الإنطلاق في تكوين لجان جهوية لمتابعة تنفيذ برنامج الشركات الأهلية    عميد المحامين يدعو وزارة العدل الى الالتزام بتعهداتها وتفعيل إجراءات التقاضي الالكتروني وتوفير ضمانات النفاذ الى العدالة    جمعية "ياسين" لذوي الاحتياجات الخصوصية تنظم برنامجا ترفيهيا خلال العطلة الصيفية لفائدة 20 شابا من المصابين بطيف التوحد    وزير السياحة: 80 رحلة بحرية أي قرابة 220 ألف سائح اختاروا الوجهة التونسية في انتعاشة لهذه السياحة ذات القيمة المضافة العالية    اختتام الصالون الدولي 14 للفلاحة البيولوجيّة والصناعات الغذائية    الدورة الثانية من "معرض بنزرت للفلاحة "تستقطب اكثر من 5 الاف زائر.    بودربالة يجدد التأكيد على موقف تونس الثابث من القضية الفلسطينية خلال مؤتمر رابطة برلمانيون من اجل القدس باسطنبول    الكشف عن مقترح إسرائيلي جديد لصفقة مع "حماس"    بطولة انقلترا - غالاغر يمنح تشيلسي التعادل 2-2 أمام أستون فيلا    بطولة ايطاليا : تعادل ابيض بين جوفنتوس وميلان    2024 اريانة: الدورة الرابعة لمهرجان المناهل التراثية بالمنيهلة من 1 إلى 4 ماي    انطلاق فعاليات الدورة السادسة لمهرجان قابس سينما فن    المدرسة الابتدائية سيدي احمد زروق: الدور النهائي للانتاج الكتابي لسنوات الخامسة والسادسة ابتدائي.    القلعة الكبرى: اختتام "ملتقى أحباء الكاريكاتور"    الكاف: قاعة الكوفيد ملقاة على الطريق    سوسة: وفاة طالبتين اختناقا بالغاز    استغلال منظومة المواعيد عن بعد بين مستشفى قبلي ومستشفى الهادي شاكر بصفاقس    بطولة مدريد للتنس : الكشف عن موعد مباراة أنس جابر و أوستابينكو    تعزيز جديد في صفوف الأهلي المصري خلال مواجهة الترجي    طبرقة: المؤتمر الدولي لعلوم الرياضة في دورته التاسعة    جدل حول شراء أضحية العيد..منظمة إرشاد المستهلك توضح    اليوم.. انقطاع الكهرباء بمناطق في هذه الولايات    عاجل/ الرصد الجوي يحذر في نشرة خاصة..    كلاسيكو النجم والإفريقي: التشكيلتان المحتملتان    عاجل/ مذكرات توقيف دولية تطال نتنياهو وقيادات إسرائيلية..نقاش وقلق كبير..    فضيحة/ تحقيق يهز صناعة المياه.. قوارير شركة شهيرة ملوثة "بالبراز"..!!    اكتشاف أحد أقدم النجوم خارج مجرة درب التبانة    بمشاركة ليبية.. افتتاح مهرجان الشعر والفروسية بتطاوين    ليبيا ضمن أخطر دول العالم لسنة 2024    كلوب يعلق على المشادة الكلامية مع محمد صلاح    إمضاء اتفاقية توأمة في مجال التراث بين تونس وإيطاليا    بن عروس: انتفاع قرابة 200 شخص بالمحمدية بخدمات قافلة طبيّة متعددة الاختصاصات    سوسة: القبض على 5 أشخاص يشتبه في ارتكابهم جريمة قتل    برنامج الدورة 28 لأيام الابداع الادبي بزغوان    بن عروس: حجز 214 كلغ من اللحوم الحمراء غير مطابقة لشروط النقل والحفظ والسلامة الصحية    في اليوم العالمي للفلسفة..