في اليوم السادس من العملية العسكرية الواسعة النطاق التي انطلق الجيش التونسي بالتعاون مع وحدات الحرس الوطني في القيام بها منذ الساعات الاولى ليوم الجمعة الفارط تواصل القصف المكثف لعدد من الاماكن بمرتفعات الشعانبي بواسطة الطائرات المقاتلة و المدفعية الثقيلة وحسب بعض المواطنين الذين يقطنون داخل المحمية فان صواريخ جو – ارض التي تطلقها طائرات " آف5 " تركزت اساسا على الناحية الغربية من المرتفعات حيث توجد العديد من الغابات الكثيفة و التضاريس الوعرة التي يشتبه ان بعض الارهابيين يتحصنون بها و يستغلون نزول الليل للتسلل منها خارج الجبل في اتجاه مرتفعات فوسانة او الحدود الجزائرية .. فيما يشمل القصف المدفعي الناحية الجنوبية الشرقية من المحمية في المناطق التي شهدت اكثر انفجارات الالغام اين توجد المخابئ و المخيمات التي كان المسلحون يتحصنون بها عند بداية الاحداث اواخر افريل الفارط *- محاصرة عدد من الارهابيين: انباء غير رسمية واردة من الجبل على لسان بعض العسكريين المشاركين في العمليات الجارية تفيد بانه تمت محاصرة مجموعة من الارهابيين غرب الشعانبي و تحديدا قرب مرتفعات منطقة " الجباس " و " اولاد منصور " كانوا بصدد التسلل نحو الحدود الجزائرية هربا من القصف الجوي العنيف الذي تركز على اماكن تحصنهم و انه تم تعزيز السفح الغربي للشعانبي بوحدات اضافية من القوات الخاصة للجيش الوطني استعدادا للقبض عليهم او تصفيتهم فيما اكد عسكريون انهم شاهدوا في بداية الاسبوع جثثا محترقة لمسلحين في احدى الاماكن الغابية القريبة من نفس المنطقة يبدو ان صاروخا استهدف اصحابها *- ايقاف ارهابيين في بوحية: تواترت منذ اول امس الثلاثاء في محيط قرية " بوحية " الواقعة جنوب الشعانبي انباء على لسان اهالي المنطقة تفيد ان الجيش و الحرس الوطنيين قاما بالقاء القبض على ارهابيين مسلحين كانا هاربين من الشعانبي و حجز قطعتي سلاح لديهما .. و هو خبر لم نستطع التاكد منه من مصادر رسمية في ظل التكتم الشديد الذي تفرضه وزارة الدفاع عن كل ما يتعلق بما يجري في الشعانبي و محيطه. *- متابعة الخلايا النائمة: بالتوازي مع " الحرب " الجارية في الشعانبي لاجتثاث الارهابيين فان وحدات مقاومة الارهاب التابعة للحرس الوطني تعمل ليلا نهارا على رصد تحركات بعض المشبوه في ارتباطهم بالارهابيين و الخلايا النائمة التابعة لهم و ايقاف عدد منهم اثر عديد المداهمات .. مع فرض مراقبة دقيقة على جميع مداخل جهة القصرين و تفتيش السيارات القادمة اليها او المغادرة لها . *- دخان الشعانبي يغطي سماء احواز القصرين: تتصاعد بوتيرة متزايدة اعمدة الدخان الكثيف من مرتفعات الشعانبي من جراء القصف البري و الجوي المكثف اغلب ساعات الليل و النهار و عمليات التمشيط الناري التي تتخلل فترات توقف الطائرات المقاتلة و قطع المدفعية عن دك معاقل الارهابيين بواسطة قوات المشاة و الفرق الخاصة التي تتوغل من حين لاخر في عمق الجبل في ارتال من الدبابات و المدرعات لمعاينة اثار القصف و البحث عن الارهابيين الذين قد يكون القصف اخرجهم من تحصيناتهم احياء او اموات او جرحى .. و كذلك الحرائق العديدة التي اندلعت في الجبل و اتت على الاخضر و اليابس الى درجة ان الدخان اصبح يغطي سماء كامل الاحواز الغربية لمدينة القصرين و يشاهد بكامل الوضوح من جميع احيائها وسط تاثر كبير من الاهالي بما يتعرض له جبلهم من دمار و حرق لثرواته الغابية و النباتية بسبب الارهاب الذي استوطن مرتفعاته. *- حملة تحسيسية: شرعت اول امس احدى الجمعيات الناشطة بالقصرين في تنظيم حملة تحسيسية ضد الارهاب تحت شعار " الناس الكل لازم ناقفو لتونس " و تولى اعضاؤها تعليق العديد من اللافتات في المفترق الدائري الموجود قبالة المستشفى الجهوي المؤدي الى الطرقات التي تربط القصرين بالشعانبي ( الوطنية 17 غربا ) و ( الوطنية 15 جنوبا ) *- حياة عادية: رغم اجواء الحرب الدائرة في احواز مدينتهم و اصوات المدافع الثقيلة التي تدك مرتفعات الشعانبي التي بدؤوا يتعودون بها فان اهالي القصرين يواصلون حياتهم بشكل شبه طبيعي و هم يرابطون في المواقع الامامية لحماية الوطن من خطر الارهاب و يتحملون في سبيل ذلك كل التضحيات و اسواق المدينة مفتوحة ليلا نهارا امام المواطنين لاقتناء حاجيات العيد و كلهم دعم للجيش و الامن الوطنيين في مجهوداتهما لاجتثاث الارهاب من الجبل الذي يمثل رمزا لشموخهم ..