لم تمر تصريحات مدرب المنتخب الأولمبي ماهر الكنزاري التي خاطب بها مسؤولي النادي الإفريقي مرور الكرام نظرا للحدة التي اتسمت بها.. الكنزاري تجاوز كل الخطوط الحمراء عند رده على مسؤولي نادي باب الجديد مستعرضا عضلاته اللغوية وأيضا قدراته البدنية حينما أكد أنه "مرامدي ولا يخشى العراك".. هيئة النادي الإفريقي أصدرت مساء أمس بيانا شديد اللهجة عبرت فيه عن استهجانها ما وصفته بالأسلوب "الهاوي" كما دعت الجامعة إلى الاستغناء عن ماهر الكنزاري والتفكير في مدرب يحترم أخلاقيات المهنة بعيدا عن الحسابات الضيقة وغيرها من الاتهامات الأخرى.. وفي ما يلي نص البيان: "تبعا للمواقف و التصريحات الأخيرة التي صدرت من مدرب المنتخب الاولمبي ماهر الكنزاري ، تود الهيئة المديرة للنادي الافريقي أن توضح ما يلي : نؤكد على ان الجامعة التونسية لكرة القدم تتحمل مسؤولية جسيمة في اختيار مدربي المنتخبات الوطنية الذين يجب أن يخضع اختيارهم الى جملة من المقاييس و الشروط الضرورية ليكونوا في مستوى المسؤولية الوطنية لخدمة الرياضة التونسية بعيدا عن الحسابات الضيقة أو الدفاع عن ألوان معينة . و من أبرز مهام المكتب الجامعي هي وضع استراتيجية طويلة المدى و متابعة عمل مدربي النخبة و تأطيرهم من أجل توفير أسباب النجاح و النجاعة عند قيادتهم للاعبين الشبان مثل المنتخب الأولمبي الذي يشكل رافدا أساسيا لمنتخب الأكابر . و على مدربي هذه المنتخبات أن يعودوا الى منظوريهم في الجامعة التونسية لكرة القدم قبل الادلاء بأية تصريحات أو عقد ندوات صحفية لمزيد التشاور و المناصحة و استيعاب آليات التواصل حتى لا يطلقوا كلاما عشوائيا يكشف عن نوايا غير بريئة و يساهم في غضب الجمهور الرياضي . و تشدد الهيئة المديرة للنادي الافريقي على ضرورة قيام الجامعة بمراجعة شاملة لملف مدربي المنتخبات الوطنية في الأصناف الشابة و ان تضرب بقوة على أيدي العابثين الذين يصرون على إهانة أخلاقيات المهنة و خلق الفتنة بين اللاعبين و النوادي . لطالما نادينا بأن يكون مدرب المنتخب الأولمبي أجنبيا مشهودا له بالكفاءة ليبني فريقا قويا و يرسخ عقلية احترافية متينة لا تفرق بين ناد و آخر ، و يجهز لاعبين دوليين لمنتخب الأكابر ، و لهذا فاننا لا نعتقد ان مع المدرب ماهر الكنزاري نسير في اتجاه تحقيق تلك الأهداف التي ذكرناها سابقا . كما نطالب وزارة الشباب و الرياضة باعتبارها سلطة الاشراف بمراجعة الميزانية المخصصة لمدربي المنتخبات الوطنية بما يتماشى مع طموحات تونس الرياضية ، ثم تضع شروطا و معايير صارمة لانتداب هؤلاء المدربين من ناحية الكفاءة و الاحترافية و حسن الاخلاق و الخبرة و العقلية الاحترافية و تمكنهم من اسس وطرق التواصل باعتبارهم يدربون لاعبين في طور التكوين و البناء ، وهو بناء لايمكن أن يكتمل بمدربين هواة . و ليعلم الرأي العام الرياضي ، أن علاقة النادي الافريقي بالمكتب الجامعي مرتبطة بمدى قيامه بواجباته و تحمله لمسؤولياته و التزام منظوريه من مدربين و غيرهم بقواعد الاحتراف الحقيقي دون السقوط في الرعونة و الاسفاف و الحسابات المفضوحة . ندرك جيدا الأوضاع الصعبة التي عايشها المكتب الجامعي الحالي جراء الظروف في تونس لكننا اليوم في استقرار نسبي ، و لهذا ، إذا أعلن هذا المكتب او غيره نية الترشح لفترة نيابية قادمة فيجب أن يقدم برنامجا واضحا لينال ثقة الأندية."