مدينة الثقافة تحتضن ندوة بعنوان "نحو تفكرٍ فلسفي عربي جديد"    بن عروس: حجز 214 كلغ من اللحوم الحمراء غير مطابقة لشروط حفظ الصحّة    اعتماد خطة عمل مشتركة تونسية بريطانية في مجال التعليم العالي    الإتحاد العام لطلبة تونس يدعو مناضليه إلى تنظيم تظاهرات تضامنا مع الشعب الفلسطيني    القطب المالي ينظر في اكبر ملف تحيل على البنوك وهذه التفاصيل ..    8 شهداء وعشرات الجرحى في قصف لقوات الاحتلال على النصيرات    البطولة الوطنية: النقل التلفزي لمباريات الجولتين الخامسة و السادسة من مرحلة التتويج على قناة الكأس القطرية    مدنين: وزير الصحة يؤكد دعم الوزارة لبرامج التّكوين والعلاج والوقاية من الاعتلالات القلبية    طقس السبت: ضباب محلي ودواوير رملية بهذه المناطق    القواعد الخمس التي اعتمدُها …فتحي الجموسي    السيناتورة الإيطالية ستيفانيا كراكسي تزور تونس الأسبوع القادم    طقس اللّيلة: الحرارة تصل 20 درجة مع ظهور ضباب محلي بهذه المناطق    وزير الفلاحة: "القطيع متاعنا تعب" [فيديو]    بنسبة خيالية.. السودان تتصدر الدول العربية من حيث ارتفاع نسبة التصخم !    تألق تونسي جديد في مجال البحث العلمي في اختصاص أمراض وجراحة الأذن والحنجرة والرّقبة    منوبة: تفكيك شبكة دعارة والإحتفاظ ب5 فتيات    مقتل 13 شخصا وإصابة 354 آخرين في حوادث مختلفة خلال ال 24 ساعة الأخيرة    عميرة يؤكّد تواصل نقص الأدوية في الصيدليات    خطبة الجمعة .. أخطار التحرش والاغتصاب على الفرد والمجتمع    منبر الجمعة .. التراحم أمر رباني... من أجل التضامن الإنساني    أولا وأخيرا...هم أزرق غامق    انطلاق أشغال بعثة اقتصادية تقودها كونكت في معرض "اكسبو نواكشوط للبناء والأشغال العامة"    ألفة يوسف : إن غدا لناظره قريب...والعدل أساس العمران...وقد خاب من حمل ظلما    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رضا الجوّادي ل«التونسية»:أشتمّ رائحة مؤامرة على الأيمّة
نشر في التونسية يوم 26 - 10 - 2015


تصفية حسابات وراء عزل أيمّة انتصروا للثّورة
هيبة الدولة لا تعني تحويل الأيمّة إلى أبواق دعاية للسّلطة
كلّ التّهم الموجّهة لي افتراء
حاوره: فتحي بوجناح
هو رجل اثار الكثير من الجدل حتى أصبح أشهر من نار على علم, اعتلى منبر جامع اللخمي بصفاقس منذ أيام الثورة فخرجت خطبه عن السياق التقليدي الذي يدور حول أحكام الصلاة والوضوء والنصح والإرشاد وطالت الشأن العام ومواضيع الساعة فكان له تبعا لذلك مؤيدون ومناصرون يرون أن خطبه تقترب من وجدانهم وانّ للإسلام كلمة في حياة الناس باعتباره دين دنيا وآخرة.. وكان له أيضا مناوئون ومعارضون يرون انه اقحم المقدّس في متاهات الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية... طالته الكثير من الاتهامات ولكن أنصاره لم يتخلّوا عنه ويرون ان أطرافا حاقدة عليه استهدفته واطاحت به من منبر الخطابة بشكل تعسفي... انه الشيخ رضا الجوادي الإمام الخطيب لجامع اللخمي بصفاقس المعزول والذي تعطلت بسبب عزله صلاة الجمعة بالجامع المذكور لأسبوعين في ظل احتقان شديد وإيقافات في صفوف عدد من المصلين....
