لم تفوّت جريدة «التونسية» الغرّاء الفرصة لتتفاعل بالكلمة والصّورة مع المدرسة الابتدائية «أولاد عامر» من دائرة التفقّد «حاجب العيون» التي تشرف عليها المتفقّدة والمربية الفاضلة «روضة العلاني» من زاوية مجال التنشيط الثقافي داخل الوسط المدرسي في أبعاده التربوية والإبداعية كميدان أصرّت على تفعيله وزارة التربية وتجاوب معها المربّون في أقسامهم وفي فضاءات وساحات مدارسهم تحت عنوان متوهّج يؤشر إلى أن طفل «تونس» مبدع على الدوام في كل المؤسسات التربوية مهما اختلف المكان.. بين المدن والقرى والأرياف طالما الوطن يزهر في عقل الناشئة ويلهمهم الفخر والحماسة والاعتزاز. من الماضي المجيد.. إلى الحاضر التليد قصد رسم صورة المستقبل الوضّاء. دليلنا في زيارتنا هذه ليس إلا المربي الفذ وصاحب المهمّات المزدوجة الأستاذ الفاضل السباعي باعتباره المساعد البيداغوجي لهذه الدائرة العريقة وهو الذي وهب الكثير من خبرته وتجربته كرجل تعليم يكتنز في جرابه ثلاثة عقود من العطاء والبذل في الشأن التربوي تزامنا مع العصر الذهبي للمدرسة التونسية ختمها أخيرا بنيل الاجازة في «علوم التربية» وماجستير «فلسفة» ومحطّتنا أرادها مضيفي في عمق المدرسة الريفية بصورتها الرومانسية والطبيعية الساحرة لا مكان فيها إلا لبراءة وعفويّة أطفال قادمين في عزم للنهل من المعارف والعلوم والتشبّع بالأخلاق السامية حيث حططنا الرحال بمدرسة «أولاد عامر» من خلال عرض مسرحي عنوانه «يعبق بحبّ الوطن» أثّثه تلاميذ السنة الخامسة تحت إشراف معلّمتهم «أروى بوعلاقي» التي أحالت فضاء قسمها إلى مسرح صغير يتوهّج حوارا وحركة وأداء ورقصا وشدوا وديورا ليتردّد الصدى مع شتّى الصور والمشاهد والمعلّقات واللافتات واللوحات التي وشّحت جدران القسم وهي ترجب بضيوف المدرسة خلال لقاء بيداغوجي يجمع شمل المربّين للتفاعل مع محامل تعلّميّة وبيداغوجية من خلال الفعل الابداعي ليصبح الدرس من الطفل وإليه يعود مكرّسا الحوار في أسمى أبعاده اللغوية والمعرفيّة تثمينا لمكتسباته في مجال اللغة العربية لقاء مجهود يشكر فيذكر أمّنته هذه المربية القادمة على مهل وقد وجدت الرعاية والتأطير والتوجيه والإرشاد من قبل الزستاذ «الفاضل السباعي» الذي أصرّ على خلق ديناميكية في مدارس الدائرة بالإثراء والتجديد والابتكار والعطاء لأنه لقاء غيرته على ميدان التعليم يدرك جيّدا أنه وكل الفاعلين في الحقل التربوي أمام مهمّة مركّبة تؤشر إلى المضيّ قدما في مشروع متجدّد ومتحوّل ومتوثّب للمنظومة التربوية ولعلّ هذه المدرسة الريفية الرائدة قد سارت خطوات حثيثة في التجديد وذلك بفضل اطارها الإداري والتربوي والبيداغوجي.. برافو لكل هؤلاء.. والشيء من مأتاه لا يستغرب.