"العجوزة" هازها الواد و تقول العام صابة" ، هذا أول ما يمكن أن نعلق به على تصريح الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل "عبد السلام جراد" فالانسلاخات على قدم و ساق في عديد المؤسسات و الجهات مثل القصرين التي بدأت تسقط رويدا رويدا في يد الجامعة العامة للشغل و زحف الأمين العام الحبيب قيزة" على هذه الجهة المناضلة و التي صمتت كثيرا على تهميشها.. و بدأ قيزة يركز على أرضها النقابات الأساسية التي نبتت "كالفقاع" و يجني ثمار هفوات القيادة النقابية التي يشهد لها التاريخ بوقوفها ضد انتفاضة الحوض المنجمي 2008 و تبرأها من قادة ثورة جانفي المجيدة. على غرار ما فعلت مع المناضل "عدنان الحاجي" و صحبه في الرديف. و مساندتها المطلقة لترشيح بن علي في الانتخابات و اجتماع الهيئة الإدارية بتاريخ 18/7/2009 خير دليل. و عوض أن يعترف جراد بأنه كان رسميا أكثر من اللزوم و أنه كثيرا ما شكر "بن علي" على وقفته مع "الشغالين"؟! و أن الوضع صعب نتيجة تلك السياسات التي قادت إلى "خراب البصرة" كما يقولون. صور جراد أن الوضع النقابي "تحت السيطرة"و أن الشغالين يدخلون في الاتحاد "أفواجا" و أكد أن الاتحاد سجل ارتفاعا في الانخراطات بلغ نسبة 35 بالمئة مع هبوب رياح "التعددية النقابية" من تصدق إذن؟ هل غنم الاتحاد شيئا من التعددية؟ و الحال أن المنخرطين الجدد انسلخوا من الاتحاد و اختاروا إحدى الضفتين. كيف لا نصدق أرقام الحبيب قيزة التي تتكلم عن نفسها دون ادعاء أو غرور. و الجامعة العامة للشغل تأتي على الأخضر و اليابس و هل نتغافل على أرقام اسماعيل السحباني و جامعة اتحاد عمال تونس التي تفرض لونها على حد تعبير معلقي كرة القدم، و من المسؤول على الهروب إلى التعددية النقابية. و ما نلاحظه أن هناك استخفافا بمغادرة قيادات نقابية للمنظمة و مؤامرة لإفراغها من محتواها النقابي.. و هذا أسلوب مرفوض لأن هذه المنظمة تصدت في 26 جانفي 1978 لمؤامرة خبيثة.. و قاومت طغيان المتغطرسين من أصحاب رأس المال على مر السنين... و دافعت عن العمال و البلاد و كانت منارة للدفاع عن مكاسب الطبقة الشغيلة منذ تأسيسها. و نعتقد أن كوارث الفصل 10، و إصرار النقابيين على الالتزام به يدفع بعض من القادة الحاليين للمنظمة إلى العبث بهذا الهيكل و تأديبه. و لم لا التخلي عنه حتى يقال من بعدي الطوفان. هل التعددية النقابية قدر؟ كانت فكرة التعددية في الثمانينات مستحسنة للخروج من فخ الشرفاء المنحازين للحكومة "محمد مزالي" أما طرحها اليوم فهو بمثابة شق صف الحركة النقابية في ظرف حساس و يفتح واجهة على هذه الثورة الغنية التي كنست "الجنرال" و الاستجابة لها لا يعني ترحيبا. أو مباركة و لكنها ردة فعل من قبل نقابيين ضاقوا ذرعا بتصرفات المركزية النقابية التي صنع أغلب أعضائها "اسماعيل السحباني" لكنهم تمردوا عليه بإيعاز من بن علي و الطرابلسية و كان أحدهم يفاخر أمام الملأ بأنه سيقصي جراد غير أن رياح الثورة جرت بما لا تشتهي السفن و كان لا بد للسحباني و قيزة من الثأر من رفاق الأمس. و هما يدركان أن القيادة النقابية غير قادرة اليوم على الاصداع بالحقيقة و الاعتراف بأنها أخطأت في حق البلاد و الشغالين. و أنها خدمت مصالحها و لم تتصور سيناريو هروب الطاغية و لم تنجز المهام التاريخية التي أوكلت إليها. و على سبيل الذكر لا الحصر "من فرط في نزل الشغالين بأميلكار" أين هي المشاريع التي بعثها الاتحاد. و هل يجوز الحديث عن استقلالية منظمة عتيدة في كل الأوقات؟ هذا الشعار لا يرفع الا في وجه المعارضة للتقرب من السلطة. و تأكيد الولاء. و البلاد ليست في حاجة إلى تعددية نقابية على الأقل قبل موعد 23 أكتوبر تاريخ الانتخابات خاصة و أن الاتحاد العام التونسي للشغل قادم على مؤتمر سينشر فيه الغسيل و تتم فيه المحاسبة. و بعدها لكل حادث حديث بعد خروج 9 أعضاء من الحرس القديم...