لمعرفة أكثر ما يمكن عن هذا الرجل وتقييمه للواقع الحالي وتطور الأحداث منذ عزله كان ل«التونسية» معه مساء أوّل أمس لقاء تواصل إلى ساعة متأخرة وخرجت على إثره بالحوار التالي:
في البداية «سي رضا» كثيرون لا يعرفون عنك سوى أنّك خطيب جامع اللخمي بصفاقس، فماذا يمكن ان نعرف أكثر عنك؟
أنا رضا الجوادي من مواليد 1964 أب لثلاثة أطفال وأنا أستاذ أول مميز في التربية والتفكير الإسلامي متحصل على ماجستير في العلوم الشرعية من جامعة الزيتونة والإجازة في العلوم الإسلامية من نفس الجامعة سنة 1987 وقبلها تحصلت على باكالوريا آداب سنة 1983 من معهد 15 نوفمبر بصفاقس... لي خبرة في التدريس تمتد إلى 25 سنة وأنا ناشط في عدة جمعيات ومنظمات منها أنّني عضو الهيئة التأسيسية بالمنظمة التونسية للشغل وعضو الهيئة القانونية والشرعية بنفس المنظمة وكذلك الكاتب العام المساعد للمجلس النقابي الوطني للأيمة وإطارات المساجد وعضو مؤسس لجمعية الخطابة والعلوم الشرعية ورئيس جمعية اللخمي الخيرية للتنمية ولي عدة مؤلفات مدرسية وكتب موازية في التعليم وفي الثقافة الإسلامية كما أنني متحصل على عدة شهائد في التنمية البشرية والبرمجة اللغوية العصبية ومشارك في عدة تربصات بيداغوجية وأنشطة ثقافية جهوية ووطنية وكنت من مؤسسي أوّل نقابة تلمذية سنة 1981 وكنت ممثلا لجميع تلاميذ معهد 15 نوفمبر بصفاقس في مجلس التأديب لسنتين متتاليتين.
اذن نفهم انه كان لك هوس مبكر بالحراك الاجتماعي والثقافي والنقابي ؟
نعم كنت عنصرا فاعلا في عديد الأنشطة الثقافية والكشفية وفترة حراك النقابة التلمذية 1981 وما بعدها وكانت لي أنشطة دعوية وثقافية ولكنّي في كل تلك الفترات وإلى حد يوم الناس لم أنتم إلى أيّ حزب سياسي فأنا أحب الدين وانتصر للحياة الإسلامية لا أكثر ولا أقلّ.
كيف دخلت عالم الخطابة والتدريس بالمساجد؟
كان ذلك في سن مبكرة حيث كان عمري 13 سنة لما ألقيت أوّل درس للعموم وكانت أكثر دروسي بجامع الصافي بطريق الافران كلم 1 بصفاقس وبدأت الخطابة في سن مبكرة كمعوض للإمام المكلف سي الحبيب كريشان وكنت حينها طالبا بالجامعة ثم تم تكليفي بصفة رسمية بالخطابة بجامع أبو بكر الصديق لمدة 3 سنوات عزلت اثرها سنة 1991 في عهد بن علي لأنني رفضت الخطب المسقطة من الوزارة والتي كانت مسيسة تتحدث عن انجازات 7 نوفمبر والرئيس المخلوع.
عزلك كان مباشرة بعد عودتك من فريضة الحج كما حصل لك هذه المرّة؟
بالفعل بعد عودتي من الحج سنة 1991 تم عزلي من الخطابة بجامع أبو بكر الصديق وبقيت ممنوعا من التدريس 20 سنة إلى أن قامت الثورة حيث طلب مني أهالي صفاقس ان اؤمهم بجامع اللخمي وقبلت ذلك شريطة ان يوافق الامام الخطيب السيد عبد المجيد حاج قاسم الذي كان متغيبا أيام الثورة بسبب المرض.
ولكن البعض تحدث عن اعتلائك منبر جامع اللخمي بالقوة واستغلال أوضاع البلاد بعد الثورة لعزل الإمام الخطيب سي عبد المجيد حاج قاسم ؟
هذا محض افتراء فأنا لم أصعد على المنبر إلاّ بعد استئذان الإمام السابق الشيخ عبد المجيد حاج قاسم والذي بارك امامتي للجامع ودعا لي بالتوفيق وقمت بواجبي بعد ذلك وكرمناه أمام المصلين حيث قدمنا له شهادة تقدير واحترام باسم رواد الجامع مع هدية رمزية إثر إلقائه كلمة طيبة أمام المصلين في الجامع قبل صلاة الجمعة ختمها بالدعاء للجميع بالتوفيق والسداد.
تمّ اتهامك بأنّك حوّلت منبر جامع اللخمي إلى منبر سياسي والدعاية الحزبية ؟
هذه اتهامات باطلة ومغرضة هدفها إبقاء المساجد في حالة غير مرضية كما كان قبل الثورة حيث تتمحور الخطب والدروس حول بعض الطقوس التعبدية مثل الصلاة والوضوء والحج دون التعمق في الأبعاد الاجتماعية والحضارية لديننا الإسلامي الحنيف.
