التونسية (جندوبة) مناطق الشمال الغربي ما تزال تحتل المراتب الأخيرة في قاطرة التنمية بالبلاد فلا تخلو عمادة واحدة من هذه المناطق الممتدة الأطراف من مظاهر الفقر والفاقة والخصاصة والحرمان والمساكن البدائية والأكواخ الخشبية وممّا عمّق معاناة سكان هذه المناطق الجبلية كثرة الانزلاقات الأرضية وقسوة المناخ وانخفاض درجات الحرارة شتاء ورداءة المسالك والطرقات ولم تتوقف مأساة الكثيرين منهم عند هذا الحد بل تعدتها إلى عدم توفر موارد الرزق وحتى لقمة العيش ووسائل التدفئة. «التونسية» كانت لها جولة في عدة مناطق جبلية نائية و متضررة من هذه الانزلاقات الأرضية التي بمجرد أن تلجها حتى تتراءى لك مظاهر الفقر من بعيد حيث تنتشر المنازل البدائية المسقفة بالزنك والأكواخ المبنية بالأعواد والقش وتبرز لك أسوء مظاهر الفقر والفاقة والحرمان ومن المفارقات العجيبة أن يعاني سكان هذه المناطق الفقر والعطش وانعدام موارد الرزق وتغلغل ظاهرة الفقر والاحتياج وارتفاع نسب الانقطاع المبكر ورداءة المسالك رغم ما تزخر به من موارد طبيعية هامة وأراضي سقوية خصبة لا يقع استغلالها محليا وقد لا تتوفر هذه الموارد بمناطق أخرى، ذلك هو حال العديد من المناطق الريفية والجبلية بجهات الشمال الغربي الاسوء حال بما فيها المناطق الحدودية كمنطقة عين سعيدة والرويعي وتاقمة التي يعصف بالعديد من سكانها العطش واستفحال البطالة التي أجبرت العديد من سكانها على النزوح وترك الديار والسعي إلى الاستقرار بالمدن بحثا عن الرزق وهذه المناطق ليست وحدها التي تعاني من الفقر والاحتياج فمنطقة بونيقة من عمادة وادي الزان التابعة لمعتمدية عين دراهم ليست بأحسن حال منها فهي منطقة متضررة من الانزلاقات الأرضية منذ سنة 2012 وتفتقر إلى ابسط موارد الرزق والى مسلك يفك العزلة عنها أما سكان منطقة البازدية الواقعة على مشارف مدينة عين دراهم فهاجس الخوف والرعب يعصف بهم كل ليلة كلما كثرت التساقطات تحسبا لاتساع رقعة الانزلاقات الأرضية وتفاقم الأضرار بمنازلهم التي تشققت جدرانها منذ أكثر من أربع سنوات وهم ينتظرون يدا تنقذهم من هذه الأخطار التي تحيط بهم من كل جانب