(القصرين) على اثر مغادرة جانب من الوحدات العسكرية لمواقع تمركزها في بوابة الشعانبي وترك مقرات اقامة عناصرها بمركز التصييف والتخييم وما رصدناه من تحرك عدة آليات تبتعد عن الجبل (من جهة الطريق المؤدية اليه عبر الوطنية 15) اكد لنا مصدر عسكري غير رسمي ان الجيش الوطني لم يقرر الانسحاب من محيط الشعانبي وانما قام بتوسيع دائرة عملياته لتشمل الجبال القريبة منه وخاصة التابعة لمعتمدية فوسانة الحدودية وتلك المحاذية لبوشبكة لتمشيطها وتشديد المراقبة عليها لمنع تسلّل إرهابيين إليها أو تمركز أي نشاط مشبوه داخل غاباتها.. هذا وتحت الأمطار الغزيرة التي نزلت امس على مدينة القصرين وضواحيها تواصل القصف المدفعي لمرتفعات جبل سمّامة إلى جانب تسيير دوريات مشتركة من الجيش والحرس الوطنيين لتمشيط سفحه ومجرى وادي الحطب المحاذي له وصولا الى قرية «بولعابة» و سهول فوسانة شمال الشعانبي في حين ساهم الغيث الذي انهمر امس بكميات هامة على دفعتين في اطفاء ما تبقى من جيوب الحرائق التي اندلعت بالشعانبي وسمّامة استدعاء 7 سلفيين من سبيبة لبحثهم علمنا من مصادر خاصة انه على اثر تلقي مركز الأمن بسبيبة في الأيام الاخيرة رسالة من مجهول تفيد بأن بعض السلفيين بالمنطقة يخططون لتفجير المركز فيها مع تحديد لأسمائهم ومهمة كل واحد منهم تم استدعاء 7 شبان من المنتمين للتيار السلفي للتحري معهم لدى فرقة الابحاث الإجرامية بالقرجاني. ولما تحولوا الى هناك وقع اعلامهم بفحوى الرسالة فتبين أنها كيدية للإيقاع بهم وان ما تحدث عنه المجهول الذي ارسلها لا اساس له من الصحة فتم اخلاء سبيلهم جميعا وعلمنا ان عملية مساءلتهم كانت عادية جدا دون توجيه أيّة تهم لهم. من أجل الشعانبي دعت امس الاحد بعض الجمعيات الناشطة في المجتمع المدني الى اجتماع بمقر بلدية القصرين لعقد جلسة تحت شعار «من اجل الشعانبي» للبحث في كيفية التعامل مع «الحرب على الارهاب» الجارية بجبال الجهة وتداعياتها السلبية على المستقبل التنموي للولاية التي تدفع لوحدها ثمن تدمير ثرواتها الطبيعية في ظل أجواء الحرب التي يعيشها اهاليها الذين يقفون وراء الجيش والامن الوطنيين في الصفوف الامامية لحماية تونس والتصدي للخطر الارهابي الذي يتهددها ودعوة الحكومة الى تحمل مسؤولياتها في دعم مسيرة التنمية بها واعادة اعمار الشعانبي بعد تطهيره التضييق على المهربين ادت العمليات العسكرية الجارية بمرتفعات جبلي الشعانبي وسمّامة وحالة الطوارئ التي اعلنها الجيش الجزائري على الحدود المقابلة لولاية القصرين الى تقلص نشاط المهربين الى ادنى مستوياته وتوقف شبه كلي له في القواعد المتقدمة له بأم علي واولاد مرزوق والصخيرات (جنوب الشعانبي) وبودرياس وصحراوي (في ناحية الغرب) والاجرد والسري (قرب حيدرة شمال القصرين) نظرا للتواجد المكثف للوحدات العسكرية والامنية بالطرقات والمسالك المؤدية اليها وخصوصا طريق «سيدي حراث» شمال القصرين التي تمر تحت جبل سمّامة والتي تعد المعبر الرئيسي لشاحنات التهريب نحو سيدي بوزيد والقيروان . الباشا