والخطاب المسجدي بعد الثورة تحرر الى حد كبير من توجيهات الحزب الحاكم والسلط المحلية والجهوية التي تريد توظيف الخطاب الديني سياسيا وهذا ما لم يرض من تربى على المنظومة السابقة حيث كان يراد للامام ان يبقى بوق دعاية للحزب الحاكم وألاّ يلامس واقع حياة الناس وهذا يرجع الى ما ارسته فرنسا من افكار علمانية متطرفة تفصل الدين عن السياسة.
أليس في كلامك ضرب لمبدإ تحييد المساجد الذي يكاد ينادي به الجميع ؟
تحييد المساجد مفهوم يحتمل معنيين، معنى مقبول وآخر مرفوض: فأمّا المعنى المقبول فهو تحييد المساجد عن الدعاية الحزبية والمصالح الشخصية وهذا اضافة الى انه فصل دستوري (الفصل السادس) فإنه مبدأ إسلامي حيث قال الله تعالى «وان المساجد لله فلا تدعوا مع الله احدا » ونحن كأيمّة ملتزمون بهذا المعنى وما يتم اتهامنا به غير صحيح والبيّنة على من ادعى.
واما المعنى المرفوض فهو تحييد المساجد عن الشأن العام وقضايا الناس الحياتية والاجتماعية لأن الإسلام دين شامل لكافة جوانب الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية ومن الادلة على ذلك قوله تعالى «ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء» فالقرآن موضح لكل شيء في الحياة والفصل السادس من الدستور يمنع الدعاية الحزبية في المساجد ولا يمنع تناول الشأن العام ومن يتوهم فصل الإسلام عن السياسة فإنه متأثر بأطروحات الغربيين الذين تناولوا المسألة في علاقة الكنيسة بالحكم فترة القرون الوسطى بالخصوص.
ولكن يا شيخ السياسة تفرّق في حين أن الدين يوحّد والمفروض أن يكون الإمام عنصرا موحدا وداعيا إلى الخير؟
التوحد والدعوة الى الخير واجب العمل من أجلهما وهناك فرق بين الحديث في السياسة وبين العمل السياسي لأن العمل السياسي قريب جدا من التحزب.. امّا الحديث في السياسة فهو معالجة مشاكل الناس من منظور إسلامي وخطبة الجمعة ليست درسا فقهيا وانما هي مؤتمر سياسي أسبوعي يطرح فيه الإمام قضايا الساعة لمعالجتها وفي القرآن الكريم سورة اسمها الشورى التي هي نقيض الاستبداد فعندما يتحدث الإمام عن وجوب الشورى فهو بالضرورة يرفض الاستبداد وهذا أمر سياسي والذين ينزعجون من الحديث على المنبر في مسائل العدل والشورى والحرية والمساواة والعمل وغير ذلك من القضايا السياسية والاجتماعية فإمّا انهم ضحايا خطاب ديني تقليدي بعيد عن الواقع تم تكريسه طويلا في عهد سياسة تجفيف منابع التدين وإمّا أنّهم يرفضون ان يكون للإسلام دور فاعل في الحياة كما يرفضون ان يكون المسجد محور الحياة الاجتماعية للمسلمين.
ولكن ما ترفضه أنت يرى آخرون أنّه «الاسلام التونسي المعتدل» ؟
أولا ليس هناك اسلام تونسي واسلام موريتاني أو خليجي. فالإسلام هو دين الله ومرجعيته القرآن والسنة النبوية الشريفة وعلماؤه السنة محترمون في كافة أنحاء العالم والإسلام لا يكون الا وسطيا كما قال تعالى في محكم كتابه الكريم «وكذلك جعلناكم أمة وسطا» لكن للأسف هناك من يريد أن يفسّر الإسلام وفق شهواته وأحلامه وهذا تحريف للدين ورفض للعبودية الصادقة لله تعالى وبعض المشايخ ليس لهم من المشيخة الا الجبة والعمامة وقد رأيناهم في العهدين البائدين يبررون الظلم والقمع والفساد والاضطهاد ويدافعون عن السلطان الجائر ولا يبلغون ما امر به الله ورسوله وكثير من هؤلاء ليسوا من أهل الاختصاص وأهم مقياس لتنصيبهم هو مدى ولائهم للسلطة وللأسف بدا كثير من هؤلاء يعودون للتموقع من جديد في المساجد واعتلاء المنابر بدعم من الوزير الحالي للشؤون الدينية ومن الطبيعي ان يكون هؤلاء ضدّ الأيمّة الذين انتصروا للثورة وقاوموا الظلم وصدعوا بالحق.
