على اثر الاحداث التي وقعت في مدينة سليانة والتي تسببت في عديد الاضرار في المؤسسات العمومية والأملاك الخاصة وأعقبت بحملة مداهمات للبيوت و ايقاف العديد من شباب الجهة، تحولت جريدة الشعب على عين المكان محاولة استجلاء حقيقة ما وقع والاطراف التي تقف وراء هذه الاحداث. الاتحاد الجهوي يدين التخريب والإيقافات العشوائية كانت وجهتنا الاولى الى مقر الاتحاد الجهوي بسليانة وقد تزامن حضورنا مع عقد هيئة ادارية جهوية بحضور كل من الاخوة اعضاء المكتب التنفيذي الوطني بلقاسم العياري والمولدي الجندوبي وحسين العباسي وقد خصص جزء كبير من هذه الهيئة لتدارس ما وقع والبحث مع النقابيين في الاطراف التي تقف وراء عمليات التخريب والاعتداءات. الاخوة اعضاء الاتحاد الجهوي قدموا تقريرا لما حصل يوم الاثنين 25 افريل 2011، مؤكدين ان التحركات ابتدأت سلمية احتجاجا على تعيين رئيس النيابة الخصوصية لبلدية سليانة ولكنه سرعان ما تم الانحراف به عن وجهته الحقيقية من طرف مجموعات مدسوسة قامت بالتحريض على العنف وتوجيه المتظاهرين امام مقر الولاية والمعتمدية ومنطقة الشرطة، ووصل الأمر ببعضها حدّ رشق مقر الاتحاد الجهوي بالحجارة وتهديد النقابيين. كما عبّر اعضاء الاتحاد الجهوي عن استيائهم من محاولة البوليس السياسي توريط الاتحاد الجهوي في الاحداث من خلال املاء شهادات زور ضد مناضلي الاتحاد وهو ما تم كشفه اثناء المكافحة التي وقعت بين الشاهد والمتهمين، حيث اعترف امام قاضي التحقيق بأن عناصر من البوليس السياسي هم الذين أجبروه على اتهام مناضلي الاتحاد لتحميلهم مسؤولية التحريض على العنف والتخريب. المواطنون وأهالي الموقوفين يؤكدون الشهادات التي تقدم بها اعضاء الاتحاد الجهوي بسليانة حول الاحداث التي وقعت أكدتها شهادات عديد المواطنين الذين التقيناهم سواء داخل دار الاتحاد او الذين التقيناهم ونحن نزور عائلات المعتقلين وجل من التقيناهم اكدوا ان عناصر غريبة عن المدينة هي من اخترقت التحرك السلمي ووجهته نحو التعرض للمرافق العامة. بل ان بعضهم قد اكد ان هذه العناصر المندسة قد تم توجيهها من طرف بعض المحسوبين على الحزب الحاكم سابقا وبأنها كانت مزودة بأدوات ومواد للتخريب وان بعض شباب الجهة الذين كانوا حاضرين اثناء الاحتجاجات قد حاولوا الدفاع عن المؤسسات غير انهم لم ينجحوا في ذلك نظرا لحالة الفوضى والهياج التي سيطرت على الجميع ولسرعة تحرك هذه العناصر وتنظيمها المحكم، كما اكد من التقيناهم من شهود العيان على ان الموقوفين لم تكن لهم صلة بما وقع وان بعضهم لم يكن موجودا أصلا يوم الاحداث في مدينة سليانة، وان الشبهة الوحيدة التي تعلقت بهم انهم من اصحاب السوابق العدلية او ممن يشربون الخمرة، مع العلم ان العديد منهم تحملوا مسؤولية الدفاع عن المدينة اثناء الانفلات الامني الذي تلا ثورة 14 جانفي حيث شكلوا لجان حماية سهرت على حماية الممتلكات العامة والخاصة والدفاع