نظرت الثلاثاء الماضي احدى الدوائر الجنائية بالمحكمة الابتدائية بقرنبالية في جريمة محاولة قتل نفس بشرية تورط فيها كهل اعتدى على زوجته بسكين على مستوى صدرها ولولا نقلها على جناح السرعة الى المستشفى لتلقي الاسعافات اللازمة لهلكت. وقضت المحكمة بسجن المتهم 5 سنوات. وتعود اطوار هذه القضية الى شهر اكتوبر 2012 عندما تقدمت المتضررة بشكاية الى السلط الامنية ذكرت ضمنها انها تعرضت للاعتداء بالعنف الشديد من قبل زوجها الذي اقترنت به منذ سنوات وكانت تحبه لكنها اكتشفت بعد اشهر من الزواج حدة طباعه ومزاجه المتقلب اضافة الى رفضه الانفاق عليها فاضطرت للعمل لمجابهة مصاريف الحياة فيما كان هو قابعا بالمنزل يتسلم مصروف يومه منها. وقالت انها رغم ذلك تحملت وضعها وكل املها ان يتغير زوجها وعندما انجبت الابناء تصورت انه سيقاسمها المتاعب ويساعدها على المصاريف لكن ظنها خاب وبقيت دار لقمان على حالها بل ساءت الاوضاع اكثر حيث احتدت طباع الزوج اكثر من اللزوم واصبح يعمد الى تعنيفها وضربها ان هي امتنعت عن مده بالاموال وفي احدى المرات نشبت بينهما خصومة تسلح خلالها الزوج بسكين لكن الزوجة نجحت في الفرار من قبضته ولجأت الى الاجوار طالبة النجدة والحماية ورغم خطورة الامر فإنها فضلت عدم تقديم شكاية الى السلط الامنية حفاظا على اسرتها لكن هذا الاخير لم يتعظ واعاد الكرة مجددا وانهال عليها بالضرب المبرح اثر خلاف نشب بينهما مما اسفر عن اصابتها بكدمات ورضوض في انحاء متفرقة من جسدها جعلتها تتنقل بصعوبة وقد مكنها الاطار الطبي من راحة مدتها شهر غير انها في هذه المرة تقدمت بشكاية ضده طالبة تتبعه عدليا ويبدو انه احس بخطورة الامر فتحصن بالفرار خوفا من التتبعات فروجت في شانه برقية تفتيش . هذا التصرف الذي اقدمت عليه الزوجة زاد الأوضاع تأزما وأجّج لدى الزوج الرغبة في الانتقام. وفي يوم الواقعة بينما كانت الزوجة بمعية ابنائها بالمنزل سمعت حركة غريبة ودفعا للباب الخارجي بالقوة فوجئت بالمتهم يقتحم المكان شاهرا سكينا كبيرة حاول بواسطتها طعن زوجته على مستوى وجهها غير انها نجحت في الافلات وحاولت جاهدة افتكاك السكين منه فاصيبت على مستوى يدها. عندها استغل الجاني الفرصة وسدد لها طعنة على مستوى صدرها وقد حاول ابناؤها انقاذها لكنه منعهم من ذلك وتعالى الصراخ بالمكان ففر الجاني من المكان تاركا الضحية تسبح وسط بركة من الدماء فيما هب الاجوار لنجدتها وبادر احدهم بنقلها على جناح السرعة للمستشفى لتلقي الاسعافات اللازمة. ونظرا لخطورة حالتها الصحية تم الاحتفاظ بها تحت العناية الطبية المركزة. وعند ايقافه انكر الزوج التهمة المنسوبة اليه مفيدا انه هو المتضرر وليست زوجته التي قامت بطرده من المنزل واهانته فقام بدفعها فسقطت على الطاولة وتوجهت الى طبيب وتحصلت على شهادة طبية تمنحها راحة تقدمت على اثرها بشكاية ضده راغبة في الزج به في السجن فتحصن بالفرار ثم قرر يوم الواقعة القدوم للمنزل لتسوية الخلاف معها وديا لكنه جوبه من طرفها بالصد بل بالاهانة والمعاملة السيئة على مرأى من ابنائه فثارت ثائرته وتوجه الى المطبخ وتسلح بسكين وطعنها بها دون ان يدرك خطورة ما اقدم عليه ثم تحصن بالفرار لدى احد اقربائه. وقد اجريت مكافحة بين الطرفين تمسك خلالها كل منهما باقواله . بعد ختم الابحاث احيل المتهم على انظار القضاء من اجل ما نسب اليه واثناء المحاكمة تمسك المتهم باقواله السابقة. اما لسان الدفاع فقد التمس التخفيف عن منوبه قدر الامكان والاخذ بعين الاعتبار الظروف الحافة بالجريمة اذ انه تلقى معاملة سيئة من اسرته مما جعله في لحظة انفعال او هيجان يقدم على فعله الاجرامي دون ان تتجه ارادته الى قتل المتضررة. وقال لسان الدفاع ان المتهم لم يخطط للجريمة بل انه توجه وهو عاقد العزم على الصلح ولم تكن نيته متجهة الى الحاق الاذى بأي كان. كما التمس الدفاع كذلك من هيئة المحكمة الاخذ بعين الاعتبار ان المتهم يعاني من مرض نفسي وهو يتناول بعض الادوية المهدئة لكنه انقطع عن تناولها بصفة فجئية مما اثر على تصرفاته و جعله يقدم على افعال غير مسؤولة. وقد استجابت المحكمة لطلب الدفاع وقررت عرض المتهم على الفحص الطبي لكن تبين من التقرير ان المتهم ولئن كان يعاني من بعض الاضطرابات النفسية فإنها لا تؤثر على ملكة الادراك والتمييز لديه مما يعني انه يتحمل المسؤولية الجزائية عن افعاله . المحكمة بعد المفاوضة قضت بالحكم المضمن اعلاه .