والسبب في ابتعاد «البقلاوة» عن مكانها الطبيعي.