عن الاهالي ضد مجموعات التخريب حتى ان بعضهم قد اصيب جراء ذلك. شهادات عائلات الموقوفين وكأن حالة الرعب التي عاشها أهالي سليانة طيلة ليلة الاثنين 25 افريل 2011 نتيجة التخريب الذي أتت نيرانه على مقر البلدية والقباضة والمعتمدية ومركز الشرطة، لم تكن كافية ليكونوا على موعد مع ليلة اخرى كان رعبها اشد وقعا وأوقع ضررا على الاهالي، غير ان مصدر هذا الخوف لم يكن هذه المرة من عصابات التخريب المجهولة وانما كان نيتجة جملة المداهمات التي نفذتها عناصر من الامن الوطني مدعومة بعناصر من منطقة الامن الوطني بسليانة حيث عمدت هذه الوحدات الى تنفيذ عمليات مداهمة واقتحام على الساعة الثانية ليلا من يوم الاربعاء 26 افريل 2011 شملت العديد من الاحياء والبيوت في المدينة ولم تخل الى جانب ما أحدثته من حالة رعب بين الكبار والصغار لا تزال اثارها بادية على بعض النساء والاطفال الذين التقيناهم في بيوتهم وهم تحت تأثير الصدمة والترويع. لم تخل هذه المداهمات من تجاوزات خطيرة تمثلت في تعمد إذلال السكان من خلال الشتم والسب بأبشع العبارات والاعتداء بالعنف المادي على الاطفال والعجائز والمرضى والانكى من كل ذلك الاستيلاء على ما وصلت اليه أيديهم من مال ومصوغ وهواتف نقالة وكسر الاثاث والابواب بطريقة هستيرية أجمع عليها كل من التقيناهم من عوائل الموقوفين الذين تمت مداهمة بيوتهم ومما تداوله الأهالي ايضا ان هذه الوحدات التي كان بعض عناصرها ملثمين او مقنعين، كانت في حالة سكر واضح تفوح منهم رائحة الخمر، بالاضافة الى تلذذهم واستمتاعهم بالاستماع الى اغاني المزود (سمير لوصيف، كما ذكر بعض شهود العيان). ولمزيد الاستيضاح تنقلنا الى عديد البيوت التي تعرضت للاقتحام فأكد لنا كل من التقيناهم نفس الرواية: حيث أكد لنا الشاب أحمد الدريدي شقيق الموقوف عادل الدريدي والذي تم اعتقاله هو وأشقاؤه الخمسة (محمد عزيز 15 سنة، عماد 19 سنة، أحمد 24 سنة، عادل 26 سنة، سامي 29 سنة) قبل ان يتم اطلاق سراحهم بعد تدخل احد عناصر الشرطة بسليانة وتم الاحتفاظ بعادل وذكر انهم تعرضوا للضرب والاهانة داخل سيارة الشرطة وكذلك في المنطقة، كما صرح بأنه تم الاستيلاء على هاتف شقيقه الذي لا يساوي 15 دينارا وكذلك »شَرْكَة« تم انتزاعها من رقبته وهو ما أكدته منجية الخريصي. كما أكدت السيدة ليلى خروبي ام لستة ابناء ووالدة الموقوف أمين، انها تعرضت للتعنيف بالصفع والدفع بقوة مما تسبب لها في رضوض عاينا أثارها على جسدها ومما ذكرته ايضا ان ابنها الصغير أسامة الذي يدرس بالسنة السادسة أساسي قد تعرض للترهيب حيث تعمد احد عناصر وحدات التدخل الى اشهار السلاح في وجهه مما تسبب له في حالة نفسية حرجة، كما أقسمت أغلظ الايمان انه تم الاستيلاء على أجرة ابنيها 800 دينار وهو نفس ما ذكره زوجها صالح الدريدي. قصة رشيد قدور التي سردتها والدته زكية دراجي أكدت ان ابنها لا علاقة له بما وقع وهو ما