ورقة رقم (1) الحقيقة لا تكون حقيقةً إلا إذا رأيناها.. والحقيقة تحتاج إلى وجود ضوء حتى نراها.. في تونس الضوء لا يصل إلى الكثير من حقائق سياسيينافي تونس.. في تونس الضوء لا يصل إلى الكثير من حقائق السياسة في تونس.. في تونس الضوء لا يصل إلى الكثير من حقائق الأمن في تونس.. في تونس الضوء لا يصل إلى الكثير من حقائق الاحصائيات في تونس.. في تونس الضوء لا يصل إلى الكثير من حقائق الاقتصاد في تونس.. في تونس الضوء لا يصل إلى الكثير من حقائق التهريب من وإلى تونس.. في تونس الضوء لا يصل إلى الكثير من حقائق الثروات في تونس.. في تونس الضوء لا يصل إلى الكثير من حقائق النفوذ في الإعلام في تونس.. في تونس الضوء لا يصل إلى الكثير من حقائق الخيانات في تونس.. في تونس الضوء لا يصل إلى الكثير من حقائق حتى حقائق الحب في تونس.. في تونس: هذا هو المعنى الآخر لظاهرة الظلامية في تونس!
ورقة رقم (2) من يخدعك مرة سيخدعك طول العمر.. من يخونك مرة سيخونك ألف مرة.. الخداع والخيانة هما لدى أصحابهما ايديولوجيا في حد ذاتها.. وفي العادة ليس هناك من يغير ايديولوجيته! ورقة رقم (3) القلب يتألم.. واللسان يتلعثم .. فلا يتكلم.. إعجاز الآلام يغلب قدرة الكلام.. يحدث هذا في هذه النقطة الغريبة من هذا الكوكب الغريب تحديدًا حين نمنح في شريط حياتنا لِلغرباء.. دورًا غريبا عنهم ..... هو دور الأحبّاء! وعندئذٍ حتما ستُسيطر الدراما على الشريط..
ورقة رقم (4) الربيع لا يكذب أبدا.. الربيع تمامًا مثل الحمام المبشر بالقمح.. وتماما مثل الغمام يأتي بالمطر.. وتماما مثل نجمة القطب التي تبشر بالصباح المبلل بالنشيد.. الربيع العربي الصاعد كان حقيقةً.. لكن مشكلته أنّه لم ينتبه إلى فخّ أوراق الخريف الساقطة!
ورقة رقم (5) الناس قد تهاجر ليس بحثًا عن غربةٍ قادمة.. بل فرارًا من غربةٍ قائمة! بعض الناس قد تهاجر ليس رغبة في غربة معلنة بل فرارا من غربة غير مصرح بها.. فليس دائما الناس تغادر الجغرافيا بحثا عن جغرافيا جديدة.. ولكن تغادرها أحيانا فرارا من التاريخ القائم المؤلم.. وبحثا عن التاريخ القادم الأقل إيلامًا! حركة الجغرافيا قد تحجب أحيانا حركة التاريخ..
ورقة رقم (6) الطائر الجريح إذا طار بعيدا عمّنْ جَرَحه فهو لن يعود.. جناحاه سيجعلانه ألف مرة بعيدًا بعيدا يطير.. وجرحه سيمنعه ألف مرة أن يعود.. ولن يعود.. فليس هناك من حرٍّ يعود إلى القفص!
ورقة رقم (7)
سوف تتفطّنين بعد قليلٍ إلى أنني حين غادرتُ لم أغادر.. قدمايا غادرت بعيدا ولكني لم أغادر.. تركت عندك عطري وأشعاري وبقايا السجائر غير العائدة.. والأغنية والقهوة والتينة.. والزيتونة وأخواتها.. وتركت حكاياتهم وحكاياتهن والصور وترانيم تعانق الآفاق وحلمًا يُغازل ندى الطفولة المُزهِرة حتما ولو بعد حين.. وتركت السنابل.. وتركت لديكِ البدايات والمرايا هنا والمرايا هناك.. وحاجات فوق بعضها البعض.. وغضبي وضحكي وكأسُ يسابق كأسا.. وأناشيد قُدَّتْ من نورٍ وشوارع محفوفة بهمساتي ولمساتي وأشياء وأشياء وأشياء سطوتِ عليها قبل المغادرة بينها الشيء الوحيد الذي لا تمنحه لي الحياة مرتين.. إنه قلبي الذي حجزتِيه وحين غادرتُ لم تسمحي لي باصطحابه.. أنا في الحقيقة لم أغادر مادام كل ما في قد سطوت عليه.. وحكايتي معك إنما إسمها القانوني براكاج غير مسلح! وأنا مستعد لأنْ أوقّع في حقّك محضر تنازل أُشهِد عليه الطير والمطر والشجر والقمر والورد والبحر والقصيد.. وأغادر فعلا.. ولكن بشرط واحد هو إعادة المسروق!
ورقة رقم (8) إذا كنتَ نقيًّا فعلا. إذا كنت واثقا تماما تماما بأنك نقي.. فلا تضع نفسك بين المُلوَّثين.. لا تعتقد لحظة أن نقاءك سيغلب.. تلوثهم هو الذي سيصيبك بالدوار والغثيان والقرف وبأشياء أخرى.. وستخرج مهزوما في...... .... مواجهةٍ سيكون السلطان فيها أصلا للتلوث! وبالمناسبة: هذه مسألة لا ذنب فيها لمنظمات مقاومة التلوث والدفاع عن البيئة السليمة..
ورقة رقم (9) نحن ننجذب في أوّل الأمر إلى الورد.. ولا ننتبه إلى الشوك الكثير الذي في الورد.. نحن نصدق جيدا حين نوجه أصابعنا إلى الورد أننا سلكنا الطريق الصحيحة نحو الورد.. وحين نُجْرَحُ.. ننتبه فجأةً إلى أنّنا ببساطة إنّما سلكنا الطريق السريعة نحو... .. الأشواك ! بالمناسبة: مع أنّ هذه المسألة هي مسألة مرورية بحتة فإنّك لن تجد لها أثرًا في مجلة الطرقات..