تونس (وات)- أقدم أحد الشباب المعتصمين منذ 22 يوما أمام وزارة التشغيل والتكوين المهني، والقادمين من مدن الحوض المنجمي بولاية قفصة، على محاولة الانتحار شنقا الا انه تم إنقاذه من قبل صديقه في آخر لحظة بعد أن تفطن إلى محاولته وضع حد لحياته. وقد تم نقل هذا الشاب الى المستشفى لتلقى الإسعافات اللازمة رفقة 9 أشخاص آخرين من المضربين عن الطعام بعد ان تدهورت حالتهم الصحية . وداخل الخيام التي نصبت أمام مقر الوزارة، يشن أكثر من 30 شخصا إضرابا مفتوحا عن الطعام، وقد تحدثوا بمرارة رغم سوء حالتهم الصحية إلى مندوبة "وات" وعن محاولة صديقهم "وضع حد لمعاناته ورحلته الطويلة مع الفقر والتهميش ". كانت الوجوه شاحبة والشفاه متشققة من اثر الظمإ، والعيون منهكة من الأرق وسهر الليالي الطوال تحت أضواء الشارع في انتظار حل يأملون أن تجود به الأطراف الحكومية وممثلو شركة فسفاط قفصة، على من كان من بين الناجحين ضمن النتائج المعلن عنها خلال شهر نوفمبر 2011 ، ثم تم استبعاده من قائمة الناجحين. وأكد المحتجون استعدادهم لمزيد التصعيد في تحركاتهم في حال "لم يتم إعادة ادراج الناجحين خلال النتائج الأولى للمناظرة وعدم مراجعة نتائج مناظرة الانتدابات الأخيرة بشركة فسفاط قفصة " بحسب قولهم. كما شددوا على أن التفاوض مع عدد من وجوه المجتمع المدني والنقابيين باسم أبناء الحوض المنجمي لا يلزمهم على اعتبار ان هؤلاء المفاوضين لا يمثلون، أبناء الجهة و"تحوم حول بعضهم شبهات الفساد والمحسوبية والاستيلاء على أموال الغير"، بحسب قولهم. وقال الناجي الشعباني أصيل المتلوي مستدلا في ذلك بالوثائق الإدارية انه من "غير المنطقي أن يتم نشر نتائج على الانترنات تقضي بقبول المترشح، ثم ترتد الإدارة لاحقا وتنفي نجاحه". وفي ذات السياق تساءل ميعاد قادري وهو شاب في مقتبل العمر من أبناء الجهة وخريج الجامعة التونسية سنة 2006 وله أربعة أخوة عاطلين عن العمل هم بدورهم من أصحاب الشهائد العليا لم يتم انتداب أي واحد منهم "هل قدرنا البطالة وهل ذنبنا اننا انهينا تعليمنا الجامعي، لقد رفضوني بتعلة انه ليس لي الحق لأني من أصحاب الشهائد العليا، وعلي ان أنتظر الإعلان عن موعد إجراء المناظرة الوطنية لهذه الفئة من طالبي الشغل"،متسائلا " هل سأتمكن من النجاح في مناظرة وطنية وانا لم انجح في المناظرة الجهوية"؟ وفي المقابل، دعا مستشار وزير التكوين المهني والتشغيل الهادي التريكي، الشباب المعتصم إلى التعقل والى التحلي بالصبر، مؤكدا ان أبواب الوزارة مفتوحة وستظل كذلك من اجل قبول الطعون والتظلمات ورفع كل المظالم في حال حصولها وحل الإشكالات أو الأخطاء. وأشار إلى أن آجال الطعون فتحت لمدة أسبوع بعد الإعلان عن النتائج الأولية بمراكز المظيلة وأم العرايس والمتلوي والرديف، قائلا في هذا الصدد"إن من نجح فنجاحه غير نهائي ومن رفض فان رفضه ليس نهائيا". وأوضح انه تم خلال المفاوضات مع أبناء الحوض المنجمي عرض فرص عمل قارة برواتب " محترمة" على المرفوضين في المناظرة غير انهم أصروا على العمل فقط بشركة فسفاط قفصة نظرا للمقابل المادي الهام الذي توفره الشركة مقارنة بغيرها. وأشار إلى انه سيتم لاحقا إحداث 1700 موطن شغل قار في مجال البيئة بالإضافة إلى ما ستوفره المشاريع التنموية بالجهة. وأكد أن الوزارة تعمل على إرساء العدالة في التشغيل والتصدي لكل أوجه الفساد والرشوة والمحسوبية. وقد تم توفير كل الإمكانيات البشرية والمادية لإنجاح هذه المناظرة غير أن المعادلة بين المقاييس الاجتماعية والمقاييس الفنية في الانتدابات التي اعتمدتها شركة فسفاط قفصة هي معادلة صعبة. وذكر هذا المسؤول بان وزيري التشغيل والتكوين المهني والصناعة والتجارة عقدا في الاسبوع الماضي اجتماعا مع المعتصمين، عرضا خلاله مواطن شغل قارة عليهم الا انهم رفضوا هذه العروض، متمسكين بالعمل في شركة فسفاط قفصة.