غار الملح..سيدي علي المكي...من لا يعرف المكان فهو لا شيئا عن روعة الشواطئ التونسية ومياهها النظيفة ما لم تلوثها مياه قنوات التطهير ، ولا يعرف شيئا عن رمالها اللامعة ما لم تتناثر فوقها قوارير البلاستيك الفارغة وبقايا مصطافين مروا عليها وتركوها مصبات فضلات في أغلب الحالات... شاطئ سيدي علي المكي وجهة الكثيرين كل صائفة يزحفون نحوه ،وقد يبيتون، مع أولى خيوط الفجر ليستمتعوا بالسباحة في إطار رائع، جمال البحر والطبيعة الخلابة التي يضفيها الجبل المطل على الشاطئ كأنه الحارس الأمين، والحياة التي تدب على الرمال وصرخات الأطفال يتنافسون على الرمال ويبنون قصور أحلامهم التي تبدأ من هناك وأمامهم بائع المثلجات بصفارته ينادي"فريقيلو فريقيلو" ليضج الأطفال ويسيل لعابهم فيهرعون إليه ليتذوقوا مثلجاته.... شاطئ سيدي علي المكي تعود إليه الحياة ما إن ترتفع درجات الحرارة وقد استقبل ضيوفه خلال شهر رمضان هذا العام، فيكتظ تدريجيا بالرواد وتشتد الحركة في مأوى السيارات الواقع قبالة الشاطئ فترتفع الأصوات من هنا وهناك وقد تشتبك الأيدي بين البعض من المصطافين وتعلو أصوات منبهات السيارات التي نفذ صبر أصحابها وملوا"مرج" صغارهم في الخلف.. شاطئ سيدي علي المكي هو أحد الوجهات السياحية الشعبية التونسية التي لا تكلف سوى معلوم كراء الشمسية والكراسي وهو وجهة يهرب إليها الكثيرون نظرا لنقاوة المياه وروعة المكان...لكن لا تغتروا كثيرا بالصور فبعد يوم اصطياف لا تتصوروا كيف هي حالة الشاطئ الممتد الذي يختنق بسبب مصطافين لا يحترمون البيئة ولا يحافظون عليها...