ولكنّكم متهمون بالانتصار للسلطة التي أفرزتها انتخابات 2011 ووقفتم الى جانبها في انتخابات 2014 بشقيها التشريعي والرئاسي ؟
أولا أنا شخصيا اعتليت منبر جامع اللخمي قبل انتخابات 2011 التي افرزت ائتلاف «الترويكا» وثانيا لم ندع ابدا في المسجد إلى أي حزب ونعتبر من فعل ذلك خيانة لاستقلالية بيوت الله عن الدعاية الحزبية وما يدعيه البعض في هذا الشأن من اننا ناصرنا أحزابا بعينها لا أساس له من الصحة ونتحدى كل من يدعي ذلك ان يأتينا بالبرهان الساطع والدليل القاطع ولن يجدوه لأنه لا يوجد أصلا.
ولكن يا شيخ رضا نرى في خطبك انتقادات لبعض التيارات السياسية غير ذات المرجعية الإسلامية كاليساريين والتجمعيين ؟
بالنسبة إلى التيارات السياسية العديدة لم نسم أي شخص بالاسم ونفرق بين «التجمّع» والتجمعيين، فالتجمع حزب يرمز إلى المنظومة القديمة الاستبدادية وثار عليه كل الشعب ونتذكر جميعنا شعار « RCD DEGAGE» وهو حزب تم حله قضائيا بحكم المحكمة وليس عيبا ان يكون الإمام مع اختيارات الشعب وحكم القضاء ومساندا للثورة.
أمّا التجمّعيون كأفراد فليس لنا معهم أيّة مشكلة ولم نسمّ ايا منهم في المساجد ودعونا الى عدم التعرض بالعنف أو الايذاء لأيّ فرد من التجمعيين الا في إطار القانون والقضاء والحمد لله بسبب توصياتنا كأيمّة وبسبب سلمية هذا الشعب في جهة صفاقس مثلا لم نعلم بأيّ اعتداء على أيّ تجمعي حتى أيام الانفلات في الفترة الأولى بعد الثورة.
وبالنسبة للتيارات اليسارية والقومية ؟
لم نذكر أيّة جهة أو حزب بالاسم في المسجد وإنمّا نناقش المسائل فكريا من خلال القرآن والسنة وأطروحات هذه التيارات ليست مقدسة أو محصنة ضدّ النقد أو المناقشة وما يتم ادعاؤه بأنّ الأيمّة يكفرون على المنابر مخالفيهم في الرأي وأهدروا دماءهم غير صحيح بل هي من التهم العديدة الملفقة والأكاذيب الكثيرة التي يتعمد الكثيرون ترويجها.
انتقاداتكم طالت الإعلاميين ومرارا وصفتموهم ب«إعلام العار»؟
لم ننتقد كل الاعلاميين لأن التعميم ظلم بل نحن انتقدنا بعض إعلاميي العار والفتنة الذين احترفوا الكذب والتدجيل والتزوير ونشر الإشاعات الباطلة وتحريف التصريحات وترويج الأخبار الزائفة وفبركة الفيديوهات وأمثال هؤلاء خرجوا عن مهمتهم المحايدة واصطفوا اصطفافات واضحة حزبية وايديولوجية ومصلحية انتهازية مع احترامنا الكبير للاعلاميين الشرفاء.
ممّا يعاب عليك ايضا توجيه انتقادات لاذعة لمنظمة عريقة ذات تاريخ نضالي وطني ونقابي كبير مثل الاتحاد العام التونسي للشغل ؟
لا يشك عاقل في نضالية اتحاد الشغل وفي دوره الكبير في نصرة حرية البلاد واستقلالها والمناضلان فرحات حشاد والشيخ فاضل بن عاشور رحمهما الله تعالى هما من رموز هذا الوطن وأنا أتشرّف بكوني من قدماء منخرطي هذه المنظمة العتيدة لكن ممارسات بعض قيادييها الحاليين والذين لهم أجندات سياسية وحزبية وايديولوجية اختطفت بها قرار المنظمة التي هي بالاساس لا تفرق بين منخرطيها على أساس الانتماءات والولاءات وهذه الممارسات هي التي كانت محل انتقادي وانتقاد كثير من زملائي الأيمّة ومن كل الفئات الاجتماعية ومن التهم المضحكة التي توجه لي في هذا الصدد الزعم بأنني كفرت قيادات اتحاد الشغل وهذا محض افتراء وكذب صريح واتحدى كل من يصر عليه ان يأتينا بدليل واحد يثبت زعمه.
