في حصّة تلفزيّة خيريّة. كم جُمّلت صُور وأسماء لا ينفع في تجميلها حتى آخر مستحضرات التجميل المبتكرة في أكبر دور الوقاحة العالميّة.ومصانع تنزيه الذي لا ينزّه ممّا أتاه وأتى عليه من الذي يجمع العام قبل الخاص على أنه لا يرقى لما بلغ لكن إرادة ما جعلت منهم نجوم ثورة وهبت نفسها للركوب بعد مواصلة استقالة أو لا مبالاة جزء من الشعب ومن غرر بهم ببرامج اتضح سريعا أنها من صنع خيال رديء لم يرقَ إلى قراءة طرق العهد البائد الذي ترك لهم ما «يدشّنونه» على بركة الله وباسم الشعب المغدور في فرحة استكثروا عليه أن يحلم بها. هذه الحصة(الصراحة راحة) التي هي مثار جدل في شخصيّة صاحبها وألوانه قبل ألوان حصته. هي مانحة صكّ البراءة ومنظّفة الصور قدّام شعب هو أوّل العارفين وسيّدهم بالكائن والممكن لكلّ شخصيّة لذلك هو يمضي وقتا إثر الحصة في الغربلة والبسملة وحلّ مسألة مصداقيّة الحصّة بمجملها ضيفا ومضيفا. وما صكّ البراءة إلاّ ما سنرى مفعوله في الانتخابات القادمة. حتى باعتماد النسيان السريع والمريع للشعب التونسي عند توفّر الإغراءات التي تجعل منه طيّعا بريئا.لذلك فهو الذي أولى بأن يمنحه سياسيو آخر زمن.صكّ البراءة. وها هو في حصة النائبة محرزيّة يعجز ويفشل فشلا ذريعا في تلميع صورة أنتجها عجز كبير في فهم واستيعاب طبيعة المجتمع الذي تنتسب اليه ورقيّا فقط وعمليّا هي مهاجرة تنفع في إبداء الرأي في عمليّة إدماج المهاجرين المسلمين(النهضاويين) في صفوف المجتمع الفرنسي في أفضل الحالات فالعلم النظري وحده لا ينفع في تقرير مصير شعب له خصوصياته وميزاته اليوميّة والزمنيّة التي كانت السيدة محرزيّة غائبة عنها جملة وتفصيلا. لذلك ننصح وبتركيز شديد وتشديد أن تختصّ النائبة محرزيّة فيما يخصّ مهاجرين فرنسا تخصيصا والمهاجرين عموما وإبداء آرائهم ومشاغلهم وما يرغبون في تثبيته دستوريّا وترك أهل الدار للدار فهم أدرى بشعابها وبمفاتيح أبوابها الصغيرة والكبيرة. ففي هذه الحصّة تعرّى المستور واكتشفنا أن ولاء هذه السيدة ليس للشعب الذي هلل بوجودها ممثلة عن المرأة في مجلسه التأسيسي. ولعموم من انتخبها من خارج الديار. وإنما لمجموعة حزبيّة لا تمثّل سوى ما تمثّل في حساب باقيه من جماعة الصفر الفاصل.الذي هو فاصل والفيصل في تاريخ تونس المفبرك والمسطر سلفا بدوافع عدّة وأجندة لا دخل للشعب التونسي فيها لا من قريب ولا من بعيد. وكلّ ذلك يشرّع باسم الثورة. لصالح ومصلحة من؟ هذا ما سيكشفه الزمن القريب والبعيد. ومنه ما كشف مستوره أصلا وفعلا وقولا. رغم محاولات الصفر فاصل التعامل والتعاون لمصلحة عليا طالما ناضلوا من أجلها وكابدوا ما كابدوا لفرضها. نصرة لشعبهم ومحبّة جارفة وأصيلة لوطنهم. وفي حديثنا هذا لا يجب أن ننسى أن نذكر بخير ونعطي حقّ من هم في السلطة الآن وهم يحاولون جاهدين الإفادة بما يمتلكون من جهد وفهم ووطنيّة.فليس الجمع مانع وليس الكلّ في خانة واحدة.لذلك ننصف من يعنيهم الإنصاف. ونعود إلى النائبة عن حركة النهضة فرع فرنسا السيدة محرزيّة لنسألها سؤالا جوهريّا. كيف حال حقوق العامل في فرنسا التي تعيش فيها لسنين طويلة جعلتها بلا دراية عن ما يعانيه العامل التونسي من بؤس وفقر وخصاصة وعلى الأخصّ بعد (الثورة)التي جاءت بها لترفض أولا المقارنة بين العامل والنائب والحال أن الاثنين هما في خدمة الوطن ولكلّ تضحياته التي يقدّمها كي تصل(ثورته) برّ الآمان فعل سبيل الذكر لا الحصر العامل المسؤول النقابي هل يتقاضى منحا أوأموالا تعوّضه عن رنات الهاتف الذي هو جزء من تواصله مع قاعدته العماليّة.