كانت حقائق أون لاين قد أشارت في وقت سابق إلى وجود إمكانيّة لتأجيل انطلاق بطولة الرابطة المحترفة الأولى إلى أجل غير مسمّى وإلغاء الموعد المعدّل والّذي اتّفق بشأنه بين الجامعة التونسيّة لكرة القدم ومنظوريها في اجتماع يوم الخميس الماضي. ما أكّدناه منذ منتصف الأسبوع الفارط اكتسى اليوم صبغته الرسمية حيث فعّلت ودادية رؤساء الأندية تهديدها بعدم إجراء لقاءات الجولة الأولى من البطولة لعدم تلقّيها الدعم المادي الذي طالبت به. صلاح الدين الشطي رئيس هلال مساكن والناطق الرسمي باسم ودادية رؤساء أندية كرة القدم أكّد عقب نهاية الاجتماع خبر تأجيل موعد انطلاق نشاط الرابطة الأولى لكرة القدم إلى موعد لاحق بعد أن كان مقررا ليوم غد الخميس. مليار أو حضور الجمهور وداديّة رؤساء الأندية راهنت على أمرين : إمّا تأجيل الانطلاقة أو الحصول على مبلغ ناهز مليون دينار لكل فريق من الأندية ال16 المكوّنة للرابطة المحترفة الأولى حتّى يتسنى للجمعيّات الإيفاء بالتزاماتها تجاه المزودين واللاعبين والإطارات الفنيّة… لذلك فإنّ مطالبتها بهذا المبلغ كان من أجل مجابهة قرار "الويكلو" خصوصا أنّ اللعب دون حضور الجمهور من شأنه أن يحدّ من مداخيل الأندية وينفّر كذلك المستشهرين الذين لن يدعموا بطولة تدور أمام مدارج صامتة. لعبة ليّ الذراع بين الجامعة من جهة والأندية من جهة أخرى حسمت بتأجيل جديد للبطولة التي كان من المفترض أن تنطلق منذ الأحد الفارط ثمّ تم تغيير تاريخها إلى بعد غد الخميس وها أنّها تؤجّل إلى أجل غير مسمّى. شبهة السياسة بعض المسؤولين الذين تحدّثت إليهم "حقائق أون لاين" أكّدوا أنّ تأجيل البطولة غلبت عليه السياسة خصوصا أنّ قرار اللّعب دون جمهور لم تستشر فيه النوادي بل اتّخذ في المطبخ السياسي لوزارتي الداخليّة والرياضة في أعقاب الاغتيال السياسي لعضو المجلس التأسيسي محمد البراهمي… النوادي رفعت سقف مطالبها إلى مليار لكل فريق وهو مبلغ يعلم أعضاء ودادية رؤساء الأندية أنّ الجامعة الغارقة في الديون لا تستطيع ضخّه كما أنّ الوزارة رغم دعمها للرياضة تعجز عن توفير مبلغ مماثل… ذات المصادر أكّدت أنّ التأجيل تمّ حتّى لا يتقاطع النشاط الرياضي مع الشأن السياسي في ظلّ المساعي الرامية للإطاحة بالحكومة والتي بلغت مرحلتها الأخيرة بحسب ما تؤكّده المعارضة . لذلك فإنّ عودة البطولة في هذا الظرف من شأنها أن تصرف الأنظار عن تحرّكات جبهة الإنقاذ خصوصا أنّ جمهور السياسة يعدّ في أغلبه مهتمّا بالشأن الرياضي إن لم يكن ركيزته… ودون الغوص في مزيد التفاصيل يبدو أنّ عودة نشاط البطولة لن تتمّ إلا متى سوّيت الأزمة السياسيّة ورئب الصّدع بين الائتلاف الحاكم والمعارضة…