لكن تأسيس المنظمة التونسية للشغل كان فيه استهداف لاتحاد الشغل من خلال استمالة بعض قواعده النقابية؟
التعددية النقابية حق مكفول في الدستور وفي القوانين الدولية ومن حقنا في المنظمة التونسية للشغل ان نؤسس لعمل نقابي وفق رؤية تختلف عن غيرنا والتنافس الشريف في الميدان ليس اعتداء على أحد بل هو إثراء للمشهد النقابي الوطني.
اتهامات أخرى لكم بالتغرير بالشباب وتشجيعهم على السفر إلى سوريا للجهاد ؟
هذه تهمة أخرى باطلة عجيبة وغريبة لأنها لو كانت صحيحة لتم إيقافي منذ مدة طويلة ومن أكبر الأدلة على انها غير صحيحة انه لم يعطنا المدعون باطلا أيّ دليل يثبت زعمهم وهم لن يجدوا أيّ دليل لأن الأمر كله افتراء وكذب.
بعض المحامين بصفاقس رفعوا عليك قبل مدة قضية في اعتلاء منبر جامع اللخمي من دون تكليف؟
هما في الأصل تهمتان لا واحدة: فأمّا الأولى فتتعلق بما ذكرت والثانية بالدعوة إلى الاقتتال الداخلي وردي بخصوص التهمة الأولى انها تلفيق وادعاء بالباطل لأن قرار تكليفي بإمامة جامع اللخمي تسلمته قبل تاريخ تقديم تلك الشكاية بحوالي السنة أمّا التهمة الثانية فهي مردودة على أصحابها لأنهم لا يملكون دليلا واحدا عليها واقاموها بناء على تأويلات خاطئة لجزء من كلامي في خطبة أخرجوه عن سياقه وحملوه ما لا يحتمل من المعاني البغيضة.
وبالنسبة لرخامة جامع اللخمي أو سيدي اللخمي ؟
هذه إحدى مضحكات وزير الشؤون الدينية عثمان بطيخ الذي أرسل لي استجوابا كتابيا يعيب علي فيه تغيير اسم الجامع من جامع سيدي اللخمي إلى جامع اللخمي وتبديل الرخامة أعلى الباب بالاسم الجديد وقد رددت على الوزير بأن اسم الجامع منذ بنائه وفي الوثائق الرسمية للوزارة هو جامع اللخمي والرخامة المكتوب عليها جامع اللخمي موجودة هناك منذ ما قبل الثورة ولم أغير شيئا وليس لي أيّة مشكلة مع كلمة سيدي اللخمي فالإمام اللخمي رحمه الله سيدي واعتز به وبكل علماء الأمة.
ولعلمك ليست هذه أوّل تهمة وجّهها لي الوزير عثمان بطيخ بل سبق ان اتهمني في لقاء تلفزي بأنني تكفيري واستدل على ذلك بأنني أخرج في المظاهرات وأقول «اللّه اكبر» وهذه مهزلة أصبح الجميع يتندرون بها وهو ما يقيم الدليل على انني مستهدف من قبل حتى ان يجدوا لي أيّ دليل على قيامي بأيّة مخالفة.
وماذا عن قيامك بنشاط نقابي داخل الجامع ؟
هذا آخر ما ادعاه الوزير بطيخ حيث علل قرار انهاء تكليفي بأنني عقدت اجتماعا نقابيا بجامع اللخمي تحت غطاء ديني والحقيقة انني لم أعقد أي اجتماع ولا أيّ نشاط نقابي بأيّ بيت من بيوت الله تحت غطاء ديني أو غير ديني وما توهم الوزير انه اجتماع نقابي هو في الأصل والحقيقة مسامرة دينية بين صلاتي المغرب والعشاء جرت العادة ان تجتمع لها مجموعة من الأيمّة المكلفين من الوزارة يلقون خلالها كلمات لجمهور المصلين.