هل طالب بمنحة هاتف؟ وعند تنقله للقاء منظوريه هل يصرف ما يصرفه لقاء خدمة ولا يرغب من وراءها جزاءا ولا شكورا ؟هل طالب بمنح سكن ب 900 دينارا فهل سيكتري فيلا مؤثثة على البحر ليقضي فترة نقاهة أم سيسكن بيتا هو وظيفيّا ونعرف سلفا قيمة الكراء في تونس أم هي مساهمة من النواب في الترفيع في معلوم الكراء في تونس دفاعا عن حقوق ملاّكي البيوت؟ ولن أتحدث عن التقشّف الذي يحكى عنه والذي من المفترض أن يقود نواب الشعب ليعطوا المثال قبل حتى الوزراء من أصل ما يدفع لهم الآن ويقدّم لهم تسهيلات وأولويّة في التنقّل في وسائلنا العموميّة حتى يكتشفوا(لمن لم يكتشف بعد) ما يعانيه من انتخبهم ليتحدّث على لسانهم ويطرح مشاكلهم أم أنهم الآن يستنكفون من ما كانوا غارقين فيه كرها وإكراها. هل الراحة والأكل الطيب لا يوجدان إلاّّ في الفنادق المصنّفة والبيوت الفاخرة ؟ ألا نعتبر من السائح المدلل الذي ترك مثل هذه النزل وأرقى منها ليجوب البلاد بحثا عن صورة لواقع يهرب من اكتشافه من هم معنيون أولا بهذا الواقع قصد انتزاعه من أرضنا وحتى لا نكون صورا عن الموت الشعبيّ البطيء الذي نقاد إليه منذ الزمن البائد. ولولا العامل سيدتي محرزيّة النائبة عن مجموعة تقطن فرنسا التي أعطت حقوق عمالها حتى على صعيد استعمالهم كأمثلة حتى أصبحوا رمزا للكرامة و للنضال وللجهد وللبناء. وليس رمزا للفقر والخصاصة. حتى أن نائبهم لا يرضى بمقارنته بهم (لخصوصيّة مكانته الاجتماعيّة). ولئن كان حتى صاحب الحصّة لمرّة منصفا لهم فإن إصرار نائبة عمال فرنسا ونحن نعرف مسبقا غالبيّة من عاش هناك ما هو تصنيفه في سلّم العملة حتى والذين أعطوها أصواتهم لتكون لسانهم الذي يحكي مآسيهم وهم في غربتهم. ولولاهم لما بنيت فرنسا التي تحاول جاهدة فرض سيطرة على مستقبلنا وحياتنا وثروتنا.كغيرها ممن يسابقون الزمن للفوز بموطئ قدم على أرضنا ليس محبّة فينا بل في كدح عمّالنا الذين تحدّثت عنهم بتلك الطريقة (رغم محاولتك تخفيف الوطء من خلال تكرار جمل المترفعين من قبيل « مع احترامي للعامل » وما يفيد هذا الاحترام بلا حقوق ولا تساوي خلق الله أمام القانون وأمام الله) وها هو لا يمكن أن يحلم أنه متساوٍ ومن انتخبه هو ليكون (مكانه). ولم تفلح هذه السيدة النائبة سوى في تجميل وتنزيه الحكومة والمجلس والوزراء والنهضة خصوصا مخافة انقلاب السحرعلى الساحر لأننا لا نزال نمتلك عقليّة الولاء التي تحمي الوجود والامتيازات وليس الشعب الذي يعلي وينزل من يرفعه مقاما لم يكن يحلم به. فإذا كان هذا ما نصّبناه وانتخبناه حتى نائبا لرئيس المجلس التأسيسي هو غير قادر على الوضوح والشفافيّة أمام أسئلة كانت سلاحا لها. تحوّلت بتعنّتها عليها. فمن إعطاء صورة متناسقة بين ما يرغبه المجلس من تلميع. وبين ما يرغب الشعب سماعه عن هؤلاء الذين يدفع لهم من الضرائب التي يدفعها (وخصوصا هذا العامل المثقل بأوجاع الدنيا وأهلها). فكيف نؤسس وما الذي نؤسس؟