تمّ صباح أمس احباط عملية انتحار شنقا لأحد المعتصمين أمام وزارة التشغيل من أبناء الحوض المنجمي. الشاب يدعى خميس بن صالح الساعي وقد تمّ نقله الى أحد المستشفيات بالعاصمة لتمكينه من الرعاية الصحية اللازمة. وقد ذكر لنا عدد من المعتصمين من بينهم الصادق بن عمر وفاروق السعيدي أن الشاب الذي حاول الانتحار هو أصيل منطقة أم العرايس من الحوض المنجمي وقد ورد اسمه ضمن قائمة الناجحين في نوفمبر 2011 ضمن انتدابات شركة فسفاط قفصة، لكن تمّ حذف اسمه مع آخرين في النتائج المعلنة خلال الشهر الحالي. وأفادت مصادرنا أن الشاب دخل في اضراب جوع مع 35 شخصا آخرين من المحتجين وقد تدهورت حالته النفسية فقام صباح أمس على الساعة التاسعة بنصب مشنقة أمام وزارة التشغيل وقد أسعفه زملاؤه من المعتصمين وكان قد هدّد بذلك ليلا، لكن لم يؤخد تهديده على محمل الجدّ، علما وأنه قام بمحاولة انتحار في أم العرايس يوم الاعلان عن النتائج في أفريل الماضي. من جهة أخرى علمنا أيضا أن 9 من بين المحتجين الذين دخلوا في اضراب جوع منذ أيام تمّ نقلهم خلال الأيام الماضية الى المستشفيات نظرا لتعكر حالتهم الصحية. ويواصل أبناء أم العرايس وعددهم 183 شخصا و60 شخصا من المظيلة اعتصامهم لليوم 22 على التوالي. علما وأن أعدادا أخرى التحقت بهم من المتلوي والرديف ويذكر المعتصمون أن وفودا أخرى من الحوض المنجمي ستلتحق بهم. كما هدّد البعض الآخر بالتصعيد والانتحار الجماعي ان لم تلتزم الحكومة الحالية بوعود الحكومة التي سبقتها في خصوص انتدابات شركة فسفاط قفصة. وذكر معتصم من أم العرايس أن تهديدات الانتحار الجماعي حقيقية وحمل المسؤولين نتيجة الوعود غير الجدية التي يطلقونها. من جهته ذكر سامي النجماوي من المظيلة أن أسماء الناجحين في المناظرة تم ابدالها بأخرى وهي لأشخاص من أصحاب الشهائد والكفاءة، لكن الفساد والرشوة جعلاها تتغير حسب قوله وتساءل عن القائمات الجديدة التي تضمنت أسماء الموتى والأطفال (فتاة عمرها عام ونصف تمّ تعويضها بوالدها في المناظرة) وآخرون يعملون في الوظيفة العمومية وشاب في سجون ايطاليا!! أما هالة حبابو من الناشطات في المجتمع المدني فقد كانت في غاية التأثر بعد اقدام الشاب على محاولة الانتحار وأضافت أن عددا من الذين دخلوا في اضراب الجوع في حالة صحية ونفسية حرجة من بينهم شاب فقد الوعي لأنه يعاني من مرض السكري. وأضافت أن استمرارية الدولة تفرض احترام كل حكومة لالتزامات الحكومة التي سبقتها. خلال حديثنا الى المعتصمين تقدم لنا الكثيرون بشكاوى باعبتارهم من بين الذين يعانون من وضعيات اجتماعية صعبة من بينهم السيدات جمعة وعارم ونوة وجلّهن يشتكين من الأمراض الخطيرة التي خلفها التلوث الذي تعاني منه الجهة بسبب الفسفاط وفي المقابل يحرمون من خيرات شركة فسفاط قفصة من بين هؤلاء أيضا ادريس صوالحية (38 سنة) الذي يقول إنه فقد والدته بسبب اصابتها بمرض السرطان الذي ألم بها نتيجة التلوث كما حرم من العمل في هذه الشركة. من جهة أخرى علمنا أيضا أن المعتصمين نظموا أمس مسيرات انطلقت من أمام مقر وزارة التشغيل إلى وزارة الداخلية بشارع الحبيب بورقيبة احتجاجا على التلكؤ في حلّ مشاكلهم المصيرية.