منذ فجر الاستقلال اهتمت الدولة التونسية بالمجال السياحي فرفعت الشعار التالي «الدولة في خدمة السياحة» وكرست طاقاتها المالية والبشرية للرقي بالمنتوج السياحي وجدير بالذكر ان هذه المجهودات اتت اكلها لترفع السياحة التونسية الى مصاف عالمية وتضفي على هذا القطاع مميزات عديدة، الا ان السياحة تواجه ضغوطات مختلفة بالرغم مما تتحلى به من مميزات، فما هي الضغوطات والتحديات المحدقة بهذا القطاع؟ تظافرت العوامل الطبيعية الملائمة والمشجعة على اتخاذ السياحة كركيزة للاقتصاد الى جانب الدور الهام الذي اضطلعت به الدولة والقطاع الخاص لتنمية القطاع السياحي للنهوض بالمنتوج السياحي الذي يشهد تنوعا كبيرا، حيث نجد المنتوج السياحي الشاطئي على طول الشريط الساحلي والمنتوج الثقافي المنبثق عن التظاهرات الثقافية كالمهرجانات والمنتديات وزيارة الاثار والمتاحف والمعالم التاريخية التي تزخر بها بلادنا، هذا فضلا عن المنتوج الصحراوي المنتشر بالجنوب التونسي والغني بالمعالم البربرية والمناظر الطبيعية الى جانب التجهيزات العصرية كالمتاحف والنزل الفخمة. منتوج سياحي جماهيري: تعتبر السياحة التونسية من انشط المنتوجات السياحية في المتوسط حيث تستقطب السياح من مختلف انحاء العالم (بلغت الوفود السياحية سنة 2003 5 ملايين سائح) وتعتبر فرنسا وألمانيا اهم مناطق انطلاق السياح في أوروبا، اما على الصعيد العربي فيتصدر السياح الليبيون والجزائريون الطليعة في اختيار بلادنا كقبلة سياحية، ومن هذا المنطلق تتميز السياحة التونسية بتنوعها وثرائها وباستقطابها للسياح من مختلف انحاء العالم فضلا عن قدرة هذا القطاع على تنشيط الاقتصاد ومنح بلادنا صورة مشرفة في المحافل الدولية كقبلة سياحية آمنة. فما هي الضغوطات التي تواجهها السياحة التونسية؟ الضغوطات أ بيئية: نظرا لأدفاق السياح التي تستقبلها بلادنا كل عام فقد اثّر ذلك على البيئة حيث تشهد البلاد تدهورا في الشواطئ المعرضة للتعرية (خاصة شواطئ سوسة وجربة). ضغوطات تهم التونسيين مقابل ازدهار السياحة التونسية الاجنبية تبقى السياحة الداخلية متواضعة حيث تقدر عدد الليالي المقضاة من قبل التونسيين ب 8،2 مليون ليلة وهي 1/10 الليالي المقضاة، هذا فضلا عن عدد الاسرة المخصصة للسكان المحليين حيث نلاحظ ارتفاعا كبيرا لطاقة الايواء المكرسة للأجانب على حساب التونسيين ومن الجدير بالذكر ان تطلعات الشعب والدولة على حد السواء لتدفق العملة الصعبة تقابل احيانا بشحّ في العملة نظرا لانتماء اغلب السياح الى الطبقات الوسطى في بلدانهم هذا بالاضافة الى اختلال في الميزان الغذائي حيث تبقى المنتوجات عالية الجودة حكرا على السياح. تعرف السياحة التونسية عدة مميزات تجعل منها اهم ركيزة للاقتصاد الا ان هذه المميزات تواجه بتحديات وضغوطات تقلل من شأن هذا القطاع كمحقق لأحلام التونسيين في مجالات التنمية.