12 عميلا من وحدة "دلتا فورس" المخولة بالقتل يفتشون عن متشددين إسلاميين وعراقي متهم بتمويل المقاومة أعلن متحدث باسم جهاز الاستخبارات الألماني أن الجهاز اكتشف وصول ما يمكن أن يكون "فرقة اغتيالات" أوفدتها وكالة المخابرات الأمريكية إلى ألمانيا لتنفيذ عمليات ضد ناشطين إسلاميين يعيشون في ألمانيا، وعراقي تشتبه المخابرات الأمريكية بأنه يزود حركات المقاومة المسلحة ضد الأمريكيين في العراق بالأسلحة. وقال المتحدث إن فرقة الاغتيالات مكونة من 12 عميلا للمخابرات الأمريكية من الوحدة الخاصة المعروفة باسم "دلتا فورس", وإن 3 عملاء أمريكيين من المقيمين في ألمانيا يقدمون الدعم لهم. وقد وصلت الفرقة سراَ دون إخطار مسبق للسلطات الألمانية، وبعد عمليات تمويه قامت بها محطات الاتصال الأمريكية في ألمانيا. ولكن أجهزة الأمن الألمانية اكتشفت الأمر مما فجر خلافاَ بين الجهازين الألماني والأمريكي وبالتالي بين سلطات البلدين حول انتهاك الأجهزة الأمريكية للسيادة الألمانية على أراضيها, وهو ما يمثله تسلل فرقة الاغتيالات والقيام بأعمال تنصت على الاتصالات والاستعداد لاغتيال متشددين يعيشون في مدينة أيسن الألمانية, ومحاولتهم رصد عراقي مطلوب أمريكيا اسمه محمد. وتصفيته بموجب التصريح بالقتل الذي حصلت عليه أجهزة المخابرات الأمريكية عقب أحداث 11 سبتمبر للتخلص ممن توجب مصلحة الأمن الأمريكي التخلص منهم. ورصدت أجهزة الاستخبارات الألمانية, وفق تصريح متحدثها الذي نشرته صحيفة "بيلد" أمس أن عملاء الاستخبارات الأمريكية يتحركون بكثافة في مدينة هامبورج التي انطلق منها الطيارون الانتحاريون, ومدينة أيسن حيث يعيش العراقي المشتبه فيه ومدينة ميكلنبرج, وبدعم من القنصلية الأمريكية في فرانكفورت التي وفرت لهم حصانة دبلوماسية مكنتهم من التحرك في سيارات بلوحات ألمانية للقيام بعمليات الرصد والمتابعة. وذكر المتحدث أن أعمال التنصت على المتشددين المقيمين في ألمانيا تقوم بها محطة في القاعدة الأمريكية في مدينة فيسبادن الألمانية المرتبطة بوكالة الأمن القومي الأمريكي. ولم يشر المتحدث عما إذا كان وصول فرقة الاغتيالات مرتبطا ببدء محاكمة الطالب المغربي عبد الغني المزودي الأسبوع القادم في هامبورج في قضية اعتداءات 11 سبتمبر الإرهابية, وتوقع تعرض منشآت أمريكية في ألمانيا لاعتداءات تتزامن مع المحاكمة. وأضاف المتحدث أنه لم يثبت للسلطات الألمانية أن العراقي الذي تستهدفه فرقة الاغتيال, قد ارتكب ما يمكن أن يعاقب عليه بمقتضى القانون الألماني. وتعتبر هذه المسألة خلافية بين كل من الأجهزة الألمانية والأمريكية وظهرت جليا في اجتماعات الجانبين وكذلك في تقرير الكونجرس الأمريكي حول أحداث سبتمبر الذي انتقد ما أسماه بالعوائق القانونية للتعامل مع أنشطة المتطرفين المقيمين في ألمانيا وتجريم أعمالهم. ويتزامن كشف الاستخبارات الألمانية عن وصول فرقة الاغتيال الأمريكية التابعة لوحدة "دلتا فورس" مع إعلان الإدارة الأمريكية في واشنطن أنها أرسلت فرق أمن أمريكية إلى العراق وعدد من المدن الرئيسة في أوروبا وآسيا مهمتها تأمين سلامة الطيران, برصد أعمال إرهاب محتملة يقوم بها إرهابيون باستخدام صواريخ روسية محمولة على الكتف لإسقاط طائرات ركاب مدنية, مماثلة لما استخدم في مدينة مومباسا الكينية عندما أطلقت صواريخ على طائرة ركاب إسرائيلية وذلك في شهر نوفمبر الماضي. وتضمن التقرير الأمريكي أن فرق التفتيش الأمريكية أرسلت إلى كل من مطارات بغداد والبصرة في العراق بالإضافة إلى مدن أثينا وأسطنبول ومانيلا ومدن أوروبية تنطلق منها رحلات متوجهة إلى الولاياتالمتحدة, وأن إرسال الفرق الأمريكية تم قبل أسابيع وبصفة سرية، لتوقع عمليات إرهابية لها علاقة بتنظيم القاعدة الذي وجهت قيادته تهديدات جديدة ضد أهداف أمريكية, أخذتها السلطات الأمريكية على محمل الجد وبتقديم طلب إلى الكونجرس الأمريكي الشهر الماضي بزيادة الموازنة المخصصة لوزارة الأمن الداخلي بمليوني دولار لتخصصها لإنشاء مكتب جديد للتعامل مع "التهديدات المحتملة باستخدام الصواريخ المحمولة على الكتف. وذكر متحدث باسم الوزارة أن تعاقدات مع 8 شركات أمريكية في سبيلها للتوقيع بموجبها سيتم تزويد طائرات الركاب الأمريكية بنظم صواريخ مضادة للصواريخ مماثلة للنظام المزودة به طائرة الرئيس الأمريكي والمعروفة باسم "إير فورس 1". وتشير تقارير استخباراتية إلى أن تنظيم القاعدة يملك عشرات من صواريخ ستينجر المحمولة على الكتف معظمها صناعة أمريكية ومن مخلفات الحرب في أفغانستان وكان يستخدمها المجاهدون الأفغان ضد القوات السوفيتية في الثمانينات. Berlin:Youssef Fadhel