من الملفات الساخنة التي تطرح بقوة هذه الأيام في مدينة حاجب العيون موضوع القطاع الصحي الذي أصبح أكثر من أي وقت مضى يتطلب تدخلا عاجلا خاصة في ما يتعلق بتدعيم العنصر البشري وتوفير تجهيزات العمل الطبي بهذه الوحدة الإستشفائية في مدينة قفز عدد سكانها إلى أكثر من 45 ألف ساكن إلى جانب تقديم الخدمات الصحية لآلاف آخرين من جهات مجاورة على غرار "الروحية" من ولاية سليانة و " الأبيض " التابعة ترابيا إلي معتمدية جلمة من ولاية سيدي بوزيد. ولمزيد تسليط الأضواء حول هذا القطاع حققت " التونسية " في الموضوع ورصدت العديد من السلبيات لعل أبرزها النقص الواضح في الإطارين الطبي والشبه طبي حيث تِِؤكد المعطيات حول هذا القطاع عن توفر 7 أطباء قارين مع طبيبة أسنان وقرابة 60 إطارا شبه طبي يتوزعون بين ممرضين وممرضين مساعدين و 5 قوابل وذلك في مؤسسة تفتقر إلى نقص كبير في الموارد البشرية انطلاقا من قسم التوليد حيث يقع تحويل أغلبية الحالات المستعجلة إلى المستشفى الجهوي بالقيروان الشيء الذي يثقل كاهل إدارة المستشفى في التنقلات وذلك في ظل العدد المحدود من سيارات الإسعاف ( 4 سيارات منها ثلاث في حالة سيئة ), لذلك وجب تدعيم أسطول التنقل مع الملاحظة ان واحدة من القوابل الخمس تعمل بصفة منتظمة بمركز رعاية الأم والطفل أما عن قسم الأشعة فهو الآخر يشكو نقصا في موارده البشرية حيث يضم تقنيا ساميا مختص والضرورة الملحة تقتضي توفير عنصر جديد لتأمين الخدمات الليلية في قسم الأشعة مع ضرورة تجديد معدات هذا القسم. وفي ما يتعلق بطب الأسنان توجد طبيبة واحدة تعمل على امتداد كامل أيام الأسبوع أما الصيدلية فلا تتوفر فيها الأدوية المطلوبة و المطلوب تدعيم ميزانية الأدوية من قبل سلطة الإشراف. كذلك ضرورة تدعيم قسم الإستعجالي بموارد بشرية إضافية وذلك في غياب تجهيزات طبية ضرورية على غرار- cardio scopie - وهي آلة من شانها إنقاذ حياة الكثيرين من حوادث المرور التي تحصل دائما على الطريق الرئيسية عدد 3 مثلما حصل مؤخرا في الفاجعة التي جدت بهلاك 5 أشخاص دفعة واحدة, وذلك في ظل بعد مدينة حاجب العيون عن مركز ولاية القيروان (قرابة 70 كلم). وفي ما يتعلق بالطب العام والعيادات الخارجية فان معدل استقبال المرضى يوميا حسب آخر الإحصائيات يشير إلى بلوغ قرابة 120 مريضا يوميا لكل طبيب واحد لذلك وجب مزيد تدعيم الإطار الطبي بأطباء جدد مقيمين وذلك لمساندة عمل مراكز الصحة الأساسية خارج حدود المعتمدية والتي تشمل جهات "السرجة" و"الشواشي" و"أولاد الحاج" و "الدغيمة" و"أولاد عامر" و"لمناسة" و "عيثة النساء" و"الغويبة" و"المحطة" ومركز رعاية الأم والطفل وهي مراكز يتنقل إليها الإطار الطبي بصفة منتظمة مرة واحدة في الأسبوع باستثناء المراكز ذات الكثافة السكانية التي تتمتع بزيارة الأطباء مرتين في الأسبوع . و يتطلب الوضع الراهن بمستشفى حاجب العيون تدعيم مخبر التحاليل الذي يشكو هو الآخر نقصا في المختصين والمعدات التكنولوجية. و تبقى الخدمات المقدمة اليوم للقطاع الصحي بمدينة حاجب العيون رغم المجهودات المبذولة غير كافية لوحدها لتقديم أفضل الخدمات إلى جموع المتساكنين الذين يطالبون بتوفير المزيد من الأدوية لسدّ جميع طلبات المرضى وتركيز قسم للجراحة العامة من شانه المساعدة عند الولادات القيصرية و"التجبيس" . كما يشتكي المستشفى من عدة نقائص أخرى مثل قلة أعوان الحراسة و تسوية وضعية بعض العمال الآخرين الذين يعملون منذ 17 سنة في إطار المناولة ولكن لم يقع ترسيمهم لتقدمهم في السن القانونية (الهادي بالهادي ) في حين وقع ترسيم 3 من زملائه . هذا وقد ناشدتنا مجموعة من الإطارات الطبية والشبه طبية بالمستشفى لإبلاغ أصواتهم قصد تركيز مشربة بفضاء المستشفى من شانها تقديم عديد الخدمات لعموم المواطنين والمرضى المقيمين بهذا المستشفى الذي يبعد عن وسط مركز المدينة مما يجعل قاصديه يتعرضون إلى مشاق التنقل و لم لا التفكير بكل جدية في إسناد رخص نقل لعربات – التاكسي – وذلك في محاولة لتقريب الخدمات الصحية من عموم المواطنين خاصة في الفترة الليلية مع المطالبة بتحويل المستشفى من محلي إلى نواة مستشفى جهوي يحتوي على عديد الاختصاصات وهو حلم مشروع طالما راود متساكني المدينة.