أقدم أمس احد المعتصمين امام مقر وزارة التكوين المهني والتشغيل اصيل ولاية قفصة على محاولة الانتحار شنقا بعد ان نصب مشنقة أمام الوزارة احتجاجا على عدم الاستجابة لمطلبه المتمثل في انتدابه ضمن شركة فسفاط قفصة, فيما دخل 35 معتصما في إضراب جوع تنديدا بما أسموه سياسة التهميش والمماطلة التي تنتهجها وزارة التشغيل في حقهم . وروى احد المعتصمين ل«التونسية» أطوار الحادثة وقال ان الشاب الذي حاول الانتحار يدعى خميس الساسي (35 عاما) وهو اب لثلاثة ابناء نصب مشنقة فوق شجرة أمام مقر الوزارة منذ الصباح ثم اعتلى الشجرة ووضع الحبل برقبته وقفز من فوقها حتى أصبح يتدلى وأطلق عقيرته بالصراخ، وأضاف أنهم هرعوا لنجدته وفك الحبل الذي كان ملفوفا على رقبته وبيّن ان الضحية دخل في غيبوبة ليتم نقله في ما بعد الى أحد المستشفيات. 35 مضربا عن الطعام دخل المعتصمون والبالغ عددهم 35 شخصا في إضراب مفتوح عن الطعام منذ 3 أيام احتجاجا على حذف أسمائهم من قائمة الناجحين في مناظرة فسفاط قفصة , فيما نقل 9 منهم الى المستشفى بعد تدهور حالتهم الصحية . وهدد المضربون بمواصلة إضرابهم عن الطعام إلى حين تحقيق مطالبهم المتمثلة في ضمهم الى شركة فسفاط قفصة فيما قلل البعض الآخر من أهمية حياتهم قائلين: «لا معنى لحياتنا وكرامتنا بلا عمل». وقد اعتبرت احدى الفتيات ان المعتصمين تعرضوا لمظلمة كبيرة بعد حرمانهم من العمل صلب شركة فسفاط قفصة واضافت ان مثل هذه التصرفات أعادت إلى الاذهان أساليب العهد البائد الذي كرس التفاوت بين الجهات , وطالبت السلط المسؤولة بالتدخل الفوري لانتشال آلاف العائلات بالمناطق الداخلية من الفقر المدقع وتشغيل ابنائهم. إمهال الحكومة أسبوعا وصرح بعض المعتصمين انهم امهلوا الحكومة اسبوعا كاملا للنظر في مطالبهم واضافوا انه في حالة عدم الإنصات لهم سيمرون الى المرحلة الثانية والمتمثلة في التحول باتجاه قصر الحكومة بالقصبة. واستنكر المعتصمون طريقة تعامل وزارة التشغيل والحكومة ككل مع ملفاتهم وطالبوا بحقهم في التشغيل قائلين ان الحكومة أتت لتحقيق اهداف الثورة التي يتصدرها التشغيل . اعتداء على موظف بالوزارة بواسطة سلاح أبيض افاد عدد من الموظفين بوزارة التشغيل ان احد المعتصمين اعتدى على زميلهم بواسطة سلاح ابيض مما اسفر عن إصابته بجرح عميق على مستوى يده . «عازمون على القطع مع التدخلات والرشاوى» اكد السيد الهادي التريكي مستشار لدى وزير التشغيل ومكلف بملف ولاية قفصة بعد ان اجتمع بعدد من المعتصمين, أن الوزارة وفرت كل الإمكانيات المادية والبشرية لانجاح هذه المناظرة وعزمت على القطع مع التدخلات والرشاوى وعملت على إنصاف الجميع . وقال التريكي: «كل مترشح لمس في رفضه ظلما من حقه ان يقوم بالطعن ويقدم لنا مبررات» مؤكدا ان ابواب الحوار مفتوحة وعملية التصعيد لا تخدم احدا . وكشف التريكي ان وزير التشغيل اجتمع بوزير الصناعة واجمعا على تمكين المعتصمين من مواطن شغل في وظائف أخرى براتب محترم لكنهم رفضوا ذلك وتمسكوا بالانضمام إلى شركة فسفاط قفصة . وصرح التريكي ان قضية التشغيل هي مسألة وطنية وليست قضية حزبية، تهم جميع مكونات المجتمع المدني من احزاب وجمعيات وطنية, كما دعا جميع الأطراف الى الحوار والابتعاد عن الصراعات الحزبية, واتهم بعض الاطراف السياسية بتأجيج الاحداث وتحريض المعتصمين.