تونس (وات)-احتضنت المكتبة الوطنية بتونس بعد ظهر الخميس لقاء مع الاستاذ عبد المجيد الشرفي بحضور ثلة من الجامعيين واهل الفكر والمعرفة لتقديم كتابه ''الثورة والحداثة والاسلام '' الصادر مؤخرا عن دار الجنوب للنشر . وياتي هذا اللقاء في اطار سلسلة المنتديات التي تنظمها هذه المكتبة بالتعاون مع المعهد الفرنسي بتونس ومعهد البحوث حول المغرب المعاصر والمنضوية تحت شعار" اي ادوات للفكر في تونس بعد الثورة". وفي طرحه لكتابه الجديد -وهو عبارة عن حوار مطول بين الصحفية كلثوم السعفي والاستاذ عبد المجيد الشرفي عن المشروع الحداثي بعد الثورة والثورة واشكالية تحديث الفكر الديني والتراث والهوية في وجه الحداثة والتحديث بين المؤسسة الدينية والمؤسسة السياسية- تحدث الاستاذ الشرفي عن الفكر كعمل حر ومسؤول يستند الى مراجعة نقدية تفحص المسلمات وتتفحص كل ما هو اعتبارات مسبقة. وانتهى الى القول بضرورة اعادةالنظر في كل ما هو وضع وتاويل في خضم ديناميكية احدثتها الثورة التونسية ترمي الى الغاء الانفصام بين الدين والخطاب الديني بما يؤسس لمنهج لا يكون منزاحا عن الحداثة ولا تكون الحداثة معه معادية للاسلام ، بحيث لا تقييد لمجتمع بقراءة للاسلام تقوم على مبادئ جامدة تتنافى مع العقل الحديث ووقع المعاصرة. وتكمن اهمية هذا الكتاب الذي ورد في 224 صفحة في استقراء الاسلام على اساس التمييز بين مستويات ثلاثة في فهمه بالنظر اليه من زاوية القراءة التحديثية للنص القراني وقراءة النص القراني والايمان وقراءة جديدة للعبادات ولهوية المسلم الحديث على نحو يدعو الى القطع مع فكر اصولي تنكر لمرونة الدين في فجر الاسلام بما من شانه ان يعيق سيرورة التحديث. يذكر ان عبدالمجيد الشرفي قدم طروحاته البحثية والمعرفية في 16 كتابا و61 دراسة ومئات المقالات التي خاضت في قضايا الفكر والاسلام والحداثة ومن ابرز مؤلفاته ''تحديث الفكر الاسلامي'' و''الاسلام بين الرسالة والتاريخ'' و''الفكر الاسلامي في المد على النصارى''. ويعد عبد المجيد الشرفي من أشد المناهضين للحركات الاصولية وهو متحصل على دكتوراه في الدراسات الاسلامية وعضو رابطة العقلانيين العرب وعضو اتحاد الكتاب التونسيين .