يبدو أن البعض من أبناء الملعب التونسي باتوا ينتشون بأزمات ناديهم، حتى أنهم باتوا يرفضون بصفة قطعية كل المحاولات الباحثة عن إعادة أمجاد فريق «البايات»، بل إنهم صاروا يتنافسون على التنكيل بما تبقى من جسد «البقلاوة» الذي أنهكته صراعات أبنائه من أجل مناصب لا تغني ولا تسمن من جوع. الكل انتظر موعد الثلاثاء الماضي لاختيار رئيس جديد يخلف أنور الحداد الذي قدم كل ما لديه في السنتين الماضيتين ونجح في المحافظة على موقع الفريق بين الكبار رغم دقة وصعوبة المرحلة التي مر بها الفريق، ولكن الأمور عادت إلى نقطة الصفر بما أن طعنا جديدا من قبل قائمة أحمد الصالحي دفع هيئة التحكيم الرياضي إلى تأجيل الجلسة تماما كما فعلت في وقت سابق بعد أن طعن عشرة من أصحاب الانخراطات في سلامة إجراءات جلسة 10 جويلية. تأجيل جديد ضاعف من كثافة الغيوم التي تلبد سماء باردو في ظل حالة الوحدة التي يعيشها الإطار الفني واللاعبين بعد أن جمدت هيئة الحداد أو ما تبقى منها نشاطها في انتظار تحديد هيئة وقتية لتصريف الأعمال في حال ما حصل الإجماع على مكوناتها طبعا. مشاعر الحيرة والخوف تنتاب اللاعبين وهذا أمر مفهوم بما أنهم لم يجدوا طرفا مسؤولا يطمئنهم على مستحقاتهم المالية ولولا جهود المدرب لسعد الدريدي ومرافق الفريق عادل بوعلاق لآلت الأمور إلى ما لا يحمد عقباه وهي مرشحة للسير نحو المجهول في حال لم تصح ضمائر كل الستادستية وما لم يتركوا خلفهم مصالحهم الشخصية الضيقة ويقفوا وقفة رجل واحد حول هذا الصرح الكروي الكبير. مساع لرأب الصدع عندما تصل الأمور إلى نقطة اللاعودة وعندما تقف «الزنقة بالهارب» يتدخل جمهور «البقلاوة» الوفي والذي لم يعد يطيق صبرا أمام الانتهاكات الكبيرة في حق فريقه، حيث فرض الأحباء ضغطا كبيرا على المسؤولين ورجالات الفريق الذين سعى بعضهم إلى حلحلة سلمية للأزمة الجديدة من خلال محاولة إقناع أحمد الصالحي بسحب الطعن الذي تقدم به والجلوس إلى طاولة حوار يتم بعدها التوصل إلى حل توافقي لا يجوع معه المتنافسون ولا تشتكي منه «البقلاوة» التي بدأت تفقد حلاوتها يوما بعد آخر. الأخبار في هذا الصدد متضاربة حيث أشار البعض إلى إمكانية سحب الصالحي لترشحه وانخراطه في دعم منافسه محمد غازي بن تونس الذي تم إقناعه عن العدول عن فكرة الانسحاب. أقوال يتمنى جمهور الملعب التونسي أن تتحول سريعا إلى أفعال حتى لا يخسر الفريق مزيدا من الوقت. ال«كناس» تدخل على الخط إلى جانب محاولات التوافق التي يقودها أبناء النادي، دخلت هيئة التحكيم الرياضي ال»كناس» على الخط، ففي مكالمة هاتفية جمعت بعد ظهر أمس رئيسها حبيب القرامي برئيس الملعب التونسي أنور الحداد تم الاتفاق على دراسة طعن الصالحي غدا الجمعة واتخاذ القرار بشأنها كما تم الاتفاق على أن تتولى هيئة التحكيم الرياضي تعيين الموعد الجديد للجلسة العامة الانتخابية والذي سيكون مبدئيا يوم الاثنين القادم بقائمتين في حال قررت الهيئة عدم إسقاط قائمة الصالحي وبقائمة وحيدة في حال أيدت ما ذهبت إليه اللجنة المستقلة للانتخابات. وبذلك تخلت هيئة الحداد عن فكرة تجميد النشاط وعن تشكيل لجنة وقتية لتصريف الأعمال لتواصل المهمة إلى غاية موعد الجلسة.