نظم قسم العلاقات العربية والدولية والهجرة يومي 14 و15 نوفمبر الجاري بالحمامات الندوة السنوية للهجرة: أسباب هجرة الأدمغة وانعكاساتها. وشهدت الندوة حضور العديد من ضيوف الاتحاد من جمعيات الهجرة ومنظمات نقابية عربية وأوروبية، إضافة الى ممثلي القطاعات والجهات. وقد أبرز الأخ مصطفى بن احمد المدير التنفيذي للقسم حرص الاتحاد علي تبني قضايا المهاجرين ودراسة أوضاعهم قصد العمل على تحسينها في البلدان المستضيفة والعمل على صياغة ميثاق نقابي بين نقابات عمال الجنوب ونقابات عمال الشمال من أجل أن ينعم الانسان حيثما كان بالعدل والمساواة والحرية. أرقام مهمة تضمنت المداخلة الأؤلى للأستاذ خالد الوحيشي مدير الشبكات السكانية والهجرة بالجامعة العربية بالقاهرة جملة من الأرقام والنسب المهمة المبينة لأهمية هجرة الكفاءات العربية الى دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنموي (OCDE) وخصوصا تجاه أوروبا وكندا والولايات المتحدةالأمريكية. ورجح الأستاذ الوحيشي أن يكون عدد الكفاءات العليا العربية المهاجرة الى هذه الدول يفوق المليون كفاءة. ومن أسباب هذه الجاذبية حسب الوحيشي الحاجة العالية لدول أوروبا للكفاءات خاصة في التكنولوجيات الحديثة. وكشف الاستاذ المحاضر عن وجود مؤسسات متخصصة في جلب واستقطاب كفاءات دول الجنوب، نتيجة «تشجيع « الكفاءات العربية ف 70 من تجدد السكان في كندا متأت من المهاجرين. واعتبر الاستاذ الوحيشي أن هجرة الأدمغة العربية راجعة الى الضغف الشديد في الاهتمام بالبحث العلمي والتطور ببلدان الجنوب كما أن ضعف الرواتب والحوافز عوامل من شأنها ان تنفر الكفاءات العليا من البقاء في بلدانها. وأكد ممثل الجامعة العربية أن هجرة الكفاءات العليا تكلف خسارة مالية فادحة لبلدان الجنوب بسبب تكاليف الاستثمارفي التكوين . كما تتسبب هذه الهجرة في تعطل التنمية المستديمة ومشاريع إعادة هيكلة اقتصاديات الدول النامية واعاقة امكانياتها لتفعيل قدراتها التنافسية في عالم المعرفة. ونبه الاستاذ الوحيشي الى وجود 5000 طبيب عربي يهاجر سنويا الى الغرب كما تهاجر كفاءات عليا في قطاعات التعليم والصحة والبحث العلمي مما يضر بهذه القطاعات في دول الجنوب. بطالة عالية وكشف الاستاذ الوحيشي ان الأزمة المالية العالمية قد تعزز بطالة عالية في دول أوروبا والولايات المتحدةالأمريكية قد تصل الى 20 مليون عاطل سنة 2009 وستكون الكفاءات العربية المهاجرة المستهدفة من هذه الأزمة ودعا الأستاذ الوحيشي الى العمل على تعزيز مشاركة النقابات في وضع سياسات ذات علاقة على الصعيد الوطني وتطوير التشبيك مع المؤسسات والشبكات المهاجرة وتدعيم البنية الداعمة لاستقرار الكفاءات الوطنية. مائدة مستديرة وشهدت الحصة المسائية لليوم الأول تناول ظاهرة الهجرة والتنمية في مائدة مستديرة نشطها الاستاذ عبد الجليل البدوي مبرزا التضييق الحاصل على حركة اليد العاملة وإطلاق العنان لحركة التجارة ورأس المالي على حساب الرأسمال البشري مدعما ذلك بأرقام حيث أصبح التصدير يشكل 24 من الانتاج العالمي فيما يمثل انتقال العمال 3 من سكان الكرة الأرضية. أما اليوم الثاني فقد شهد مداخلة للصديق «ماركو سيلانتو» ممثل الاتحاد النقابي الأوروبي مؤكدا الحاجة المستمرة للكفاءات واستحداث آليات جلب لها . وأكد ان الاتحاد النقابي الأوروبي يدعو الى ضبط قوانين هجرة واضحة وغير معوقة للمهاجرين وعائلاتهم مع الحرص على دفع الاندماج الاجتماعي وتمكين العملة المهاجرين من امكانيات الانتفاع من الخدمات الاجتماعية. تحويلات مالية من جهته تحدث الاستاذ عبد الرزاق بالحاج زكري عن الهجرة والتنمية متوقفا عند الانعكاسات الايجابية المحتملة كتمكين أصحاب الشهائد العليا من اكتساب مهن غير متوفرة على المستوى الوطني، كذلك تمكين بلدان الأصل من تحويلات مالية مهمة مع التشجيع على الاستثمار في التعليم وإعداد رأس المال البشري كما أكد أهمية دعم نقل التكنولوجيات المتقدمة ودعم الاندماج في أسواق العمل العالمية وإمكانية عودة الكفاءات لدعم القدرات الوطنية في مجال حجم رأس المال الوطني. كما أشار بالحاج زكري الى الانعكاسات السلبية المتمثلة في الخسارة الفادحة لرأس المال البشري وفقدان عناصر مهمة للتعبير الاجتماعي والاقتصادي والسياسي من بلدان الاصل، كما تولد الهجرة خسارة مالية كبيرة ناجمة عن كلفة تكوين وإعداد الكفاءات . واستعرض المحاضر المقترحات التي قدمها المكتب الدولي للعمل للحد من هذه الظاهرة بدعم انتداب حاملي الشهادات وتعويض خسارة بلدان الاصل وتنمية قدرات الكفاءات المهاجرة واستغلالها في التنمية وخلق ديناميكية تنموية في البلدان المصدرة لهذه اليد العاملة الكفأة وأشرف على الاختتام الأخ محمد سعد الأمين العام المساعد المسؤول عن قسم الادارة والمالية الذي توجه بالشكر الى الضيوف والحضور كافة على انجاحهم لهذه الندوة التي تناولت ملفا مهما في حياة أبناء بلدان الجنوب . وأشار الأخ مصطفى بن احمد من جهته الى أهمية أن تكون الندوة منطلقا لمواصلة الحوار بين النقابات شمال جنوب كافة من أجل تطوير آليات العمل للضغط على مراكز القرار الدولي.