«العلم نور» متاح للجميع وقد يكون متاحا للبعض فقط في بعض الاوساط الفقيرة والضعيفة وامام تقدم العلوم وتهاون البعض في أداء واجبه وتخلل السنة الدراسية لعديد البرامج العسيرة والدخيلة المتناولة لكثير من المسائل النظرية والتطبيقية المهمة وامام عُسر فهمها على التلاميذ التجأ عديد الاولياء الى الدروس الخصوصية المكلفة جدا والباهظة والداعية لاستنطاق الجيب مرارا وتكرارا وامام قدرة البعض على الدفع بسهولة امام السيولة المتاحة لهم يعجز البعض الاخر خاصة في المناطق الريفية حتى على توفير أبسط الضروريات من اللوازم المدرسية وامام تكثف عملية التدريس الخصوصي وعجز الكثير من الفئات الفقيرة عن الاخذ بكل ما يسهل عملية التعليم الصحيح وجب انشاء قناة تعليمية تونسية ولو مرحليا لان حقيقة الامر تلزم هذا، خاصة امام التأثيرات الكبيرة للاعلام وتطور وسائل الاتصالات وغيرها من وسائل الترفيه وواقع الحال ايضا يرصد ضعفا كبيرا في توجيه الطفل حيال هذه التأثيرات وللحد من امتدادها الى اجيال قادمة ان شاء الله، ممّا يُحتم ايضا اجراء عديد الدراسات والبحوث الخاصة بالتأثيرات الاعلامية ومحاولة وضع برامج تعليمية تثقيفية توعوية لإرشاد الاجيال واذا كانت القنوات الاعلامية لا تتورع بمدنا وامطارنا بوابل من الاغاني الهابطة وكثير من البرامج الساذجة والمهمشة وما تسببه من اتلاف للعقل وتحديد لطاقة استيعاب الطفل، لما يمهمه اصلا، يصبح هنا السؤال المطروح اين نحن من كل هذا؟ ففي مدارسنا لا يوجد اي برنامج تعليمي ينور الطفل بحقيقة هذه البرامج كما ان الضرورة تحتم توفير اعوان تأطير في المدارس الابتدائية كما في المدارس الثانوية والاعدادية، فبعض المدارس الابتدائية ان لم نقل الاغلبية منها لا يوجد بها اي مؤطر لا ثقافي ولا منشط وكذلك بالنسبة للمدارس الاعدادية فلا يوجد اي مؤطر اجتماعي حيث تتردى نتائج التلميذ ولا يعرض البتة على مؤطر اجتماعي يتناول المسألة بالدرس ويوجه التلميذ الى الوجهة الصحيحة والغالب عندنا ان يسمح له بالخروج من الدراسة حتى دون استدعاء الولي اصلا على أساس بلوغه السن الرشدية والحال ان التلميذ اذا ما عرض على اختصاصي اجتماعي وأحضر الولي فستتغير المعطيات من السلبي الى الأحسن، كما لا يوجد الى حد الان اي بحث يرصد هذه المسائل أو ندوة فكرية للتطرق الى ما يطرح في كل ما شرحناه سابقا. اليوم وسائل الاعلام المرئية والمسموعة تستقطب الكثيرين واذا لم يوجه الطفل بصورة صحيحة للمشاهدة الجيدة فلا يمكن ان نحفظ اجيالنا. حقيقة نبارك البرنامج الرائع لتنشيط المطالعة ببلادنا وكذكل نبارك الطريقة الجيدة المعتمدة في الامارات العربية المتحدة بإنشاء مسابقة جواز المطالعة وهي حقيقة فكرة جيدة تساعد على تنشيط التلاميذ على المطالعة في الوسط التلمذي خاصة اذا كانت هذه العملية ممزوجة بمسابقة وهدايا على حسن المطالعة وتبقى نقيصتها الوحيدة ان يمتحن الجيدون منهم بتلخيص بعض ما كتبوه في جوازاتهم حتى تأخذ طابعا اجتماعيا ويوضع التلميذ امام تحديات ولو بسيطة لتجاوزها.