حتى تكون المطارات التونسية ذات وظائف متعددة ومواكبة للمواصفات العالمية وقادرة على تنمية أنشطتها ودفع الحركة الاقتصادية الجهوية إلتأمت ندوة وطنية تدارست آفاق تطوير أنشطة المطارات الداخلية تحت اشراف كل من وزير النقل السيد عبد الرحيم الزواري ووزير التجارة والصناعات التقليدية السيد رضا بن مصباح وبحضور السيد محمد الشريف الرئيس المدير العام لديوان الطيران المدني والمطارات والسيد نبيل الشتاوي الرئيس المدير العام لمجمع الخطوط التونسية وبيّن السيد عبد الرحيم الزواري أهمية المطارات الداخلية من حيث عددها وقدرتها على إستيعاب 20 مليون مسافر لكن يبقى الحرص على ضرورة تركيز وظائف ذات قيمة مضافة تساهم في تفعيل الحركة الاقتصادية في الجهات وإحداث فرص جديدة لتشغيل أصحاب الشهادات خاصة وأن المطارات تتمتع بعدّة حوافز وتشجيعات هامة . تمديد الإعفاءات تمّ تمديد الإعفاءات الخاصة بالمطارات الداخلية فبالنسبة للإعفاء من المعاليم الخاصة بالمطارات وبخدمات الملاحة الجوية والذي صدر في 14 ديسمبر 1996 لفائدة مطاري 7 نوفمبر طبرقةوتوزر / نفطة ومطار قفصة قصر المدرج ضمن هذه المطارات في سنة 2000، فقد وقع تمديده الى غاية 31 ديسمبر 2011. أمّا فيما يخص إعفاء المسافرين والطائرات على الرحلات البخارية الداخلية من المعاليم الخاصة بالمطارات وبخدمات الملاحة الجوية والصادر في 1 جانفي 1999 وقد وقع تمديده الى غاية 31 ديسمبر 2013. وكلّ هذه الإعفاءات لعبت دورا هاما في تنشيط المطارات وتفعيل الحركية الإقتصادية خاصة بصدور تشريعات وقوانين تشجّع على الاستثمار ومن بينها الفصل 11 من القانون عدد 23 لسنة 2008 والمؤرخ في 1 افريل 2008 المتعلّق بنظام اللزمات والذي ينصّ على أنه «يمكن لكل شخص أن يقترح بصفة تلقائية القيام باستثمار في إطار لزمة ويتعيّن عليه في هذه الحالة أن يقدّم الشخص العمومي المختص والذي يمكن أن يكون مانحا لللزمة». تشجيع حركة الشحن الجوّي من النقاط الهامّة التي تمّ طرحها خلال الندوة الوطنية حول آفاق تطوير المطارات الداخلية ، تشجيع حركة الشحن الجوّي لتحسين جودة نقل المنتوجات وتركيز هذه الخدمة داخل المطارات خاصة وأن المطارات ترتكز أساسا على نقل المسافرين ونذكر على سبيل المثال مطار صفاقس - طينة والذي تراجعت به الحركة التجارية لشحن البضائع من 508.326 سنة 1987 الى 74.802 سنة 2008. تشغيل أصحاب الشهادات العليا إنّ التوجّه نحو تنمية المطارات من شأنه أن يساهم في إقتحام سوق تشغيل جديدة وتوسيع آفاق الإنتدابات من خلال خلق أنشطة جديدة للمطارات وهو ما أكده السيد رضا بن مصباح وزير التجارة والصناعات التقليدية فبالاضافة الى خدمة السياحة والتصدير ستكون المطارات فضاءات مفتوحة لتطوير مناخ الإستثمار خاصة وأنّها تشغّل سنويا أكثر من 100 شركة أجنبية حسب السيد نبيل الشتاوي الرئيس المدير العام لمجمّع الخطوط التونسية. وأشار السيد عبد الرحيم الزواري وزير النقل أنه سيتّم فتح الأجواء كليّا في أفق 2011. ومن جهة أخرى أكد وزير التجارة والصناعات التقليدية على ضرورة اقتحام الاسواق الخارجية وتأهيل قطاع الخدمات وإكساب المنتوجات المصدّرة قدرة تنافسية عبر التخفيض في كلفة الشحن. بالاضافة الى تصدير المنتوجات الفلاحية الموسمية وإبرام عقود بين المنتجين وشركات الشحن الجوّي والمطارات كمراكز للتكوين وإستغلال المطارات كمراكز للتكوين والتدريب في مجال الطيران تلبية للحاجيات الوطنية والعالمية المتنامية في الغرض في الاقتراحات التي تمّ طرحها في اللقاءات التحضيرية للندوة الوطنية بالاضافة الى عدّة إقتراحات أخرى تختلف من جهة الى أخرى وهو ما يتماشى والتوجّه نحو تطوير المطارات حسب خصوصيات الجهة فيما يخص مطار صفاقسطينة كانت الدعوة لتنمية الحركة الجوية مع البلدان التي لها علاقة تجارية كثيفة مع الجهة وخاصة ليبيا. أمّا من الاقتراحات التي طرحت لتنمية مطار طبرقة فهو تشريك المهنيين في الجهة في بلورة برنامج ترويجي للمنتوج السياسي وتجديد طرق تمويله وبعث مناطق سياحية مجاورة. وبالنسبة لمطار توزر - نفطة فقد شملت الاقتراحات تطوير السياحة الصحراوية وإحياء سياحة التظاهرات وسياحة الغولف وتشجيع سياحة الشحن الجوي للبضائع حسب الطلب وخاصة تصدير التمور. وهذه التوصيات ستعمل الهياكل المختصة على بلورتها ضمن خطة واضحة من أجل الإرتقاء بالمطارات وجعلها متعدّدة الوظائف