اثبته الجيران حين كان خارج المدينة في جلسة خمرية مع اصدقائه ولا علم له بما حدث، غير انه تم ايقافه امام المسجد ودفعه تحت الضرب الى الامضاء على اعتراف بأنه شارك في عملية التخريب. السيدة خيرة الشعلي والدة التلميذ صالح الجندوبي الذي يدرس بمركز التكوين المهني (19 سنة) والقاطنة بحي الطيب المهيري روت لنا كيف تم اقتحام لايقاف ابنها ليلة الاربعاء بعد ان تم الاعتداء عليها والعبث بأثاث منزلها وبالنوافذ والخزانة، وأكدت ان ما يحزّ في نفسها معاملة الاعوان وتعمدهم الشتم والسب والتلفظ بألفاظ بذيئة وارهابها كي تعترف بمكان ابنها الذي وكما ذكرت كان الى جانب شقيقه المريض (معٌوق) و تم ّ إيقافه يوم الخميس صباحا وهو يرافق شقيقه الى المستشفى. السيدة جميلة التوهامي والدة رابح غنيم، ذكرت ان ابنها لم يشفع له مرضه فتم إيقافه وهو في طريقة الى العمل وذكرت ان ابنها المتزوج لم يسلم من ممارسات القوات الامنية الا بعد تدخل رئيس المركز عبد الستار الجلاصي الذي كان مرافقا للوحدات في تدخلاتها. وأكدت السيدة جميلة انها تعرضت للضرب على رجلها التي ظهرت عليها الرضوض وعلى مستوى الرأس. السيدة عائشة بوبكري والدة منصور بن عبد السلام الخريصي (قضى 10 سنوات سجن) يعمل بائع ملابس تم ايقافه لأنه رافق خالته منجية الخريصي الى منطقة الامن الوطني بسليانة ليلة الايقافات للسؤال عن ابنائها فتم ايقافه والاعتداء عليه ومصادرة سيارته وسرقة كلّ محتوياتها. السيدة أم الخير اليحياوي والدة الشاب أيمن المسعودي (25 سنة) ذكرت لنا ان ابنها تم القبض عليه عندما كان بصدد مراقبة ما يحدث في الشارع فوق سطح البيت وبكت عندما تذكرت كيف تم إلقاؤه من فوق السطح، ورغم ذلك فقد أصرّ الاعوان على تفتيش بيتها والعبث بمحتوياته واثاثه. السيدة هنية البزازي والدة سمير العثماني، تشكو من مرض مزمن اكدت ان ابنها لم يكن حاضرا يوم الاثنين والثلاثاء ورغم ذلك تم ايقافه وتلفيق التهم له وروت لنا كيف تم الاعتداء عليها بالعنف عندما تضرعت للاعوان لاطلاق سراح ابنها مما سبّب لها كسرًا في المرفق وتهشيم محتويات بيت ابنها. السيدة الرزقي والدة ابراهيم الكافي تحدثت عن ابنها الذي تم الاعتداء عليه يوم الاحد 24 افريل من طرف العون كمال الجلاصي والاستيلاء على هاتفه الجوال ومبلغ مالي ب 1000 دينار، مما تسبب له في نزيف على مستوى الاذن، وهو نزيل بالمستشفى. السيدة سلاف البوغانمي زوجة أيمن المنصوري تحدثت عن الاعتداء الذي تعرض له زوجها صبيحة الاربعاء 26 افريل 2011، وكيف تم العبث بأثاث منزلها بعد ايقاف زوجها. هذه الشهادات التي استقيناها من عوائل الموقوفين ننقلها لكم كما وردت على ألسنتهم، حاولنا نقلها بكل أمانة، وقد عاينا بأنفسنا آثار التكسير والتهشيم الذي اصاب اثاث منازلهم، والرضوض والكسور التي اصابت أجساد العديد من افراد اسرهم، ورغم اننا حرصنا على عدم اعتماد العديد من الشهادات التي استمعنا إليها.