تقع منطقة «الذهيبات» التابعة لمعتمدية العلا من ولاية القيروان على الحدود مع معتمديتي كسرى ومكثر وتبعد حوالي 17 كلم عن العلا ونفس المسافة تقريبا عن معتمديات ولاية سليانة وتتميز بصعوبة تضاريسها وطقسها البارد في الشتاء. «التونسية»'' زارت المدرسة الإعدادية بالذهيبات ورصدت النقائص العديدة وآراء المدير والقيم والقيم العام والتلاميذ الذين تحدثوا عن عديد المشاغل والمطالب. وقد تأسست إعدادية «الذهيبات» سنة 2003 وضمت 450 تلميذا وتلميذة. لكن مع بداية هذه السنة تراجع العدد إلى اقل من النصف تقريبا ( 210 ) بسبب ظاهرة الانقطاع المبكر عن الدراسة بسبب الظروف الاجتماعية والمادية القاسية لعديد الأولياء. السيد خليفة القاسمي (قيم عام) أرجع ذلك إلى الفقر وخاصة تعذر إقامة نصف التلاميذ بالإعدادية مما يضطرهم إلى قضاء أكثر من 12 ساعة في المدرسة مع نقص في التغذية وأحيانا بوجبة واحدة أو بدون فطور ليوم كامل مما يرهقهم بدنيا ونفسيا وصحيا ويؤثر على مستواهم الدراسي وسلوكهم أيضا. وأكد القيم العام على ضرورة توفير نصف إقامة عاجلا مشيرا إلى أن المندوب الجهوي السابق للتعليم بالقيروان السيد عمر الولباني أدى زيارة إلى الإعدادية مرفوقا بأعضاء من النقابة واطلع مباشرة على نقائص الإعدادية ووعد آنذاك بتغطية كل النقائص وتخصيص اعتمادات مادية ولكن بنقلته تم إغلاق الملف. السيد سالم المبروكي(قيم) أكد من جهته على أن غياب خلية للإصغاء الاجتماعي تزور الإعدادية وتستمع إلى التلاميذ ومشاغلهم بالإضافة إلى وجود الإعدادية في الريف جعل المؤسسة معزولة خاصة أمنيا بسبب غياب مركز حرس بالجهة في ظل تنامي خطر المنحرفين خاصة في الظلام وأثناء انتظار الحافلة أو العودة إلى المنازل. كما أشار السيد سالم أيضا إلى العائق الصحي باعتبار وجود مصحة تمريض بالإعدادية مجهزة ولكنها بلا ممرض بالإضافة إلى محدودية مستوصف «الذهيبات» . القيم تحدث أيضا عن مشكل انقطاع الماء الصالح للشراب وظاهرة الانقطاع المستمر الذي أقلق كثيرا التلاميذ وخاصة الإطار التربوي كما عبر عن استيائه من غلاء الماء المستعمل من طرف الجمعيات المائية بالإضافة إلى غياب السكن الوظيفي ممّا يضطر الأساتذة إلى العيش في العلا والتنقل يوميا 30 كلم ذهابا وإيابا وما يتبع ذلك من صعوبات ومتاعب وتأخير. كذلك تحدث كل من القيم العام والقيم الأول عن غياب التنشيط الثقافي في الإعدادية رغم توفر قاعة خاصة وذلك بسبب عدم توفر النقل باعتبار أن اغلب التلاميذ من الأرياف. كما لفت الانتباه الى غياب أساتذة التربية البدنية وأثره نفسانيا وبدنيا وأخلاقيا وسلوكيا على التلاميذ الذين أصبحوا يميلون إلى العنف والانحراف والمظاهر السيئة باستعمال «السيفكول» والتدخين وحتى شرب الخمر بسبب الفراغ وغياب الترفيه وهو ما خلق للقيمين عديد المتاعب والضغوطات. «التونسية» التقت ببعض التلاميذ بالمدرسة الإعدادية «بالذهيبات» الذين عبروا عن الصعوبات الكبيرة والمتاعب اليومية التي يعيشونها من تنقل ونقص تغذية والخروج وسط الظلام خاصة تلاميذ مناطق «أولاد احمد» و «الطوال» و«الفضول» و«صيادة الشمالية» وخاصة في الشتاء وتهاطل الأمطار وعدم وصول الحافلة إلى تلك المناطق ما يضطرهم إلى استعمال النقل الريفي وسط عديد المخاطر وقد أدى هذا حسب قول التلاميذ إلى تأثرهم بدنيا ونفسانيا وصحيا ممّا سبب لهم غياب التركيز أثناء الدراسة ومنهم من ينام وسط القسم ويغمى عليه نتيجة تناولهم لوجبة واحدة فقط أوأحيانا القدوم بلا تغذية. وهنا عاد القيم العام بالإعدادية السيد خليفة القاسمي وأكد على ضرورة تدخل المندوب الجهوي للتعليم بالقيروان ووزارة التربية والإسراع بإحداث نظام نصف إقامة ومطعم بالإعدادية لتخفيف الضغط عن المدرسة الإعدادية بالعلا (15 كلم) وتفادي الاكتظاظ وتوفير الراحة للتلاميذ والأولياء من عديد المتاعب والمصاريف الإضافية والتقليص من ظاهرة الانقطاع المبكر عن الدراسة التي أصبحت ظاهرة خطيرة بالإعدادية. كما عبر التلاميذ بكل عفوية عن رغبتهم في دراسة مادة التربية البدنية والتربية الموسيقية والتربية التشكيلية باعتبارها مواد تساعدهم دراسيا ونفسانيا وتقدم لهم الترفيه المطلوب وتخفف عليهم الضغط اليومي والتوتر النفسي.وبخصوص مشكل النقص في الإطار التدريسي سألت «التونسية» '' مدير إعدادية «الذهيبات» السيد محفوظ الفايدي فأجابنا بأنه حديث العهد كمدير بالإعدادية(منذ شهر) وأنه وجد عديد النقائص الكبرى في الإطار التربوي ككل من أساتذة مثل الانقليزية والتربية الإسلامية والتربية البدنية والتشكيلية والموسيقية إضافة إلى التاريخ والجغرافيا واشتكى مدير الإعدادية من نقص الإطار الإداري في ظل عدم وجود مدير مباشر منذ بداية السنة الدراسية, خاصة أن عديد المكاتب الإدارية فارغة وبدون موظفين اختصاص مثل مكتب الضبط ومكتب منظومة التلاميذ «''ايديسورف»'' وغياب عون طباعة ونقص كبير في القيمين. وقد عاينت «''التونسية» ''ذلك ولاحظت وجود قيم فقط وقيم عام مما يشكل عليها ضغطا كبيرا وأصبحا يشتغلان ''حوكي وحرايري '' تقريبا. نداء استغاثة وجهه الإطار التربوي بإعدادية «الذهيبات» من اجل ايصال أصواتهم وطالبوا المندوب الجهوي للتربية بالقيروان السيد نجيب عبان بضرورة القيام بزيارة ميدانية مباشرة للاطلاع على النقائص وتوفير حلول ناجعة من اجل مصلحة التلاميذ والرقي بالمستوى التربوي والأخلاقي في الأرياف.