بمناسبة تواجدها في تونس لإحياء حفل ضمن فعاليات الدورة 52 لمهرجان قرطاج الدولي، عقدت الفنانة المصرية ذات الأصول المغربية سميرة سعيد ندوة صحفية تعرضت أثناءها إلى مراحل حياتها الفنية منذ البدايات وصولا إلى الفترة الراهنة. سميرة سعيد تحدثت عن أول زيارة لها إلى تونس حين كان عمرها لا يتجاوز 12 عاما وحضيت آنذاك بفرصة الغناء أمام الزعيم الحبيب بورقيبة، ومن وقتها وهي تتردد على تونس التي لا تحس فيها بالغربة، ففيها نفس أجواء المغرب وبيئتها وثقافتها وعاداتها. وعن مسيرتها الفنية التي بدت متقلبة أو متغيرة لبعض المتابعين، أجابت سعيد بأنها تحب التحدي وهو سمة شخصية فيها، تحب التغيير سواء على المستوى الشخصي أو المهني، فقد غنت سابقا لأساطين الطرب كأم كلثوم، عبد الوهاب، وغنت كذلك بالإسبانية بحكم تقارب الثقافات وغنت في أنماط موسيقية متنوعة من الطرب إلى الروك والجاز... سعيد أضافت أن حياتها في مصر واستقرارها بها من نهاية السبعينات كانت بداية فعلية للغناء باللهجة المصرية لتحقيق انتشار أكبر، ولكن ذلك لم يوقف هاجس العودة للغناء باللهجة المغربية وإن بطريقة مختلفة تماشيا مع التورات التي تعرفها الساحة الموسيقية، كأدائها لأغنية "مازال" التي مكنتها من تجديد التواصل مع المغرب والجمهور هناك. وعن رأيها في الموجة الجديدة من الأغاني المغربية قالت سعيد إن الناس منقسمون في آراءهم وأذواقهم وليس علينا أن نبقى في نمط واحد بل العكس، علينا أن نبحث وأن نجدد، مضيفة "أنا شخصيا دائما أسأل نفسي عن الطريقة التي سأعتمدها للخروج إلى الناس بعد كل عمل أقوم به، وأحاول في ذات الوقت أن أبقي الناس في سؤال دائم، بماذا ستخرج لنا سميرة سعيد؟" ولهذا الأمر بقيت سميرة سعيد متوقفة عن العمل لمدة 6 سنوات لتعود بأغنية "عايزة أعيش" التي حققت نجاحا باهرا ومكنت ألبومها الذي يحمل ذات العنوان من الحصول على "الموريكس دور" لأفضل ألبوم لسنة 2016. وتعتبر المطربات القلائل اللاتي حافظن على نجوميتهن على مر السنوات بدأت مشوارها الفنّي منذ سنتها الثامنة مع أشهر الملحنين والمؤلفين، ولقيت تشجيعا كبيرا من الفنان عبد الحليم حافظ والموسيقار بليغ حمدي. في رصيد سمير سعيد عدد كبير من الأغاني الناجحة جعلتها تتصدر قائمة أنجح المطربات في الوطن العربي وأشاد الكثير من الفنانين والموسيقيين بقدرتها على الاستمرار بالنجاح نفسه قدّمت طوال مشوارها الفني 46 ألبوما و 500 أغنية، حصدت من خلالها العديد من الجوائز من بينها جوائز الموسيقى العالمية و BBC International Music Awards.