أجيال تتعاقب على كرتنا فتهب الجمهور العاشق الولهان سحر الكرة وعبقها... ومواهب صغيرة انبلجت من رحم احلامها فافتكت مكانها ضمن اسماء كبيرة تخر لسماعها الجبال الرواسي... وكما عبر الكابتن احمد المغيربي في احد تدخلاته التلفزية بأن كل لاعب بلغ ال 17 سنة من عمره.. لا يعتبر صغيرا..نعم من هذه المعادلة الحسابية ننطلق لنؤشر الى جيل من المواهب قد اينعت في المركبات الرياضية لنوادينا وانتظرت في صبر «أيوب» لحظة الحسم لتدلف قائمة فريق الاكابر وتبرز علو كعبها... ولكن رؤى المدرب الاول ظلت تحت رحمة الحسابات والرهبة والخشية من الجمهور.. والرهان كان على اسماء دون غيرها رغم ان بعضها قدم الاضافة بل جر خلفه الاسماء الكبيرة وأعطاها شحنة كبيرة لقاء توثب وتحفز واقدام ورغبة في تحقيق المحال... بينما البقية ظلت قابعة في ظلال بنك البدلاء تختنق في قبضة مدرب خاف من الرهان... اسماء «عتوقة» و«طارق» و«السليمي» و«الرويسي» و«الغضبان» والقائمة تطول صالوا وجالوا في شتى الميادين وهم وقتها مازالوا في اصناف الاصاغر والاواسط لانهم وجدوا الرعاية والتأطير من قبل مدربين راهنوا على المستقبل الوضاء... ولعلها ارسالية واضحة الى مدربي اليوم قصد دفع مواهبنا الى معمعة الرهانات حتى يربح الجميع. ادريس المحيرصي: راهن عليه معلول منذ قدومه فافتك مكانه عن جدارة في الرواق الايمن للهجوم لقاء سرعته واندفاعه ورغبته في التحسن.. وفجأة خرج من التشكيلة الاساسية عندما حل الكنزاري وصار بين بنك البدلاء وصنف الآمال وكأنه سقط برمي المنديل.. وجد راحته في منتخب الاواسط خلال بعض الرهانات ليسجل الاهداف ويؤكد على عودة فورمته. أسامة صدوقة: حارس مرمى ممتاز اينع في مركب «باردو» ومر من كل الاصناف الصغرى للمنتخب وصولا الى آمال البقلاوة.. انتظر فرصة من ذهب ضمن الاكابر ولكنها طالت وبقي بديلا في جل المقابلات ولعل الموسم الكروي المقبل تفتح له ابواب التألق. مرتضى بن وناس: متوسط ميدان هجومي من معدن الذهب حيث ابرز مؤهلاته مع منتخب الاواسط.. يساري فنان ومايسترو رهيب.. وصل الى بنك الاحتياطيين ضمن فريق النجم الساحلي ولكن لا «الكبيّر» ولا المدرب الحالي «لافاني» وهباه جرعة اكسيجان ليتنفس ويوضع محل اختبار خاصة ان النجم ظل في حاجة الى صانع العاب.. «بن وناس» صورة طبق الاصل للساحر الالماني «هوناس» سحرا وأداء وتعاملا مع الكرة.. فلننتظر هذا اللاعب الموهوب. علي العابدي: قدم من «الرالوي» المدرسة الكروية العريقة الى القيروان فحلق عاليا وتميز.. خطفه الترجي حتى ينافس «شمام» ثم يخلفه في صورة خروجه الى عالم الاحتراف ولكنه ضاع في الزحام وظل ضمن صنف الآمال..رغبته في العودة الى مدينة الأغالبة قد تنفعه وتعيده الى بر الأمان لأنه ظهير ايسر طائر وامكانياته رائعة. سليمان كشك: قدمه منتخب الاواسط الى جمهور الكرة العريض مدافع ايسر ثابت وانيق تخرج من مدرسة «بنزرت» العريقة.. لعب بعض المقابلات وقدم الاضافة ثم عاد الى بنك البدلاء خلف المدافع المتألق «المثلوثي» وظل ينتظر فرصته الى حد آخر الموسم ولعل مستقبله احسن من حاضره لانه يستحق اكثر. زياد مشموم: لاعب ارتكاز من معدن الذهب لقاء لياقته البدنية الممتازة واندفاعه الذي شجعه على اكل عشب الميدان كلما نزل اساسيا.. سجل بعض الاهداف الحاسمة ودافع عن منطقته خاصة انه كلف اضطراريا بخطة ظهير ايمن في تشكيلة المنستير في الموسم القادر ستكون أمامه فرصة ليبرز اكثر على ان لا يهتم بصغر سنه لانه قادر على الكثير..فلننتظره. عماد اللواتي: سليل مدرسة صفاقس العريقة واحدى مواهبها في المواسم الكروية الاخيرة..قفز من الاواسط الى صنف الاكابر وظل على بنك البدلاء ينتظر فرصته على احر من الجمر وكأن الهولندي «كرول» خاف عليه من الاحتراق وتركه مفاجأة الى الموسم الكروي القادم.. فلنا معه لقاء لنحكم عليه اكثر. هذه اسماء مواهب تميزت في كرتنا العليلة والشحيحة.. لها من الامكانيات الكثير والكثير.. وهي تنتظر فرصتها للابداع والامتاع على غرار اسماء اخرى جيلها اقتلعت أمكنتها ضمن التشكيلات الاساسية لفرقها وحققت الاضافة بل فيها من صنع انتصارات رائعة في رهانات مهمة.. ضمن النادي البنزرتي تألق كل من المدافع علي المشاني صدا وهجوما وتهديفا والمهاجمان الخطيران آدم الرجايبي ومحمد علي المهذبي اللذين صنعا في الخط الامامي ربيع الفريق وصارا ركيزتين من معدن الزمرد.. حسام اللواتي التجأ اليه «كرول» لما تغيب محمد علي منصر بسبب الاصابة فتميز وسجل اهدافا حاسمة ومستقبله القريب لامع لانه فنان وساحر وانيق وايضا مدفعية من العيار الثقيل.. ثلاثي الترجي الذين فكّر فيهم معلول اضطراريا فكانوا مفاجأة سارة للجميع ودخلوا من الباب الكبير دون رهبة ولا خوف من اسماء «تراوي» و«الراقد» و «البلايلي» هي اسماء معز عبود ووسيم النغموشي وشمس الدين الصامتي مثلث الابداع والتألق ولعل خاتمة الموسم الحالي هي مفتحات للموسم الكروي المقبل شكلا ومضمونا.. وللحديث بقية.