دعا الاتحاد العام التونسي للشغل، اليوم الإربعاء 23 مارس 2016، الحكومة إلى التسريع بتنفيذ القرارات الحكومية المعلنة الخاصّة ببن قردان وتعميمها على كامل ولاية مدنين والعمل على تطويرها والالتزام بفضّ المشاكل الاقتصادية والاجتماعية الناتجة عن تداعيات المعركة مع الإرهاب في الجهة. وطالب الاتحاد في بيان له، إثر اجتماع أعضاء مكتبه التنفيذي أمس الثلاثاء، إلى مضاعفة الدعم الأمني والعسكري لحماية بوّابات تونس وثغورها. وجدد تحذيره من تعمّق الأزمة السياسية في البلاد وتأثيراتها الخطيرة على الأداء الحكومي، تخطيطا وبرامجَ وتنسيقا ومتابعة وانسجاما ومصداقية، منبها في نفس الوقت إلى الخلل المتأصّل في بعض الوزارات لما تشهده من تضارب فيما بينها، ومن ضعف وتفكّك في بعضها الآخر لغياب أيّ رؤية إيجابية داخلها، ومنها التي تفرّغت لتوتير الأوضاع الاجتماعية وإثارة القلاقل تجاه منظوريها وما تميّزت به من عطالة تجاه واجباتها المباشرة، وفق البيان. وعبر الاتحاد عن مخاوفه من تردّي الوضعية الاقتصادية والاجتماعية وما سيترتّب عنهما من تأثيرات سلبية في ظلّ الهجمة الإرهابية داعيا إلى التعامل الجادّ والمسؤول مع الملفّات الاقتصادية والاجتماعية المطروحة وخاصّة في قطاعات السياحة والفلاحة وغيرها التي دخلت في أزمة خانقة ولم تجد الاهتمام الكافي لإنقاذها أو في مجالات التشغيل والتنمية الجهوية واحترام الاتفاقات المبرمة وتنفيذ التعهّدات والالتزام بتطبيق المشاريع والبرامج في آجالها. وأكد في ذات البيان على أنّ تحديد السياسات العامة في المجالات المالية والاقتصادية والاجتماعية هو شأن وطني سيادي يهمّ جميع الأطراف وليس حكرا على جهة معيّنة داعيا إلى الكفّ عن اتّخاذ القرارات الانفرادية التي لم تُفْضِ إلاّ إلى الارتهان وإعادة انتاج الفشل ولم تلبّ مطالب الشعب وانتظاراته. وطالب الحكومة، في إطار اللجنة المشتركة مع الاتحاد، بالإسراع بإنهاء تسوية ملفات الآليات والحضائر وتطبيق الاتفاقيات المبرمة في عدد من القطاعات لتنقية الأجواء الاجتماعية داعيا إيها إلى بالإيفاء بتعهّداتها تجاه عمّال قطاع السياحة وحمايتهم من البطالة القسرية والتعويض لهم عن الضرر الحاصل بسبب تداعيات الإرهاب على هذا القطاع الحسّاس. وذكّر بأن الاستقرار الاجتماعي الذي تقدّم إليه الاتحاد بكلّ مسؤولية يبقى رهين احترام الأطراف لتعهّداتها ومنها الإسراع بصرف زيادة القطاع الخاص واحترام القوانين والكفّ عن الاعتداء عن الحقّ النقابي. كما ثمن اقتراح المكتب التنفيذي الوطني الداعي إلى التبرّع بيوم عمل لفائدة صندوق خاصّ لدعم المجهود الحربي ضدّ الإرهاب، مطالبا من السلط المعنية للتفاعل مع التصوّر ليشكّل نقطة ارتكاز لتضامن شعبي يشارك فيه الجميع، كلّ حسب امكانياته، كما نجدّد دعوتنا إلى كافّة الشغّالين إلى مزيد البذل والعطاء في إطار ما تربّوا عليه من إعلاء لثقافة العمل والتحلّي بقيم احترام الواجب الوطني. وعبر الاتحاد العام التونسي للشغل عن إجلاله لشهداء القوّات العسكرية والأمنيين والمواطنين الذين دافعوا إلى آخر رمق على بن قردان مترحما على أرواحهم. كما حيا أبناء بن قردان البواسل الذين جسّموا كعادتهم قيم الوحدة والشجاعة واليقظة والوطنية في أجلى مظاهرها وتصدّوا إلى الإرهابيين مجدّدا دعوته إلى تجنيد كلّ الطاقات لمحاربة الإرهاب على جميع الواجهات الأمنية والثقافية والتربوية والدينية.