علمت «التونسية» أنه تقرّر عقد الندوة الصحفية الخاصة بالاعلان عن برمجة أيام قرطاج السينمائية في دورتها المرتقبة من 16 الى 24 نوفمبر الجاري بعد غد بمقر المكتبة الوطنية. كما علمنا من مصادر مقربة أن القائمة التي تضم الأفلام التونسية والعربية والأجنبية المشاركة في المسابقة الرسمية للأيام والمسرّبة على صفحات الموقع الاجتماعي «الفايس بوك» صحيحة وأنها القائمة النهائية والرسمية للتظاهرة وقد تبنت العديد من وسائل الاعلام الوطنية مضمون الوثيقة المسرّبة. كما تحصلت عليها وكالة تونس افريقيا للأنباء منذ الأسبوع الفارط وهو أمر يبعث على الاستغراب من تظاهرة دولية عمرها أكثر من 48 سنة تلجأ إلى مثل هذه «الأساليب الملتوية» للاعلان عن برمجة أول دورة سينمائية بعد الثورة ينتظرها آلاف رواد السينما ونقاد الشاشة الكبيرة. ولئن لم تحدث قائمة الأفلام العربية والافريقية المشاركة في الأيام ردود أفعال تذكر في الأوساط السينمائية، فإنّ قائمة الأفلام التونسية التي ضمت كلا من فيلم «الأستاذ» لمحمود بن محمود وشريط «مانموتش» للنوري بوزيد وآخر أفلام شوقي الماجري «مملكة النمل» فسحت المجال للعديد من التأويلات، ووصل الأمر حدّ التشكيك في نزاهة اللجنة المختصّة بانتقاء هذه الفئة من الأفلام واتهامها من قبل بعض الأطراف السينمائية بالعمل في اطار المحسوبية والمحاباة. ولعلّ تسريب القائمة في وقت مبكر وعن طريق وسيلة غير رسمية يطرح العديد من الفرضيات أبرزها أن عملية التسريب قد تكون مدّبرة من بعض الجهات كبالون اختبار لجسّ ردّة أفعال السينمائيين المتقدمين الى لجنة الفرز والذين قوبلت ملفاتهم بالرفض وبالتالي يقع «امتصاص غضبهم» واحتجاجاتهم أياما قبل الموعد الرسمي للاعلان عن البرمجة. ثمّ نحن نتساءل عن جدوى تنظيم هذه الندوة الصحفية خاصة بعد كشف الهيئة المديرة للأيام عن أسرار برمجتها، إذ غاب عنصر التشويق وغابت معه «شفافية» الاعلان عن الأفلام المشاركة (مع أننا لا نشكك في شفافية الاختيار) ومتعة «لمّ شمل» السينمائيين المحلّيين في مثل هذه المناسبة، إذ نجد اليوم وبعد هذا الاعلان الكثير من «الغضبانين» الى جانب أن تسريب اللائحة «حرق» ل«حلاوة التفوق» في المشاركة لدى الأسماء السينمائية المقبولة في المسابقة الرسمية. شوقي الماجري و«مملكة النمل» تقدم المخرج التونسي شوقي الماجري للمشاركة أيضا في الدورة 24 لأيام قرطاج السينمائية ضمن المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة أمام لجنة الفرز الخاصة بالأفلام التونسية وقد تمّ قبول ملف مشاركته مع أن الجهات المنتجة للشريط ليست محلية. كما أن أبطاله أغلبهم من الأردنيين والسوريين على غرار صبا مبارك ومنذر رياحنة وعابد فهد وجميل عواد. وقد كتب الماجري سيناريو الفيلم بالاشترراك مع المؤلف الأردني خالد الطريفي علما أن الفيلم تأجل لمدة 9 سنوات بسبب غياب التمويلات اللازمة ليرى النور وقد كان عرضه الأول في لبنان خلال الشهر الفارط. كما انطلقت العروض الخاصة به في قاعاتنا السينمائية منذ 10 أيام خلّت. الفيلم يطرح قضية عربية تتمثل في معاناة القضية الفلسطينية والتعذيب الجسدي والمعنوي الذي يعاني منه الفلسطينيون على أيدي قوات الاحتلال الاسرائيلية والفيلم على أهميته لا يضمّ من تونس سوى مخرجه، هذا المخرج الذي «خدم» السينما العربية و«حرم» نظيرتها التونسية من ابداعاته واختيار «فيلمه» العربي ضمن قائمة الأفلام التونسية فيه بعض التناقض وهي عادة لطالما دأبت عليا لجنة الاختيارات، إذ تمّت برمجة العديد من الأفلام (خاصة منها القصيرة والوثائقية) في المسابقات التونسية للدورات الفارطة فقط لأن مخرجيها يحملون الجنسية التونسية علما أن أبطال هذه الأعمال السينمائية أجانب (من فرنسا بالتحديد)، فضلا عن أن جهات الانتاج أيضا خارجية. لقد كان من الأجدر إدراج فيلم «مملكة النمل» ضمن المسابقات العربية التي تشرف على اختيار برمجتها لجان مختصّة وفسح المجال أمام بقية الأفلام التونسية المتنافسة على غرار «مر وصبر» و«حكايات تونسية» و«فوس نوت» لعلّها تدعم حظوظ الأشرطة المحليّة و100٪ تونسية ضمن فعاليات هذا المهرجان الدولي.