أدت الأمطار الأخيرة التي عرفتها مدينة باجة إلى وفاة امراة (38 سنة ) حامل تعمل معينة بإحدى رياض الأطفال وطفلتها التي لم يتجاوز عمرها خمس سنوات عندما كانت تهم بانتشالها من المياه التي جرفتها وبعثت بها في إحدى القنوات التابعة لإدارة التجهيز والإسكان والتي "تحظى "برعاية سامي جناب البلدية . ولئن تم العثور على البنت التي فارقت الحياة وهي في طريقها إلى المستشفى فان حرفية ولياقة أعوان الحماية المدنية وأعوان الأمن والمسئولين الإداريين الذين لم يفلحوا إلا في محاصرة الحقوقيين وهرسلة السياسيين وقمع ومحاصرة الإعلاميين قد حالت مع كل أسف دون العثور على تلك المرأة الحامل التي لم يرى لها اثرا في تلك السيول. كانوا كلهم ينظرون ولا يفعلون شيئا وكثر الهرج والمرج وانتشرت الإشاعات انتشار السيول في كافة أرجاء المدينة ،الفضوليون كانوا في أغلبهم يمسكون بأكواب القهوة ويدخنون السجائر وكأنهم يشاهدون فيلما دراميا ، وكان البعض الآخر في طابور طويل يشتري الملاوي من عند عم رابح ويأكلون ويتفرجون ويقولون من تكون الضحية ؟ من تكون ؟ هكذا الوعي القطيعي أو لا يكون .حل الظلام ولا جديد يذكر والكل يتفرج وانعدمت الرؤيا والحماية المدنية ليست لها إنارة . كان نهج صالح المغراوي أسفل المزارة السفلى مظلما حالك الظلام ،الساعة التاسعة مساءا ،كان الظلآم أشدّ وجثة الأم الشابة ما تزال داخل قناة الشعبة التي تنحدر من المزارة عبر حومة الوالدين باتجاه الوادي دون أن يحدد موقعها.& ; مسكينة أنت يا باجتنا ؟؟؟ باجة الفاخرة لم تكن كما قال الوليّ سيدي صالح الزلاوي على البلاء مستاخرة بل كانت في قلب البلوى_ هكذا عبر احد العلماء المتاثرين بالمشهد _. لم تظهر المرأة المفقودة إلا على الساعة الواحدة بعد منتصف الليل على بعد أزيد من كيلومتر قريبا من معمل الكابل حيث المنطقة الصناعية على التخوم الجنوبية لمناطق العمران و قد كانت جثة هامدة. كان منزل السيد فوزي الكسوري زوج الفقيدة ووالي الجنين والطفلة يعج بالمعزين ، في طرفة عين فقد زوجته الشابة و ابنته ، المصاب جليل و لا عزاء ، في يوم 9 أفريل شيعت مزارة سيدي محمد الزوابي و جوارها الأم و ابنتها إلى مقبرة سيدي صالح الزلاوي حيث مأواهما الأخير و كانت المدينة كلها تبكي و لسان حالها يقول ابكي فقد حق لك البكاء . ذلك هو حال مدننا التي حظيت في العهد السعيد بعناية مسؤوليه فعقدوا الجلسات التمهيدية والعادية ليثمنوا منجزات العهد الجديد وجهزوا القنوات التي سرعان ما تفتح افواهها لتبتلع الاطفال والشيوخ والشباب وحفروا المجاري التي تغوص فيها السيارات واناروا الانهج والثنايا لكي لا يتم العثور على المفقودين الا بعد ان يفارقوا الحياة واعدوا المعدات لكي يركبوها ويركبونها على ظهورهم بعد ان يعيدوا صيانتها وياتون بالمختصين ليتفقدوا محركاتها ودواليبها. وهكذا احضر مسؤولينا الهواتف الجوالة كي يخبروا عن رئيس فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان متى غادر بيته ومتى عاد وبمن التقى وماذا يفعل ما عساه فعل وماذا قال وماذا ينوي ليعلموا بمن دخل دار الاتحاد العام التونسي للشغل وماذا فعل وماذا قال ومن شارك في مسيرة مناصرة قطاع غزة ومن هو الاعلامي الذي غطى وكتب وخط. تلك هي ايالتنا وهم اولئك مسؤولينا الذين يعدون العدة لانتخابات محسوم امرها منذ مؤتمر المصيربنزرت 1964بنسبة ستفوق نسب الرئيس الجزائري بقليل فالعين لاتعلوا على الحاجب؟ بتلك الجنازة احتفل الباجية بعيد الشهداء ولكن حجم الكارثة انساهم شهداء 9 افريل فهل تذكرت حكومتنا العلية ان لها مواطنين وليسوا برعايا.