نقصد الغرب هنا أوروبا الغربية والولايات المتحدةالأمريكية للترابط الوثيق بين حضارتيهما في عديد المفاهيم عامة وفي العقلية الاستعمارية خاصة. لقد عان العالم والشعوب العربية والاسلامية خاصة، من اثار الاستعمار الغربي بمفهومه الذي شرحناه ونضرب لذلك ثلاثة أمثلة حية : يتعلق الأول بفرنسا ويهم الثاني والثالث أمريكا. 1 المثال الفرنسي : لقد استعمرت فرنساالجزائر استعمارا مباشرا احلاليا سنة 1831 ولم تخرج منها مدحورة إلا بعد مقاومة وجهاد مريرين ذهب في سبيلهما ما يزيد عن المليون شهيد إلا سنة 1964 ورغم ذلك رفضت فرنسا ومازالت ترفض بشدة الاعتراف بمسؤوليتها السياسية وحتى الاخلاقية عن هذا الاستعمار وعن الآثار المدمرة التي ألحقتها بالجزائر وطنا وشعبا . فرنسا هذه التي تتشدق هي وأذنابها في العالم العربي والإسلامي بالحضارة والإنسية والديمقراطية وحقوق الشعوب ترفض بشدة عبر برلمانها ومجلس شيوخها الاعتذار للجزائر او غيرها من الشعوب التي استعمرتها وقتلت أبناءها ودمرت أوطانها . كما ترفض بنفس الغطرسة والوقاحة حتى مراجعة قانونها الذي يمجد الاستعمار ؟ وهذا ما حصل فعلا لما تقدم الحزب الاشتراكي بمشروع قانون لإلغاء هذا القانون الاستعماري سيء الذكر والتاريخ . فقد رفض البرلمان الفرنسي هذا المشروع، وبقيت الرزنامة القانونية الفرنسية الى الآن مجللة بقانونها الذي يمجد الاستعمار؟ 2 المثال الأمريكي: استعمار أمريكا للعراق وأفغانستان : لقد رجعت بنا أمريكا الى الاستعمار المباشر بعد أن توهم الغافلون والسذج انه قد انتهى، فها هي جيوشها المجهزة بآفتك الأسلحة وأخطرها تدميرا لأنها قد استعملت كل أنواع أسلحة الدمار الشامل والأسلحة الممنوعة دوليا مثل الأسلحة الذرية والآوريوم المنضب والأسلحة الكيميائية، وهي التي زحفت على العراق مثلا من أجلها تستعمر أفغانستان وتقتل شعبه وتدمر وطنه، بمباركة الجميع بما فيها الأممالمتحدة التي صارت للأسف الشديد فرعا من إدارتها . ثم بعد ذلك تمر للعراق فتفعل به نفس الشيء ، كل ذلك بتعلة نفس الأسباب وجعلت العراق مثالا يحتذى وبوابة للاستعمار الجديد تحت يافطة العولمة والنظام العالمي الجديد في اطار الفوضى الخلاقة. ب قوانين أمريكا لتقسيم العراق وإهانة تركيا:بما أن أمريكا تعتبر سيدة العراق وحاكمه الفعلي فهي تتجرأ عن اصدار القرارات وحتى القوانين لتقسيم العراق، فهاهي لجنة الخارجية تصدر مشروع قانون لتقسيم العراق الى ثلاث دويلات كردية وشيعية وسنية دون حتى استشارة المالكي أو حكومته ؟! أما بالنسبة لتركيا صديقة أمريكا وحليفها الاستراتيجي، فجزاؤها على ما قدمته من مساعدات لها ولحليفها إسرائيل كان من قبيل جزاء سنمار، حيث تجاوزت أمريكا كعادتها كل الأعراف والمواثيق الدولية فأصدرت لجنة وزاراتها الخارجية قرارا سيصبح في القريب العاجل قانونا لإدانتها من أجل أحداث تاريخية مزعومة تنسب لنظام سابق لم تعد تربطها به أية علاقة مهما كان نوعها. لأن هذه الأحداث المزعومة ترجع للخلافة العثمانية في حين أن تركيا الآن هي دولة أتاتورك الذي قطعها كليا عن هذا الأصل التاريخي والانتماء الحضاري . فلماذا هذا التدخل السافر في شؤون تركيا من قبل أمريكا التي تملأ الدنيا جعجعة من أجل عدم التدخل في لبنان إلا من قبلها !؟ ولماذا لا تصدر هذه اللجان التي تتباكى علي الأرمن قرارات إدانة وشجب ضد حكومتها أولا في العراق وثانيا ضد حليفتها اسرائيل في فلسطين وضد حليفتها الجديدةفرنسا !؟ أم هل أصاب عينها العماء وران على قلبها الصدى !؟ ولماذا هذا التزامن مع صعود حزب العدالة والتنمية في تركيا لسدة الحكم حكومة ورئاسة؟!