ولكنك استقبلت بجامع اللخمي دعاة متشددين ؟
أوّلا قبل الثورة كان الشعب التونسي المسلم محروما من التواصل مع علماء الاسلام في أنحاء العالم وبعد الثورة أنعم الله علينا بحرية سمحت لنا بأن نجتهد من أجل التواصل مع هؤلاء العلماء فاستضفنا بعضهم من باب تبادل الخبرات وتلاقح العلم والثقافة ومن يصنفه البعض متشددا قد لا يكون كذلك لأن بعض التصنيفات روجها إعلاميون وسياسيون لهم خلفياتهم الايديولوجية أو الحزبية التي ترفض تواصل الشعب مع علماء مسلمين ومع ذلك فكل عالم استضفناه كنا نقدمه على أساس انه غير مقدس وانما هو عالم يؤخذ منه ويرد وما وافق من كلامه القرآن والسنة نقبله وما خالف نرفضه.
ولكنهم وهابيون حسب رأي المنتقدين ؟
غير صحيح لأن الوهابية التي نسمع عنها اليوم ليست مذهبا ولا فرقة ولا طائفة ولا دينا وانما تدخل ضمن التصنيفات السياسوية التي يرمي بها الخصم لعزله وتشويهه والتخويف منه ولو سألنا أغلب من يلوكون كلمة الوهابية عن ما معناها لما قدروا على الإجابة.
وأمّا بالنسبة للدعاة والعلماء الذين استضفناهم فإننا لم نختر ان يكونوا من مدرسة واحدة أو من جهة فقط بل زارنا متخصصون في العلوم الشرعية والاقتصاد والمالية والتنمية البشرية والإعلام.
طيب لنتحدث الآن عن موضوع الساعة وهو أحداث جامع اللخمي حيث تعطلت صلاة الجمعة به للأسبوع الثاني على التوالي مع بروز حالة من الاحتقان وتسجيل إيقافات ؟
نتألم كثيرا لما يقع في المساجد هذه الايام وندعو الله عز وجل ان يحفظ بلادنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن والمسؤول الأول عن هذه الاحداث المؤسفة هو القرارات الجائرة التي اتخذها وزير الشؤون الدينية عثمان بطيخ والمتمثلة في غلق عديد المساجد وعزل الكثير من الأيمّة الأكفاء وعلى رأسهم الدكتور نور الدين الخادمي القامة العلمية المشهورة في العالم ووزير الشؤون الدينية الاسبق وغيره من الأيمّة الفضلاء ونرى ان ما وقع هو في إطار تصفية حسابات سياسية وشخصية وانتقام من الأيمّة الذين انتصروا للثورة وساهموا في مقاومة الاستبداد والفساد كما كانوا حصنا منيعا في المجتمع ضد الارهاب والفوضى والغلو في فترات حرجة من الانفلات مرت بها البلاد وللأسف عوض تكريم هؤلاء الأيمّة على محافظتهم على السلم الاجتماعي ومساهمتهم في تحقيق الاستقرار يقع عزلهم اليوم بطريقة تعسفية صادمة فيها احتقار لإرادة المصلين وتجاوز للإجراءات الإدارية المعمول بها في تعيينهم وعزلهم وفيها أيضا خرق للدستور الذي يضمن حرية ممارسة الشعائر الدينية وقطع مع القهر والتسلط الحزبي على المساجد.
ومن المؤسف أن الوزير عثمان بطيخ تنكر لعهوده المتمثلة في الاتفاق الممضى بينه وبين الكاتب العام للمجلس النقابي الوطني للأيمّة وإطارات المساجد المنضوي تحت لواء المنظمة التونسية للشغل بتاريخ 15 أفريل 2015 وتحتوي هذه الاتفاقية على 8 بنود تنكر الوزير لأغلبها وذهب الى أبعد من ذلك حيث عزل الإمام الخطيب الذي أمضى معه هذه الاتفاقية وهذا يضرب الثقة المطلوبة بين الوزارة ومنظوريها.
