في منتصف هذا الصيف استبشر العمال وكل الساهرين على ديمومة شركة الفولاذ باستكمال الجزء الأول من عملية تحديث وتطوير قطاع انتاج حديد الصلب وذلك بتشغيل الفرن الكهربائي بعد تغيير واضافة بعض المعدات الرامية الى تحسين مردوديته ليقفز الانتاج من 60 ألف طن الى 100 ألف سنويا وذلك في انتظار تركيز الفرن الكهربائي الثاني ليدخل طور الانتاج أواسط سنة 2008 اضافة 100 ألف طن أخرى من العروق الفولاذية سنويا. وجاءت هذه الانجازات بعد مجهودات جبارة بعد إغلاق الفرن العالي من جميع الأطراف من أجل النهو ض بالمؤسسة وخاصة اللفتة الكريمة من طرف الرئيس زين العابدين بن علي الذي ما فتئ يقدم الدعم والمساندة للشركة باعتبارها قلعة صناعية وطنيا وجهويا. وإيمانا منه بأن عملية التأهيل الكامل للشركة وتحديثها تمر حتما بتطوير كامل القطاعات والوحدات التي تدخل في دورة الانتاج وخاصة قطاع الدرفلة الذي يعتبر القلب النابض للشركة فإن الطرف النقابي لم يدع اي فرضة تمر في لقاءاته مع الادارت العامة المتعاقبة دون تأكيد هذا المطلب وذلك بالنظر الى الحالة المزرية التي اصبحت عليها معدات هذا القطاع حيث يرجع تاريخ تصنيعها الى بداية الستينيات أي منذ ولادة المؤسسة ولم تشملها أي عملية تحديث أو تعصير منذ ذلك الحين ممّا اثر سلبا في سير الانتاج من حيث المردود والعدد المتزايد لحوادث الشغل حيث ان ظروف العمل قاسية جدا وبدائية ولكن العمال احساسا منهم بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم من أجل تزويد السوق بحديد البناء مثلما فعلوا على امتداد قرابة نصف قرن لم يبخلوا بأي قطرة عرق واحدة ليحافظو على مستوى الانتاج الى ان حصل المكروه يوم 2 سبتمبر 2007 بنشوب حريق بقاعة التحكم الكهربائية تسبب بالتوقف التام للانتاج بالقطاع ونحمد الله لعدم وجود خسائر بشرية. ان قطاع الدرفلة بشركة الفولاذ ساهم مساهمة كبيرة على مر السنين في بناء تونس الحديثة وحان الوقت لاتخاذ قرارات فعالة وريادية من طرف سلطة الاشراف كما عودتنا في السابق من أجل تطويره وإعادة تشغيله في اقرب الآجال ، وفي الحقيقة هذا ما استنتجناه بعد الزيارة الأخيرة التي أداها السيد عفيف شلبي وزير الصناعة والطاقة والمؤسسات الصغرى والمتوسطة يوم 8 سبتمبر 2007 الى الشركة والذي عاين بنفسه الاضرار التي لحقت بقاعة التحكم الكهربائية بالقطاع بسبب نشوب الحريق حيث ساهمت هذه الزيارة في تخفيف الضغط على العمال وتقليص مخاوفهم خاصة بعد تأكيد السيد الوزير على أن رئيس الدولة يولي حرصا خاصا لشركة الفولاذ باعتبارها قطبا صناعيا جهويا ووطنيا وأنه من ناحيته سيقدم الدعم اللازم من أجل إعادة تشغيل قطاع الدرفلة في أقرب الآجال. ان النقابة الاساسية لشركة الفولاذ واعية كل الوعي بتأثير توقف قطاع الدرفلة عن الانتاج مدة طويلة وما يمكن ان يسببه من اضطرابات في عملية تزويد السوق بحديد البناء كما ان اطالة مدة التوقف من شأنها خلق جو من التململ والتشكيك بين العمال نحن في غنى عنه في الوقت الراهن ولهذا ندعو الى اتخاذ التدابير اللازمة من أجل الاسراع بعملية إعادة تشغيل قطاع الدرفلة في أقرب الآجال وأحسن الظروف خاصة أننا على أبواب مجلس وزاري لتدارس وضعية الشركة.