سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ظروف المؤسسة صعبة لكننا قادرون على تجاوز المحنة بسهولة... منية بن نصر العيادي الكاتبة العامة للنقابة الأساسية للشركة التونسية، لصنع الإطارات المطاطية (ستيب منزل بورقيبة)
تمرّ الشركة التونسية لصنع الاطارات المطاطية ببعض الصعوبات التي مردها كثرة ديونها التي اثرت على اركانها الداخلية وجراء ذلك تأثرت وحدة الانتاج فرع منزل بورقيبة وذلك من رواسب سنوات مرت لذلك كان من الضروري الحديث إلى الكاتبة العامة للنقابة السيدة منية بن نصر العيادي التي كشف كل التفاصيل.. ماذا يجري في وحدة انتاج منزل بورقيبة تحديدا؟ تأسست وحدة انتاج منزل بورقيبة سنة 1967 وعلى عراقة المؤسسة فانها عرفت الكثير من المد والجزر وهي مؤسسة امريكية المنشأ انها كانت تحمل اسم «Firestoun» فريستون وهي التي كانت تشغل اكثر من 600 عامل ليصبح الآن العدد في حدود 180 عونا وبالعودة الى الوراء يتبين انّ الشركة عرفت سنة 1980 تغييرات جذريا على مستوى الهيكلة وذلك بفضل ارادة العمال الذين تبرعوا بمستحقاتهم المالية ليطلق عليها اسم سوناب اما سنة 1990 فقد اختارت الدولة منهج «الدمج» بين شركتيْ منزل بورقيبة ومساكن والغريب في المسألة انه منذ 1990 والشركة لم تنتدب اي عون جديد لها انها لم تسع إلى تعويض الموتى او من الذين تمت احالتهم على التقاعد اما النقطة الابرز في ملف «ستيب» انّ التجهيزات التي تركتها «شركة فريستون» الامريكية هي نفسها إلى الآن ولمْ تقع صيانتها ممّا جعل الانتاج يتراجع ان لم اقل انه اصبح ضعيفا جدا. ثم ماذا حصل في الأثناء؟ بعد كل هذا اختارت الادارة «التّقليص» في حجم الانتاج بأن تخلت عمّا يسمى بدورة العمل الثالثة وفي ذلك ضرب للانتاج وللعمال وللمؤسسة ولا ندري لماذا كان ذلك الاجراء التعسفي كما انّ جملة من العمال تعرضوا للكثير من الامراض المهنية بما انّ عددا كبيرا من الآلات سقطت منه «الميكانيزمات الضرورية» فكان لابدّ للعمال من تحمل اعباء حمل اوزارٍ كبيرة جدا وهو ما اثر على حالاتهم الصحية كما انّ وضع الصحة والسلامة المهنية اثر على الاطار العام للعمال بما انّ اركان المعمل اصبحت «غير صحيّة وآيلة للسقوط». متى حصل كل هذا؟ حصل هذا في سنوات ما قبل 2007، حين كان العمال يعانون التهميش والنسيان. ما الذي تغير بعد ذلك؟ لن اذيع سرا اذا قلت انني بوصفي إمرأة تحملت اعباء واخطاء الآخرين وبدأت من النقطة الصفر ليكون العمل حسب روزنامة واضحة وبرنامج طموح يرتقي بالعامل إلى ما يصبو اليه. من ذلك اننا صنفنا الشركة ضمن المؤسسات الخطيرة والمخلة بالصحة واصبح العمال يتمتعون بتصنيف (1) الخاص بنظام العمل 40 ساعة في الاسبوع مقابل التمتع براتب 48 ساعة في الاسبوع وهذا يعني حسابا «ربح» 50 يوم راحة مدفوعة الآجر في السنة، كما امضينا على برنامج واضح يبعد عنا شبح الخوصصة، من النقاط المضيئة الاخرى اننا رسمنا كل العمال المتعاقدين وانهينا العمل بالمناولة في المؤسسة كما امضينا على اتفاق يقضي القيام باستثمارات مالية واصلاحات عميقة على تجهيزات الوحدة. كما يحسب لمجموعتنا اننا أمضينا على اتفاق يقضي بانتداب عمال جدد وتعويض من يغادر لاي سبب كان. الأكيد انك وجدت الكثير من الصعوبات لتجاوز هذا الارث الثقيل؟ ثمّة عقلية يريد ترسيخها البعض في الاذهان وهو ان المرأة لا يمكن التعويل عليها كما لا يمكن ان تكون مسؤولة على ادارة مسائل حيوية والحال انّ الحقيقة عكس ذلك تماما بما اننا نجحنا في دورنا وكذلك تحقيق مكاسب في ظرف وجيز ودقيق مرت به المؤسسة والبلاد. كيف كانت تمر القرارات الحاسمة بين اعضاء النقابة؟ لن اذيع سرا اذا قلت اننا باعتبارنا مكتبًا كنّا على اتفاق وانسجام كبير في كل ما يخص حاضر ومستقبل المؤسسة وبالمناسبة فانني اشكر زملائي في المكتب وهم الاخوة بشير الحداد، عماد الماضي، فتحي مسعود، سفيان الحكيري، فرحات لطفي ويوسف الوسلاتي كما اشكر كافة العمّال على ثقتهم في امرأة وراهنوا على نجاحها لاخراجهم من المآزق في مؤتمرين الاول عادي والثاني استثنائي. كيف توفقين بين المسؤولية النقابية والمسؤولية العاڈئلية؟ كنت في وقت سابق «ادفع بزملائي في العمل إلى مساندة النقابة وقد تقدمت للمسؤولية لما حصلت آخر عنقود من ابنائي، على شهادة الباكالوريا، لانني خيرت ان اخصص حياتي للعمل النقابي بعد نجاح ابنائي وهم انس التي حصلت على «ماستار في البيولوجيا وقيس مهندس اتصالات وسارة حاصلة على دكتوراه في الصيدلية هذا النجاح العائلي هو بالتأكيد صورة مطابقة للاصل لنجاحي المهني والاجتماعي