متى ستنتهي هذه الأزمة وهل من حلّ قريب ؟
ندعو الله تعالى ان تنفرج الأزمة في القريب العاجل ونحمّل المسؤولية لوزير الشؤون الدينية الحالي الذي نزلت قراراته فوضى واحتقانا على جهة ظلت آمنة ليس فيها إرهاب ولا توترات وتشنجات خطيرة كالتي حصلت في بعض الجهات للأسف الشديد ونحمل أيضا مسؤولية ما يراد لهذا البلد من فتنة وفوضى إلى اليسار الاستئصالي الذي يحرض على المساجد والأيمّة وكل المظاهر الدينية ويبحث من خلال احداث الفوضى عن إعادة التموقع في الخارطة السياسية بطريقة تجعله في الصفوف الأولى بعد أن فشل في تقديم أي عمل بناء للبلاد قبل الثورة وبعدها يحقق له الجماهيرية التي يحلم بها.
والحل ؟
من أهم الحلول حسب تصوري التدخل العاجل الجريء الذي ننتظره من رئيس الحكومة حتى يزيل عنا هذه الغمة بفضل الله تعالى ويريحنا من عثمان بطيخ وقراراته الجائرة والفتن التي سببها وتدخل رئيس الحكومة بالطريقة التي ذكرت يعتبر انتصارا لإرادة الشعب واحتراما للدستور وللثورة.
يقال انكم لستم تحت سيطرة الدولة فما حقيقة موقفكم من الدولة ؟
هذا غير صحيح فنحن جزء من هذه الدولة وحريصون على سلامتها وامنها وازدهارها وكل تحركاتنا السابقة تمت في اطار القانون والسلمية ونرفض ان يكون اي واحد منا عنصر تخريب في هذه الدولة وفي هذه الامة وفي هذه الأرض لكن الدولة ليست هي الوزير بل الوزير خادم للدولة وللشعب والحكومة كلها جعلت لخدمة الشعب كل الشعب وتجسيد إرادته وليس قهره او قمعه وهيبة الدولة من هيبة شعبها فلا مجال للحديث عن هيبة الدولة عن طريق قمع الشعب وقهره وقرارات الوزير حتى تكون في خدمة الدولة يجب ان تكون في خدمة امن الشعب وسلمه وفي اطار احترام ارادته واختياراته ومن حق المصلين ان يختاروا امامهم الذي يرتضونه والوزير ليس وصيّا عليهم وانما هو في خدمتهم واما من يريد ان يجعل الأيمّة تحت سيطرة الحزب الحاكم تحت قناع الخضوع للدولة فإن ذلك يعتبر مغالطة كبرى والائمة ليسوا عبيدا لأحد الا لله عز وجل وحده.
سؤال أخير يتعلق بما يروج عن تمويلات ضخمة ومشبوهة للجمعية الخيرية التي تترأسها والجامع الذي اعتليت منبره؟
كثيرة هي التهم التي تتعلق بمسألة التمويل وحسبنا الله ونعم الوكيل وهي ابداع في الكذب والتلفيق لا يصدقه الا مبدعون في الغباء ومن ذلك ما يروجه بعض الحاقدين من ان جمعية اللخمي الخيرية للتنمية تلقت تمويلا من «الترويكا» ب 10 مليارات وهذا كذب سخيف ليس عليه اي دليل واتحدى كل من يتمسك به ان يأتينا بدليل واحد يثبت صحة مزاعمه وأجزم أن الجمعية لم تتلق ولو مليما واحدا من أيّة مؤسسة حكومية ولا من أيّة جهة أجنبية والحسابات مضبوطة ومفتوحة لكل هيئة رقابية تريد ان تتثبت من ذلك وكذلك حسابات جامع اللخمي المالية فهي ايضا مضبوطة ومنظمة ومفتوحة.
وهدى الله كل من افترى كذبا وساهم في صنع الإشاعة أو نشرها ونقول له اتق الله في اعراض الناس وسنلتقي يوم القيامة ليأخذ كل ذي حق حقه وأختم بالقول أنني اشتم رائحة التآمر من بعض الأطراف لأجل تكميم افواه الأيمّة الاكفاء والعودة الى مربع الاستبداد وقمع حرية ممارسة الشعائر الدينية عن طريق تلفيق التهم وشيطنة الأيمّة ومحاولة اظهارهم في صورة المنحرفين والخائنين والانتهازيين لينفض الناس من حولهم.
لكن الحمد لله ان الله فوق الجميع وعليم بذات الصدور وحبل الكذب قصير وحسبنا الله ونعم الوكيل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.