أصبح بعث مؤسسة هاجس وطموح كثير من المتخرجين الشيء الذي جعل من الوكالة الوطنية للتشغيل والعمل المستقلّ وجهة هؤلاء مهما كانت نوعية المشروع في الحين الذي توفّرت فيه مراكز أخرى أشمل وأوسع على نطاق إحداث المؤسسات يجهلها جلّ الراغبين في إحداث مؤسسة وهو ما دفعنا اليوم الى إبراز الفرق بين فضاء المبادرة ومراكز الأعمال والى توضيح جملة من المعطيات الأخرى المرتبطة بكيفية إحداث مؤسسة ولتوضيح هذه النقاط إلتقينا السيد عبد العزيز بن عبيد متفقد رئيس للشؤون الإقتصادية ومدير تطوير ومتابعة برامج المساندة للمؤسسات الصغرى والمتوسطة الذي بيّن لنا في بداية حديثه الفرق بين فضاء المبادرة ومركز الأعمال بقوله «يعنى فضاء المبادرة بالمشاريع متناهية الصغر حسب تقديري في حين تعنى مراكز الأعمال التي تتوزع على 24 ولاية بكل الإختصاصات وكل المشاريع». مراحل بعث مؤسسة وبعد توضيح هذه النقطة أفادنا مصدرنا بالمراحل الأساسية التي يمرّ بها الباعث لإحداث مؤسسة والتي تتمثل أولا في مرحلة الفكرة وثانيا في تطويرها وثالثا في إعداد الدراسة أو مخطط الأعمال ورابعا في إعداد ملف المشروع وخامسا في التمويل وسادسا في الإحداث القانوني وسابعا في الإنجاز الفعلي وثامنا وأخيرا في الدخول الى مرحلة الإنجاز وترافق الباعث في كل هذه المراحل هياكل مختصّة لمساندته وتوجيهه وتكوينه وقد بدأ العمل بهذه المنظومة منذ سنة 2005 بعد إحداث قانون مراكز الأعمال بعدما كان هناك فراغ بهذا الخصوص في مرحلة قبل الإحداث ويشير محدثنا الى دور مراكز الأعمال المتمثل في استقبال وتوجيه الباعثين وتكوينهم ولقائهم بمختصين لتمكينهم من الفكرة وتوفير عنصر التناسق بين الفكرة وعقلية الباعث وميولاته وعلى هذا الأساس يتمكّن الخبراء من تطوير فكرة الباعث وضبط حاجيات إقامة المشروع حسب حاجيات الباعث للتكوين ووفقا لمتطلبات السوق والمحيط الإقتصادي وحسب حاجيات المشروع في حدّ ذاته. تكوين الباعث مجاني وفي نفس الإطار يضيف السيد عبد العزيز بن عبيد أن مراكز الأعمال هي التي من شأنها أن تحدّد نوعية وكيفية التكوين حسب متطلبات المشروع وبهذا الشكل يمكن أن يكون التكوين لدى فضاء المبادرة أو لدى محاضن المؤسسات أو لدى CEFE بصفة مجانية وبعد إستفادة الباعث من الفترات التكوينية الجماعية يمرّ الى مرحلة خمسة أيام لإحداث مؤسسة وخلالها يتعلّم المبادئ الأولية لإحداث مؤسسة ليمرّ إثرها الى مرحلة دراسة وإنجاز الفكرة وفي هذه المرحلة يحتاج الباعث الى خمسة عشر يوما خبرة ومرافقة مشخّصة له وبصورة فردية لتمكينه من تحديد مستوى وطريقة ونظام الإنتاج الذي سيحدّد بدوره المنافسين وتموقع المشروع في السوق ونسبة مردوديته وهيكلة تمويل المشروع وفي هذا الإطار تكون مهمّة المرافق مساعدة الباعث على إعداد ملف المشروع الذي يتمّ تقديمه للبنك للحصول على قرض وفي هذا السياق يجب أن يكون للباعث رأس مال بقيمة ٪30 من طاقة الإستثمار ليتمكّن من الحصول على قرض من بنك تمويل المؤسسات الصغرى والمتوسطة أو البنك التونسي للتضامن أو أحد البنوك الأخرى التجارية لكن كثيرا من الأشخاص لا يملكون هذه المبالغ فكيف السبيل للحصول على قرض من أحد البنوك؟ ٪10 تمويل ذاتي وكإجابة عن سؤالنا أفادنا مصدرنا أن للدولة صناديق تسمى بصناديق الخزينة منها صندوق النهوض باللامركزية الصناعية والتي تساهم بقروض في حدود ٪60 من قيمة رأس المال وتعطى للباعث مهلة بخمسة سنوات ولا تسترجع سوى أصل الدين الى جانب الشركات ذات رأس مال تنمية وبهذا الشكل يصبح الباعث مطالبا فقط بتوفير ٪10 من طاقة الإستثمار وإن كان القرض أقل من 100 ألف دينار والباعث ينتمي الى عائلة معوزة يتمّ استثناءه من التمويل الذاتي وفي كلّ الحالات وبعد الحصول على القرض يؤكد محدثنا على ضرورة الإلتزام بجدول إنجاز وهيكلة التمويل حتى يحافظ الباعث على أسس إنجاز مشروعه. مراكز الأعمال تكوّن وتؤطّر وتتابع ويصل مصدرنا الى مرحلة الإحداث القانوني التي تتمّ في الشباك الموحّد وهو فضاء يجمع كل الأطراف المعنية لإحداث مؤسسة كالبلدية والقباضة وغيرها من الأطراف الأخرى ويتمّ ذلك خلال 24 ساعة لنصل بعد ذلك الى مرحلة الإنجاز الفعلي التي تتطلب توفير التجهيزات والمواد الأولية وإنتداب كفاءات حسب خصوصيات ومتطلبات المشروع وأخيرا نصل الى مرحلة التسويق وهذه المرحلة بالذات لا تتطلب تدخّل مرافق إلا بطلب من الباعث في حين تتواصل المتابعة سنتين بعد إحداث المشروع وفي نهاية لقائنا أفادنا السيد عبد العزيز بن عبيد أنه ليس بالضرورة أن يكون للباعث فكرة مشروع لكي يتوجه الى مراكز الأعمال بل كثيرون يرغبون في بعث مؤسسات ولا يملكون أفكارا ويتوجهون الى هذه المراكز وبعد محادثة مختصين وخبراء يتمكّن هؤلاء من تحديد تطلعاتهم وأفكار مشاريع تتماشى مع مكتسباتهم ويتمكّنون من إحداث إدارة مؤسسات