في اللّحظة الفارقة وعندما كان الجميع في مفترق انتظار فرحة لمسح دموع الألم كان النجم الساحلي مرّة أخرى على موعد مع التاريخ عندما توفّق أمس في اهداء تونس فرحة عارمة بلقبه الافريقي التاسع.. فرغم صعوبة المهمّة وقيمة المنافس الذي أحرج النجم في الشوط الثاني وحبس الأنفاس نجح نجم تونس في ترويض القراصنة وإجبارهم على الهزيمة فتلك حكاية خبرة وتجربة وإحساس عال بروح المسؤولية التي ميّزت كتيبة الجنرال فوزي البنزرتي بكل ما تحمله من ضغط وشدّ عصبي بما أنّ النجم الساحلي لم يكن ليدافع عن اسمه فحسب بل رفع التحدّي من أجل راية الوطن وخاصة في مثل هذا الظّرف عندما مسح فريق جوهرة الساحل دموع الحزن وعوّضها بدموع الفرح لتعيش مدينة سوسة وكل الجهات المحبّة للنجم الساحلي على إيقاع لقب افريقي مستحقّ وتنام تونس بأسرها ليلة أمس على فرحة عارمة ضاقت بتحمّلها شوارع جوهرة الساحل في اشارة إلى أن انتصار النّجم الساحلي له أكثر من بعد ورسالته كانت في العمق على أن تونس أقوى من كل المحاولات البائسة والجبانة لهزّ أركان واستقرار الخضراء. «البنزرتي» سعيد لفرحة تونس فوزي البنزرتي الذي أحرز أمس لقبه السادس عشر في مشواره التدريبي والثالث من نوعه على الصعيد الافريقي كان سعيدا ليس من أجل تتويجه مع النجم الساحلي والرجل قد سبق له أن أحرز بطولة وكأس وكأسين افريقيين وإنّما لتوفّق فريقه في إهداء الفرحة إلى كل التونسيين.. فوزي قالها في نهاية المباراة «سعادتي كبيرة لأننا أدخلنا الفرحة على قلوب التوانسة» ولا نظنّ أن الجنرال قالها من فراغ بقدرما هو واع بقيمة هذا الإنجاز وأهمية التوقيت الذي جاء فيه لينعش القلوب والأفئدة عندما ينجح فريق جوهرة الساحل في كسب الرّهان في وقت حمّله فيه الجميع المسؤوليّة وأيّة مسؤوليّة في ظرف إستثنائي كان خلاله النجم الساحلي مرّة أخرى في المستوى وزيادة. «فينال» الرجال اللقب الافريقي التاسع الذي أحرزه النجم الساحلي أمس كان ثمرة عمل ومكابدة ومغالبة للصعاب وانتصار على كل الأوجاع.. فكتيبة فوزي البنزرتي بكل مكوّناتها من أساسيّين واحتياطيّين كانت في مستوى المسؤولية ومن ورائهم إطار فني مشهود له بالكفاءة والمقدرة بقيادة المدرب فوزي البنزرتي وبمعيّة مساعديه رضا الجدّي وعماد بن يونس وثنائي الاعداد البدني ياسين بوعصيدة ومناف نابي والفريق الطبي بقيادة الدكتور فيصل الخشناوي وثنائي العلاج الطبيعي نضال هاشم وشهاب بوعلي وأخصّائي الاعداد الذهني الدكتور سهيل بنّور وحافظ الأثاث اللاعب السابق الحبيب بووزرة وجميع هؤلاء شكّلوا الكتلة الواحدة القويّة التي تضامنت وانسجمت وتكاملت في ما بينها لتنتج مثل هذه النجاحات. اطار تسيير.. قدير إلى جانب ما تقدّم من عوامل نجاح من أسسها مكوّنات صلبة وقويّة هناك إطار إداري يقوده بإقتدار رئيس الجمعية الدكتور رضا شرف الدين ويضمّ في صفوفه مسؤولين شبّان على غرار المدير التنفيذي حسين جنيّح والمدير الرياضي زياد الجزيري إضافة إلى لاعب أساسي آخر ما انفكّ يقوم بدور في غاية الدقّة والأهمية وهو الذي أول من يستيقظ وآخر من ينام وهو الحركي والنشيط محمد اللطيف الشهير بلقب «دودو» الذي يعيش كل التفاصيل والجزئيّات ولا تفوته لا شاردة ولا واردة ولا يهنأ له بال إلاّ بعد أن يضع كل شيء في نصابه بدقّة متناهية لذلك فإن محمد اللطيف من أبطال التتويج الافريقي حتّى وإن لم يظهر كثيرا في وسائل الإعلام لأن من يقترب من حضيرة النجم يقف على حقيقة الدور المهمّ لهذا الشاب الذي يتّقد حماسا وحيويّة. بطولة «البلبولي» الحارس الأمين والقائد المثالي للنجم الساحلي أيمن البلبولي الذي حطّم الرقم القياسي في التتويج بالألقاب القاريّة وكان خامسها أمس أمام القراصنة الجنوب افريقي في سجّله الشخصي أثبت فعلا أنه رجل المقابلات الكبرى عندما أحكم التصدي بمهارة عالية أعطت الأمان لمرمى النجم ووقوف البلبولي أمام كرة الدقيقة 89 من المباراة شكّل العلامة الفارقة التي أكدت المعدن النفيس لأيمن البلبولي الذي كان بحقّ بطل مباراة أمس مبرزا بأن الفريق الكبير يلزمه حارس كبير ومن يملك تسعة ألقاب تونسية وافريقية يستحقّ فعلا لقب الحارس الكبير الذي يعطي الكثير من الثقة والدعم المعنوي اللازم لزملائه. 16 مباراة و85 ساعة طيران رحلة طويلة وشاقّة عاشها النجم الساحلي قبل أن يبلغ المنى ويحقّق الرجاء بعد أن جاب القارّة بالطول والعرض وأمضى ما لا يقلّ عن 85 ساعة طيران بين الأرض والسماء عاش النجم الساحلي ثلاثة أيام و13 ساعة في الجوّ وقد لعب فريق جوهرة الساحل 16 مباراة انطلاقا من أنغولا وصولا إلى جنوب افريقيا فكانت الحصيلة تسعة انتصارات وخمسة تعادلات وثلاث هزائم سجّل خلالها نجم تونس 20 هدفا وقبل دفاعه 13 هدفا. لماذا تغيّب «المويهبي»؟ وضعية المهاجم يوسف المويهبي في النجم الساحلي تفاصيلها معلومة وبقرار إداري يتدرّب هذا اللاعب منذ مدّة مع فريق النّخبة وبعكس ما ذهب إليه البعض فإنه ليس هناك أيّ خلاف بين المويهبي والمدرّب فوزي البنزرتي وكل ما في الأمر أن القرار إداري ومع ذلك تردّد السؤال أمس في غمرة فرحة التتويج عن يوسف المويهبي لماذا لم يصعد يوسف مع زملائه على منصّة التتويج؟ لماذا لم يحصل على ميداليّة البطولة وهو الذي كانت له مساهمة في الإنجاز ووقع هدفين من الحصيلة التي حقّقها النجم على امتداد تسعة أشهر من السفر والتّعب ومغالبة الصعاب؟ منحة التتويج باللقب كشف مصدر مطّلع ل«التونسيّة» أن أبطال كأس الكنفدرالية سيحصلون في أعقاب هذا التتويج على منحة ماليّة في حدود 33 ألف دينار لكل لاعب موزّعة ما بين 15 مليونا منحة النهائي والبقية تتعلّق بمختلف مراحل التصفيات التمهيديّة ودوري المجموعات.. في المقابل سيحصل المدرّب فوزي البنزرتي على منحة خاصّة قدرها 100 ألف دينار مثلما هو منصوص عليه في العقد الذي يربطه بإدارة النجم الساحلي. بعد غد عودة التمارين عودة النجم الساحلي إلى أجواء التمارين تقرّرت أن تكون بعد غد الخميس حتى يتمكّن أبطال كأس الكنفدرالية من التمتّع براحة خاطفة تسمح لهم بإسترداد الأنفاس في أعقاب ماراطون من التمارين والتحضيرات أصابهم بإرهاق بدني وذهني شديد.. ما تجدر الإشارة إليه أن زملاء فرانك كوم سيعدون العدّة للموعدين المؤجّلين في سباق البطولة الوطنية ضد أولمبيك سيدي بوزيد والنادي الافريقي.