هي امرأة ينوء جسمها تحت المحن بعدما فقدت احدى كليتيها ,محن لم يضق صدرها لحملها-وضقنا نحن لمجرد معاينتها لبعض اللحظات- بل تجلدت بالصبر مبتهلة إلى الله أن تحمل الأيام القادمة بذرة تغيير تعيد لها البعض مما افتقدته بعد أن باتت الفرحة بالنسبة لها خبرا من أيام الماضي مع تتالي النوائب لتشمل الأسرة بأكملها وحولت حياتهم إلى رحلة متاعب تعاني فصولها كل يوم بل في كل لحظة. تقول السيدة «سالمة» ان معاناتها انطلقت اثر اصابة ابنتها «إيمان» البالغة من العمر 11سنة بحروق على مستوى يدها وكامل جنبها -وذلك أثناء قيامها بتسخين وجبة غذائها قبل ذهابها إلى المدرسة بحكم عمل والدتها كمعينة منزلية للإنفاق على الأسرة بعد تعرض زوجها إلى حادث اليم عاقه عن العمل- . الحادثة التي تعرضت لها إيمان بدت في البداية عادية وتلقت العلاج وبقيت تقوم بتغيير الضمادات بشكل دائم لكن حالتها الصحية ساءت فقامت والدتها بنقلها إلى احد المستشفيات أين تبين أن ابنتها تعاني من تعفنات بليغة جراء الحروق التي تعرضت لها وبقيت المتضررة هناك مدة طويلة ثم تم توجيهها إلى احد المستشفيات بالعاصمة أين تلقت علاجا مكثفا ثم غادرته على أن يتعهد موطن الإصابة بالمراقبة الطبية كل شهر من اجل تغيير الضمادات حتى لا تتعفن الحروق مجددا وهذا العلاج المكثف يستدعي من محدثتنا مصاريف باهظة تتجاوز طاقة احتمالها ( 400دينارشهريا). حزن محدثتنا على ابنتها مضاعف إذ أنها مجتهدة في دراستها حد التميز ولكنها جراء هذه الحادثة رسبت في السنة الفارطة وعادت هذه السنة لتستكمل مسارها الدراسي بنفسية سيئة لمخلفات الحادثة التي تعيقها عن الحركة بصفة طبيعية وإحساسها بالتحرج من التشوه الكبير الذي أصابها أمام أقرانها . معاناة السيدة « سالمة» ليس هذا آخر فصولها بل إنها أنجبت طفلا يبلغ الآن 8سنوات ونيف اتضح انه يحمل إعاقة ذهنية لم يتم اكتشافها إلا مؤخرا على اثر تعرضه لتوعك صحي متمثل في إصابته بحمى أثرت سلبا على كامل جسده وجعلته عاجزا عن اللهو مع أصدقائه وحطمت أمله وجعلت طفولته بلا ربيع . أسرة بلا عائل ما زاد الطين بلة أن عائل هذه الأسرة السيد «زهير» تعرض إلى حادث أثناء أدائه لعمله حيث سقط من الطابق الثالث مما تسبب له في عجز بدني جعله معاقا وغير قادر على العمل ولم يتحصل من هذا الحادث على أي تعويض مادي جراء الأضرار التي لحقته مما اضطر محدثتنا التي تعاني بدورها من مشاكل صحية –تعيش بكلية واحدة – إلى تحمل أعباء اسرة كاملة رغم مدخولها المتواضع جدا - وقد تم تمكينها من طرف السلطات المحلية من عربة لبيع «القطانية» فرض عليها البقاء بمنزل على وجه الكراء يفتقد إلى أدنى ضرورات الأمان ويتحول إلى بركة مياه عند تهاطل الأمطار- . محدثتنا «سالمة» تتوجه بنداء إلى أهل البر والإحسان حتى يتضامنوا من اجل مساعدتها على توفير مصاريف إجراء عملية لابنتها لأنها غير قادرة بمفردها على مجابهة كلفتها الباهظة فعين مناها أن تراها سليمة معافاة تعلو السعادة محياها بعد أن اطفا اليأس بريق نظارتها. فمن يجلي غمامة الحزن عن هذه الفتاة؟