لئن كان رئيس حركة نداء تونس منتقدا لاذعا لمنظومة الترويكا التي أفرزتها انتخابات 23 أكتوبر والتي اعتبر في خطابه اليوم الجمعة بقصر المؤتمرات بتونس العاصمة أمام حشد كبير من أنصاره ومسانديه أنّها أنتجت رئيسا توافقيا غير منتخب من الشعب مثلما تريد النهضة تكرار نفس السيناريو الان من خلال مقترحها حول الانتخابات الرئاسية ، فإنّه تصدى بصرامة لأحد الحاضرين الذي وصف الرئيس الحالي محمد المنصف المرزوقي بالطرطور مطالبا إياه باحترام مؤسسات الدولة مهما يكن الأمر وحتّى اذا ما كان غير مقتنع بأداء الأشخاص. السبسي كان أيضا طريفا كعادته حيث تناول موضوع الانتخابات الرئاسية وموقف النهضة منها بسخرية متهما اياها بالسعي الى تهجين وتمييع هذا الاستحقاق عبر تهميش موقع الرئيس الذي يجب أن ينتخب بحرية مبديا استياءه من الروزنامة الانتخابية التي تمّ فيها تسبيق موعد التشريعية. كما استغرب من ارتفاع عدد المترشحين المحتملين لهذا الاستحاق المرتقب قائلا إنّ هذا الرقم لم يحصل حتّى في الصين ذات التعداد السكني الهائل. الاجتماع كان حاشدا حيث حضره عدد هام من أعضاء الحزب وقياداته فضلا عن رجال أعمال وشخصيات حقوقية ووطنية مثل منصور معلى ومثقفين وجامعيين علاوة عن أنصار الحركة. السبسي تحدث باسهاب عن دوافع ترشحه للرئاسة مؤكدا أنّ الواجب الوطني حتّم عليه القيام بذلك. كما عرّج على موضوع حالته الصحية مشدّدا على أنّه بخير وفي وضع جيّد. هذا وقد بيّن السبسي أنّ هدفه هو استكمال بناء الدولة العصرية التي تتماشى ومقتضيات القرن 21 داعيا الى الوحدة الوطنية و تكاتف الجهود حول مشروع ديمقراطي تقدمي مضاد للاسلام السياسي وهو مشروع نتائجه معلومة على حدّ قوله. وجدّد رئيس النداء تعهده بأنّ ينتهج طريق الحكم التشاركي مع أحزاب يتقاسم معها حزبه الرؤى والتصورات حتّى في حال الفوز بالأغلبية في التشريعية نافيا أيّ امكانية للتحالف مع من له مرجعية تخالف مرجعية حركته في اشارة إلى حركة النهضة. يذكر أنّ مرشح حزب النداء للرئاسية كان قد استعرض خلال خطابه المطوّل أمام الحاضرين والذي حظي بتغطية اعلامية هامة الخطوط العريضة لبرنامجه الانتخابي ورؤية حركة نداء لتونس في الفترة المقبلة في جميع القطاعات والجوانب.